رسالة التعاليم في ظلال سورة آل عمران – 2/2

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
رسالة التعاليم في ظلال سورة آل عمران – 2/2


بقلم : محمد مفيد الخالد

قراءة من كتاب( رسالة التعاليم في ظلال سورة آل عمران )

تأليف : محمود السباعي

إعداد : محمد مفيد الخالد

الركن الثاني : الإخلاص

يقول الإمام : وأريد بالإخلاص : أن يقصد الأخ المسلم بقوله وعمله وجهاده كله وجه الله وابتغاء مرضاته ، وحسن مثوبته من غير نظر إلى مغنم أو مظهر ، أو جاه أو لقب أو تقدم أو تأخر ، وبذلك يكون جندي فكرة وعقيدة ، لا جندي غرض ومنفعة وبذلك يفهم الأخ المسلم معنى هتافه الدائم ((الله غايتنا و الله أكبر ولله الحمد )) .

سمو غاية المؤمن : انظر إلى التوجيه الرباني الفريد فبعد أن هدد الله الذين يغلون ويخفون شيئا من المال العام أو الغنائم ، وذلك في قوله تعالى : [ وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون] آل عمران 161 .

بعدها نقل الله المؤمنين النقلة التي تصغر في ظلها الغنائم ويصغر في ظلها التفكير في هذه الأعراض وهي لمسه من لمسات المنهج القرآني العجيب في تربية القلوب ورفع اهتماماتها وتوسيع آفاقها وشغلها بالسياق الحقيقي في الميدان الأصل يقول تعالى :[ أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير] أل عمران 162 ، ولهذا فأن الفهم وحده لا يكفي إذ أنه يحتاج إلي المخلصين الذين يبتغون وجه الله وحده ومرضاته ومثوبته والعارفين بأمراض القلوب ، وآفات النفوس .

التميز والتمحيص :

يقول تعالى : [ ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ] آل عمران : 179 ، ويقطع النص القرآني بأنه ليس من شأن الله سبحانه وليس من مقتضى ألوهيته وليس من فعل سنته أن يدع الصف المسلم مختلطا غير مميز يتوارى المنافقين فيه وراء دعوى الإيمان ومظهر الإسلام ، بينما قلوبهم خاوية من بشاشة الإسلام ، ومن روح الإسلام , وقد أخرج الله الأمة المسلمة لتؤدي دورا كونيا كبيرا ولتحمل منهجا إلهيا عظيم ولتنشئ في الأرض واقعا فريدا ونظاما جديدا ، وهذا الدور الكبير يقتضي التجرد والصفاء والتمييز والتماسك ، وتقتضي ألا يكون في الصف خلل ولا في بناءه دخل .وتأكيدا لحقيقة التمييز يقول الله تعالى: [ وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبأذن الله وليعلم المؤمنين –166- وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون ] - آل عمران 167

نماذج المخلصين :

امرأة عمران : يقول تعالى : [ إذ قالت امرأة عمران ربي اني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني انك أنت السميع العليم ] - آل عمران 135

نموذج خاص و آخر عام : يقول تعالى : [ فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب ] - آل عمران 195

نماذج من النفوس المفتونة أو المعوجة :

ومنهم من تغيرت نيته بصورة عارضة، كأولئك الذين ابتغوا الغنائم ، ولكن رحمة الله وسعتهم فعفى عنهم سبحانه [ منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ] آل عمران 152

والنموذج الثاني نموذج لنفوس معوجة ، لم تنشغل بمرضاة الله تعالى ، لكنها راحت تنشغل بنفسها ورغباتها وأهوائها وفقط يقول تعالى : [ وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور ] - آل عمران154

الركن الثالث : ركن العمل

يقول الإمام : وأريد بالعمل : ثمرة العلم والإخلاص ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ) التوبة 105 ومراتب العمل المطلوبة من الأخ الصادق :

إصلاح نفسه حتى يكون قوي الجسم ، متين الخلق متين الفكر قادرا على الكسب ، سليم العقيدة ، صحيح العبادة ، مجاهدا لنفسه ، حريصا على وقته ، منظما في شؤونه نافعا لغيره ) وذلك واجب كل أخ على حده .تكوين بيت مسلم . إرشاد المجتمع . تحريرالوطن. إصلاح الحكومة . إعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية . أستاذية العالم .

ولقد تضمنت سورة آل عمران مجموعة كبيرة من هذه التكليفات الإلهية التي افترض الله على المسلمين أداءها ... فمنها ما يتعلق بإصلاح الفرد ومنها ما يتعلق بإصلاح البيت ،وكذا المجتمع والحكومة وصولا إلى الخلافة المنشودة عالميا وسيادة العالم كله .

