ريما: حماس خدعت الناس
بقلم : مصطفى ابراهيم
ريما لم تصدق ما شاهدته عيناها وما سمعته اذناها، قالت لي عمو اخجل ان اقول لك ما سمعته من الفاظ نابية، هل هؤلاء هم رجال الشرطة؟
هل هؤلاء هم المكلفين بحمايتنا؟
وهل هؤلاء الذين رفعوا شعار كرامة المواطن وهيبة الشرطي؟
هل هؤلاء هم أعضاء حماس المتدينين؟
وهل هيبة الشرطي تأتي بضرب الناس؟
امسكوا امي من كتفها ودفعوها، وخالد ابن 6 سنوات اخذ يصرخ، وجمانة ابنة 12 عاماً هربت منهم، واستنجدت بمصور صحافي واختبأت خلفه ولكنه لم يستطيع ان يحميها أو يحمي نفسه، لانهم اعتدوا عليه بالضرب، ضربوا غسان بشدة، اثار الضرب واضحة على ذراعه وظهره وهو يتألم، ضربوا الفتيات والنساء الكبار في السن، من بينهن امهات الاسرى، لم نستطيع مساعدتهن هربنا.
ريما في الصف التاسع، قالت غادرنا انا ووالدتي وخالتي وشقيقتي جمانة وشقيقي خالد، وابتعدنا عن مكان الاعتصام في ساحة الكتيبة بمدينة غزة عدة امتار، وانتظرنا ان يلحق بنا غسان، لكنهم فاجئونا وهم يصرخون الله اكبر، كانوا يرتدون زي الشرطة وبعضهم يرتدي الزي المدني، ويحملون بأيديهم، الاسلحة الرشاشة والعصي والخراطيم البلاستيكية، هجموا علينا وعلى خيمة النساء وقاموا بضربهن بالعصي وبالخراطيم وبالكراسي وهدموا الخيمة، واسمعوهن كلمات نابية، امسكوا فتاة لا ترتدي منديل على راسها والقوها ارضا واعتدوا عليها بالضرب المبرح، وهم يسبونها ويوجهون لها الفاظ نابية قبيحة.
لم اصدق ما شاهدته، منذ اول امس قام أعضاء من حماس بالسيطرة على حديقة الجندي المجهول ووضعوا مكبرات للصوت مزعجة للتشويش على تجمع الشباب من 15 اذار، وامس كان اليوم من بدايته متوتر، رفعوا رايات حماس ، لم يلتزموا بشعار الشعب يريد انهاء الانقسام، واعتدوا على بعض الشباب بالضرب وبالصعق الكهربائي.
خرجت مع والدتي واشقائي للتظاهر ضد الانقسام والتعبير عن راينا، والدي طمأننا وقال ان حكومة حماس سمحت للناس بالتظاهر، وستقوم بتوفير اجواء ملائمة للمتظاهرين ولن تعتدي على الناس، وبالرغم من كل ما قامت به حماس وعدم التزامها برفع شعارات وحدوية، كانت الاجواء ايجابية، الا انها خدعت الناس وقامت بالتشويش على المتظاهرين لإحباط محاولة الشباب للضغط على فتح وحماس لانهاء الانقسام، وانتهى اليوم بشكل مأساوي وهجوم همجي والاعتداء بالضرب على كل المعتصمين، وتعميق الانقسام، وزيادة حدة الكراهية. ريما تضيف وهي حزينة وغاضبة وتتحدث بصوت مرتفع، سمعت من والدي ووالدتي ان الناطقين الإعلاميين باسم حركة حماس قالوا، ان الذين قاموا بالاعتداء علينا وعلى المعتصمين بالضرب هم من المدنيين، ولم تتواجد الشرطة في مكان الاعتصام، وان المعتصمين هم من افراد الاجهزة الامنية السابقين، كيف يكذبون أنا شاهدتهم، أفراد الشرطة هم من ضربونا، وكان معهم رجال بزي مدني، أنا مستغربة وغير مصدقة، كيف يقولون ذلك؟
كل ذلك شاهدته، لم ينقل لي احد، انا كنت موجودة هناك، ماذا تريد حماس؟
حماس غير معنية بإنهاء الانقسام، صدقناهم عندما قالوا لنا سنحمي المعتصمين، الا انهم لم يفوا بوعدهم للناس، ضربونا واخافونا، ولماذا يدعون ان المعتصمين هم من افراد الاجهزة السابقين، هل النساء امهات الاسرى والفتيات الصحافيات والمدونات وطالبات الجامعة، وانا وجمانة ووالدتي وخالتي وغسان ووشقيقي خالد ابن 6 سنوات من افراد الاجهزة الامنية؟
حتى لو كان من بين المعتصمين هم من افراد الامن السابقين ومن حركة فتح! هل هؤلاء ليسوا فلسطينيين، و لا يجوز لهم الاعتصام والتظاهر، والتعبير عن رايهم؟
هل التجمع السلمي تهمة، ومسموح لناس وناس غير مسموح لهم، وكيف يسمحون لأعضائهم برفع رايات حماس، ويمزقون رايات فتح وكاد أعضاء حماس ان يفتكوا بالفتاتين اللواتي حملنا رايات فتح.
حماس خدعت الناس، وانا غير مصدقة رواية الناطقين باسمها، حتى لو قاموا بالتحقيق في الحادث واعتذروا، انا لن اقبل اعتذارهم، يجب أن يكونوا صادقين مع انفسهم ومع الناس، ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداء ورجال الشرطة الذين ضربونا، وضربوا الصحافيين والصحافيات، ومنعوهم من التصوير وكسروا كاميراتهم، واعتقلوا بعضهم، ومنعونا من حقنا في التعبير عن آرائنا وحقنا في التجمع السلمي والتظاهر.
المصدر
- مقال:ريما: حماس خدعت الناسالمركز الفلسطينى للتوثيق والمعلومات