رئيس الحركة في حوار مع جريدة (الأجواء)

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
رئيس الحركة في حوار مع جريدة (الأجواء)

أجرت الحوار:خديجة بودومي


بدا رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني خلال هذا الحوار الذي خص به جريدة " الأجواء " صريحا إلى حد كبير خاصة فيما يتعلق بسياسة شراء الذمم في انتخابات مجلس الأمة مؤكدا أن أصحاب "الشكارة" صاروا أسيادا و أصبح لهم نفوذ و كلمة ، و أسوأ مرحلة بلغوها هي التشريع ، وصاروا يشتروا بالمال مواقع تؤهلهم للتشريع للأمة ،كاشفا أن الحركة تطمح إلى الفوز في16 ولاية تقع كلها في دائرة الحظوظ.

  • " الأجواء " : مع اقتراب موعد الانتخابات الجزئية لتجديد هياكل مجلس الأمة ، ما هي حظوظ حركة مجتمع السلم للظفر بمقاعد داخل القبة العليا للبرلمان؟
الشيخ أبوجرة : بعد غلق باب الترشيحات بانتهاء المهلة القانونية يوم 14 ديسمبر 2009 صارت الخارطة السياسية واضحة تماما بحيث دخلت خمسة (05) أحزاب تضاف إليها قوائم الأحرار ، و لأن المقاعد المخصصة للمتنافسين هي 48 مقعدا بمعدل مقعد واحد لكل ولاية فإن التنافس سيكون شديدا بين الأحزاب الخمسة لا سيما أطراف التحالف الرئاسي و سوف يلعب المال السياسي أدوارا قذرة في الحصول على مقاعد بالنسبة للذين دخلوا السباق و في نيتهم شراء الأصوات و لو بمبالغ ضخمة و لذلك فحركة مجتمع السلم ترشحت في مجمل الولايات ، و لكن عينها على 16 ولاية تقع كلها في دائرة الحظوظ و تبقى التحالفات المحلية و المركزية هي المرجحة كما أن المال السياسي سوف يفرز مجموعة من النواب المرفهين.
  • " الأجواء " : ماذا تعلقون على من يقول أن حركة الدعوة و التغيير ستقلص من هاته الحظوظ؟
الشيخ أبو جرة  : المنشقون لا أتحدث عنهم في هذه الانتخابات لأن عددهم لا يتجاوز 03 % في بعض الولايات و في كثير من الولايات لا وجود لهم أصلا ، و بالتالي فالحركة لن تتأثر بهم و قد خسروا علاقتهم بإخوانهم و سوف يندمون بعد يوم الاقتراع المقرر في 29 ديسمبر 2009.
  • " الأجواء " : و ماذا عن حظوظكم في الظفر بمقاعد في الثلث الرئاسي؟
الشيخ أبو جرة : الثلث الرئاسي حق خالص للسيد رئيس الجمهورية بنص الدستور، وما يتكرم به علينا أو على غيرنا هو هدية منه يقدرها كيف يشاء لإعطاء المجلس بعده الوطني اللازم للاضطلاع بمهمته، وقد عودنا فخامته منذ عهد الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله على هذا التكريم، والأمر مربوط أولا وأخيرا بما تتحقق به المصلحة الوطنية.
  • " الأجواء " : ماذا يقول أبو جرة في مساومة المنتخبين مقابل الحصول على أصواتهم ؟
الشيخ أبو جرة : جدلية المال و السلطة جدلية قديمة ، فالمال يلعب دورا حاسما في رفع بعض الوجوه إلى السلطة ، و السلطة تلعب دورا مماثلا في حماية رجال المال ، هذه جدلية قديمة و ليست بدعة جزائرية، و لكن الجديد فيها أن بعض أصحاب "الشكارة" كما يسميهم الجزائريون صاروا أسيادا و أصبح لهم نفوذ و كلمة، و أسوأ مرحلة بلغوها هي التشريع ، فلو أنهم توقفوا عند حدود حماية مصالحهم وشكلوا جماعات مصالح ولوبيات ضغط لقلنا إن الوضع طبيعي كما في العالم كله لكن أن يشتروا بالمال مواقع تؤهلهم للتشريع للأمة وعرقلة المشاريع التي لا تخدم مصالحهم الشخصية فذلك أمر بحاجة أن تسارع الجهات المعنية بإعادة النظر فيه قبل أن يستفحل وينسف جهود الإصلاحات من أساسها، وفي حركة مجتمع السلم نعتقد أن أفضل إطار لمراجعة هذه السلوكات هو قانون الانتخابات الذي يجب أن يراجع قبل انتخابات 2012 .
