ردّا على الدردشة الإعلامية للنائب السابق مصطفى علوش بتاريخ: 28/7/2014

وإنني مع التأكيد على أننا في الجماعة الإسلامية لم نكن في يوم من الأيام من هواة المساجلات الإعلامية، إلا أن ما احتوته هذه الدردشة من مغالطات ورسائل ملغومة يدفعني لتوضيح الآتي:
لقد أكّد النائب السابق مواقفه المتكرّرة من المقاومة الفلسطينية، والذي استدعى رّدنا عليه في بيان صحفي رسمي، على الرغم من أنه قال حينها أننا لم نقرأ تصريحه جيدا أو أننا اعتمدنا على أجزاء مقتطعة تخرج التصريح عن حقيقته، وهاهو يعيد هذا الكلام، ويعتبر أنّنا جدد في عالم السياسة، فهل يغيّر كلُّ هذا الضجيج حقيقة موقفه المنتقد -إن لم نقل المعادي- لاستراتيجية المقاومة الفلسطينية، القائمة على توازن الرعب وعدم الاستسلام والانبطاح أمام عدو لم ولن يسَلّم بأيّ حق من حقوق الشعب الفلسطيني.
وإلا فما معنى قول سعادته أنّ إسرائيل لن تنتهي إلا بتقوية عملية السلام؟!
أما محاولة تغليف هذا الانتقاد بالتحية لشهداء غزة، وتحميل المقاومة واستراتجيتها المتهورة ضمنا مسؤولية سقوطهم، فقد لا يختلف كثيرا بالشكل عن أسف قيادات الاحتلال لسقوط المدنيين نتيجة فعل المقاومة.
وهنا أذكّر سعادة النائب بقول الله تعالى:" يا أيُها الذينَ آمنوا لا تكونوا كالذينَ كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضَربوا في الأرضِ أو كانوا غزّى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعلَ اللهُ ذلك حسرةً في قلوبهم واللهُ يحيي ويميت والله بما تعملون بصير، ولئن قُتِلتم في سبيلِ اللهِ أو مُتّم لمغفرةٌ من الله ورحمةٌ خيرٌ ممّا يجمعون".
أمّا محاولة إلصاق الحملة الشّعبية التي استهدفته بالجماعة الإسلامية، ثمّ الإيحاء بأن الجماعة منقسمة ٌفي موقفها من تيار المستقبل من خلال القول أن البعض تنصّل من هذه الحملة، فيبدو أنّ خيال سعادته قد ذهب بعيدا في رسم خيوط المؤامرة التي تبرّرُ قيام حملةٍ شعبية واسعة عليه شخصيًّا!!
وهنا أقول أن الجماعة الإسلامية لم تتبنّ الحملة حتى يتنصّل منها البعض، وأنّ الجماعة لديها من الشجاعة ما يمكّنها من إعلان مواقفها بشكل مباشر، وقد فعلت ذلك وها هي تعيد الكَرة من جديد.
أمّا مسألة التحالف مع تيار المستقبل أو عدمه فهو أمر تقرره مؤسسات الجماعة التي يعلم مسؤولو سعادة النائب في التيار أن تلك المؤسسات على درجة عالية من النضوج والمسؤولية والحرية التامة، التي تجعلهم يقدرون ما هو الأصلح في الزمان والمكان المناسَبين.
أخيرًا على سعادة النائب السابق أن يدرك بأن شعارات الحرية والديمقراطية لم يعد ممكنا أن تستخدم في مكان ويداس عليها في مكان آخر، وأنه كما من حق أي مسؤول أن يدلي بموقف، فمن حق أي إنسان أن يعبر عن رأيه بهذا الموقف، وأنّ زمن التبعية إلى زوال، فليراجع كلّ واحد منا مواقفه قبل أن يطلقها ويندم عليها.
المكتب الإعلامي المركزي
31/7/2014
المصدر
- بيان:ردّا على الدردشة الإعلامية للنائب السابق مصطفى علوش بتاريخ: 28/7/2014موقع: الجماعة الإسلامية فى لبنان