بعضا من التكليفات الإلهية في سورة آل عمران :

[ ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ] - آل عمران85 ، [ فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن ] - آل عمران 20 ، الأمر بفعل الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : [ وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين ] - آل عمران 115 ، [ ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ] - آل عمران 104 ، [ كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ] - آل عمران 110 ، التكليف بحب الله ورسوله وطاعة الله والرسول صلى الله عليه وسلم : [ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم –31- قل أطيعوا الله والرسول ] - آل عمران 32 ، التكليف بالتوجه إلى الله تعالى : [ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ] - آل عمران 8 ، التكليف بتقوى الله وعبادته  : [ فاتقوا الله وأطيعون –50- إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم ] - آل عمران 51 ، الأمر بالوفاء بالعهد : [ بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين ] - آل عمران 76 ، أمر المؤمنين باجتناب الذنوب التي هي سببا في الهزيمة : [ إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ] - آل عمران 155 ، الأمر بالإنفاق : [ لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم ] - آل عمران 92

الصبر عند الابتلاءات : [ وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور ] - آل عمران 186 ، الأمر باجتناب الربا : [ يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون ] - آل عمران 130 ، الاستجابة لله ورسوله استجابة إحسان وتقوى : [ الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم ] - آل عمران 172 ، الأمر بالشورى بين المؤمنين : [ فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ] - آل عمران 159 ، الأمر بالصبر والمصابرة والمرابطة وتقوى الله تعالى : [ يا أيها الذين آمنوا اصبروا و صابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ] - آل عمران 200

الركن الرابع : الجهاد

يقول الإمام : وأريد بالجهاد الفريضة الماضية إلى يوم القيامة ... والمقصود بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من مات ولم يغز ولم ينو بغزو مات ميتة جاهلية) .

وأول مراتبه إنكار القلب ، وأعلاه القتال في سبيل الله وبين ذلك جهاد اللسان والقلم واليد وكلمة الحق عند السلطان الجائر . إن الفهم والإخلاص والعمل لفي حاجة إلى جهاد طويل من القرآن والسنة : [ أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ] - آل عمران 142، ويقول تعالى : [ يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ... ] - آل عمران 156 ، ورغب الله المؤمنين في الجهاد بان أعد لهم الثمن الجزيل الذي تهوى إليه النفوس المخلصة : [ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله ..... ] – آل عمران 169 ، ولأنها أمة مجاهدة دائما فإن الله فرض الرباط علينا . [ يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ... ] - آل عمران 200

وقد أيد الله الأمة المجاهدة بنصرهم بالرعب يقذفه في قلوب أعدائهم يقول الله تعالى : [سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب ... ] - آل عمران 151 .

الركن الخامس : التضحية

يقول الإمام : وأريد بالتضحية بذل النفس والمال والوقت والحياة وكل شيء في سبيل الغاية ، وليس في الدنيا جهاد لا تضحية معه ، ولا تضيع في سبيل فكرتنا تضحية ، وإنما هو الأجر الجزيل والثواب الجميل . ومن قعد عن التضحية معنا فهو آثم ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم ) التوبة 111وبذلك تعرف معنى هتافك الدائم : (( والموت في سبيل الله أسما أمانينا ))

يقول تعالى : [ لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم ] - آل عمران 92 ، والتضحية بالمال حقيقة ولذا أعدها الله بلاءا في سبيله تحتاج إلى صبر وتقوى يقول الله تعالى : [ لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب . . . ] - آل عمران 186 ، والله لن يضيع من جاهد وضحى من أجله ومن أجل دينه قال تعالى : [ والذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب ] - آل عمران 195 .

الركن السادس : الطاعة

يقول الإمام : وأريد بالطاعة : امتثال الأمر وإنفاذه توا في العسر واليسر والمنشط والمكره

أن قراءتنا لهذا الركن في ظلال سورة آل عمران يشدنا أول ما يشدنا إلى الجولة التربوية الربانية في هذه السورة إثر غزوة أحد وما حدث فيها من عصيان أمر القائد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان ثمن ذلك بالدم والهزيمة يقول تعالى : [ ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون ] - آل عمران 152 ، وأنقل للقارئ الحبيب من تعليقات الأستاذ سعيد حوى حول هذا الركن يقول رحمه الله :ما من رسول من الرسل إلا وقد طالب قومه بأمرين : بالتقوى والطاعة [ فاتقوا الله وأطيعون ] - آل عمران 50 ، فبدون طاعة لا تكون جماعة ولا حركة ولا نظام ولا تنظيم ولا زكاة للنفس ولا مسارعة نحو مرضاة الله ولا جهاد ولا هدف يتحقق .