  • " الأجواء " : هل يؤمن أبو جرة بالتحالفات الحزبية في سبيل حصد أكبر عدد من مقاعد "السينا"؟
الشيخ أبو جرة : التحالفات ممارسة ديمقراطية صحية ، و قد تكون إحدى الوسائل الناجعة لمحاربة المال السياسي، وغلق الباب أمام التجوال السياسي كما تساهم في استقرار الساحة واختيار العناصر الأكثر كفاءة، لكن مشكلة الانتخابات المتعلقة بالتجديد النصفي هي أنها انتخابات مغلقة بمعنى أنها محصورة في اختيار مترشح واحد من كل ولاية من بين الكتلة الناخبة داخل الولاية من بين المترشحين، وأن جبهة التحرير الوطني سوف تفقد 23 عضوا في مجلس الأمة مقابل 18 عضوا للتجمع الوطني الديمقراطي و 04 أعضاء لحركة مجتمع السلم و هذا ما سيفرض على الساحة تنافسا حادا حتى بين أطراف التحالف أنفسهم الذين يعملون على تأمين مكتسباتهم و إضافة أرباح جديدة ، و هنا لا بد من تضامن بين أطراف التحالف لضمان هذه المكاسب و عدم اللعب على المتناقضات التي سوف تتسبب في تشتيت الوعاء لفائدة مرشحي المال السياسي.
  • " الأجواء " : بما أن التحالف الرئاسي سيسيطر على الغرفة العليا للبرلمان فإن المنافسة ستكون على أشدها بين الأحزاب الثلاث ، ما هو نصيب حمس؟
الشيخ أبو جرة : شرحت سابقا أن تشكيلة الخارطة داخل مجلس الأمة حاليا خارج الثلث الرئاسي ، هي 23 عضوا لجبهة التحرير الوطني مقابل 18 عضوا للتجمع الوطني الديمقراطي و 04 أعضاء لحركة مجتمع السلم بمجموع 45 من أصل 48 نائبا، أي أن هناك فقط 03 نواب خارج كتلة التحالف الرئاسي و هو ما معناه أننا إذا اقتسمنا المجموع سيكون مجلس الأمة – خارج الثلث الرئاسي – تحت سيطرة التحالف ، و لذلك علينا أن نقدر هذه المسؤولية التاريخية و نجري حساباتنا السياسية خارج إطار الهيمنة و التهميش و إلا فإن تشكيلة المجلس سوف تتغير بدخول ألوان سياسية جديدة تفرض منطقا مختلفا عما جرى خلال التجديد السابق ، و في كل الأحوال فإن نصيب الحركة لن يتأثر كثيرا. إلاّ إذا حصلت تجاوزات خطيرة.
  • " الأجواء " : في حال تسجيل تجاوزات على مستوى الحزب (أقصد ما يسمى بشراء الذمم)، ما هي الإجراءات التي ستتخذونها؟
الشيخ أبو جرة : نحن حذرنا من سياسة شراء الذمم و أوضحنا لمنتخبينا أن اللعبة يجب أن تبتعد عن المال السياسي وعن منطق العروشية و الجهوية ، و لكن الذي حصل أن الفرص لم تكن متكافئة بين المترشحين أنفسهم مما رفع أسهم بيع الصوت الواحد، عند بعض التشكيلات السياسية والمترشحين الأحرار في بعض الولايات إلى 50 و 100 مليون سنتيم، وهذا السلوك قد أحرجنا جميعا وأصاب العملية برمتها بنوع من الاختلال لصالح أصحاب المال والنفوذ في كثير من الولايات، ومع ذلك أنصح كل مترشحي الحركة بأن مقعدا واحدا نظيفا خير من 47 إشتراها أصحابها بالشكارة و البقارة ؟
  • " الأجواء " : كم من منتخب يملك الحزب على المستوى الوطني ، و كم من ولاية من المحتمل أن يفوز فيها؟
الشيخ أبو جرة : في رصيدنا أزيد من 1800 منتخبا على المستوى الوطني وقد ترشحنا في 45 ولاية، تنازل فيها البعض طوعا، من بينها ثلاث ولايات تقدمنا فيها بأسماء سيدات تماشيا مع الإجراءات الدستورية الأخيرة طمعا في إحراز أصوات نسوية داخل قبة البرلمان إذا كان الحظ حليفهن ، منهن اثنتان واقعتان في دائرة الخطوط، وأما الولايات المحتمل فيها الفوز فعددها 16 و لكن التحالفات قد تغير الخارطة الانتخابية كما أن المال السياسي قد يقلب العملية رأسا على عقب .
  • " الأجواء " : استنادا إلى تجربتكم البرلمانية ، ما هي المواصفات المطلوبة في السيناتور؟
الشيخ أبو جرة : عضو مجلس الأمة (أو السيناتور) ليس له مواصفات محددة لأن المجلس بحاجة إلى ممثل واحد على الأقل عن كل شرائح المجتمع ، فالمجلس بحاجة إلى الأستاذ و المعلم و الطبيب و العالم ، و الفلاح و التاجر، والامام و الصحافي ، و المرأة و الرجل ، و الفنان و المتقاعد ، ... الخ ،
لكن الشروط اللازمة في كل سيناتور هي رجاحة العقل ، فهو مجلس العقلاء و الحرص على المصلحة الوطنية ، و القدرة على استشراف المستقبل و النظر إلى الجزائر على أنها وطن للجميع مع إيمانه الراسخ بالثوابت الوطنية و الهوية و الوحدة الوطنية و التاريخ المشترك.
  • " الأجواء " : ماذا عن المشاريع المحضر لطرحها على مستوى البرلمان؟
الشيخ أبو جرة : تقدمنا خلال سنوات 19972007 بأكثر من 13 مشروع قانون لم يحظ أي منها بتأشيرة المرور إلى الميدان العملي، مما جعلنا نزهد في المبادرة بالمشاريع بما أن مصيرها صار معروفا ، و يكفي أن أذكرك بأن مشروع قانون رفع حالة الطوارئ مازال يراوح في مكانه منذ سنة 2004 مع أن الوضع الأمني قد تحسن بنسبة فاقت كل التوقعات و أننا في طريقنا إلى طي هذه الصفحة نهائيا و الوصول إلى صيغة من صيغ العفو الشامل ومع ذلك مازالت حالة الطوارئ قائمة والمبادرة التي قدمنا بها طي النسيان حتى لا يقال إن حركة مجتمع السلم هي التي نادت برفع حالة الطوارئ و خاضت معركة قانونية بهذا الشأن و كسبت ورقة ثمينة في دفاعها عن حقوق الانسان و نحن مستعدون أن نتنازل عن هذا الشرف لمن يحب أن يحمد بما لم يفعل إذا رفعت حالة الطوارئ.
  • " الأجواء " : تسربت مؤخرا معلومات حول نية الرئيس في اجراء تعديل حكومي ، هل تنتظرون منحكم حقيبة وزارية في إطار هذا التعديل؟
الشيخ أبو جرة : السيد رئيس الجمهورية هو وحده الذي يقدر من هو أنفع لخدمة الدولة ، و من هو أقدر على المساهمة في استقرارها و أمنها وخدمة المواطنين.. وقد قلت ومازلت أقول : أنا جندي في وطني وجاهز لخدمة الجزائر متى ما دعاني الواجب لذلك ، والحمد لله أنا فخور لأنني تشرفت بخدمة العلم الجزائري في سنوات المأساة الوطنية وسواء كنت عضوا في الحكومة أو مناضلا بسيطا من أجل الجزائر، في الحكومة أو خارج التشكيلة الحكومية فأنا، في كل الحالات، خادم لبلادي ومدافع عن ثوابتها وهويتها و تاريخها وفريقها الوطني .
  • " الأجواء " : على ذكر الفريق الوطني ، هل ستسافرون إلى أنغولا كما سافرتم إلى الخرطوم في مقابلة التأهل للمونديال بين الجزائر و مصر؟
الشيخ أبو جرة : إذا كانت المقابلة النهائية لكأس أمم إفريقيا سيجري بين الجزائر و مصر فسوف أتشرف بالسفر إلى أنغولا وأحضر المقابلة ، أما إذا جرت الأمور بخلاف هذا الترتيب فسوف أنتظر نهائيات كأس العالم لأنتقل إلى جنوب افريقيا .
  • " الأجواء " : بماذا تنصح منتخبنا الوطني؟
الشيخ أبو جرة : بالانسجام أكثر فهو فريق شاب وواعد و يحتاج فقط إلى أن يكتسب تجربة اللعب بتكتيك فريق منسجم يلعب بأرجل كثيرة وتكتيكات متنوعة ولكن يوجهها عقل وطني واحد، فالقرعة قد أنصفتنا والتأهل للنهائيات بين أيدينا

المصدر