الركن السابع : الثبات

يقول الإمام : وأريد بالثبات أن يظل الأخ عاملا مجاهدا في سبيل غايته مهما بعدت المدة وتطاولت السنوات والأعوام حتى يلقى الله تعالى على ذلك وقد فاز بإحدى الحسنيين فإما الغاية وإما الشهادة في النهاية ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) الأحزاب 23، ولقد أوقفتنا سورة آل عمران على أن طريق العاملين للإسلام ملىء بالبلاءات والشدائد التي يجب على المسلم أن يعرفها يقول تعالى : [ لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا ] - آل عمران 186 ، ولطبيعة الطريق ومشقته يأتي الأمر من الله ، بالاعتصام حتى لا تزل قدم بعد ثبوتها يقول تعالى : [ ومن يعتصم بالله فقد هدي ] - آل عمران 101 ، ثم وعدنا بالأجر والثواب منه تعالى [ إن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا ] - آل عمران 120، [ لأكفرن عنهم سيئاتهم و لأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب ] 195 ، حتى لا يرهب المؤمن قوة عدوه بين الله حقيقتهم فقال: [ لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد ] - آل عمران 196 ، ثم جاء النداء الإلهي بالصبر ( بل ) المصابرة [ يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون] - آل عمران 200 ، وكان من العاني التربوية العظيمة في القرآن أن ربى المسلم على أنه يظل لسانه وقلبه دائما مستغيثا بالله مما يضمن له الثبات على دين الله عزوجل ، يقول تعالى [ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ] - آل عمران 8

الركن الثامن : التجرد

يقول الإمام : وأريد بالتجرد أن تخلص لفكرتك مما سواها من المبادىء والأشخاص ، لأنها أسمى الفكر وأجمعها وأعلاها صبغة الله ( ومن أحسن من الله صبغة ) . والناس عند الأخ الصادق واحد من ستة أصناف مسلم مجاهد أو مسلم قاعد ، أو مسلم آثم أو ذمي معاهد أو محايد أو محارب ، ولكل حكمه في ميزان الإسلام وفي حدود هذه الأقسام توزن للإشخاص والهيئات ، يكون الولاء أو العداء ، ورحم الله حوارى عيسى عليه السلام الذين تجردوا لله ودعوته ورسوله عليه السلام فتبرؤوا مما سوى ذلك كله وشهدوا بالولاء الخالص .... يقول تعالى : [ فلما احس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون –52- ربنا آمنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ] - آل عمران 53 ، وقد جاء في سورة آل عمران تنوير وتحذير في قوله تعالى: [ ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله ] - آل عمران 119

الركن التاسع : الأخوة

يقول الإمام : وأريد بالأخوة أن ترتبط القلوب والأرواح برباط العقيدة والعقيدة أوثق الروابط وأعلاها والأخوة أخوة الإيمان والتفرق أخو الكفر وأول القوة قوة الوحدة ولا وحدة بغير حب واقل الحب سلامة الصدر وأعلاه مرتبة الإيثار ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) الحشر 9

الأخوة رحمة من الله : [ واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا... ] - آل عمران 103، وجاء النهي من الله للمؤمنين ألا يتفرقوا مذكرا لهم بالذين اختلفوا وتفرقوا حتى لا يكونوا أمثالهم [ ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وألئك لهم عذاب عظيم ] آل عمران 105

سلوكيات تحفظ إخوتنا : كظم الغيظ والعفو عند المقدرة [ الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ] - آل عمران134، ويقظة عين المربي وهمته في الأخذ بوسائل تحقيق الوحدة وأولها التوكل على الله [ فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ] - آل عمران 159

الركن العاشر :الثقة

يقول الإمام : وأريد بالثقة اطمئنان الجندي إلى القائد في كفاءته وإخلاصه اطمئنانا عميقا ينتج الحب والتقدير والاحترام والطاعة ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )وللقيادة في دعوة الإخوان حق الوالد بالرابطة القلبية والأستاذ بالإفادة العلمية والشيخ بالتربية الروحية والقائد بحكم السياسة العامة للدعوة ودعوتنا تجمع هذه العاني جميعا

أول مداخل الثقة : الثقة بالمنهج والفكرة :

الثقة بأنه النظام الذي ارتضاه الله للعباد : [ إن الدين عند الله الإسلام ] - آل عمران 19

الثقة في شموله لكل مناحي الحياة [ ومن يبتغ غير الإسلام دينا ] - آل عمران 85

الثقة في الجزاء الجميل لمن أوقف نفسه لله تعالى إما بنصر في الدنيا : [ إن ينصركم الله فلا غالب لكم ] - آل عمران 16 ، وإما بالنعيم الخالد في الآخرة [ ولا تحسبن الذين قتلوا ] - آل عمران 169

الثقة بأن كل الأمور بيد الله تعالى يصرفها كيفما يشاء [ قل اللهم مالك الملك ] - آل عمران 26 ، [ قل إن الأمر كله لله ] - آل عمران 154

الثقة في قدر الله وإن كان في ظاهره بلاء مؤلم لنا [ ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين -136- إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ] - آل عمران 140


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

والله أكبر ولله الحمد

المصدر