د . حنان زين: الحلول الوسط معبر آمن لإجازة سعيدة

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
د . حنان زين: الحلول الوسط معبر آمن لإجازة سعيدة
12-07-2005


مقدمة

الصيف

- على الزوجة أن تتمتع بالذكاء عند إدارة الإجازة الصيفية

- الاحترام المتبادل وعدم تسفيه الرأي مفتاح الحوار الناجح

- على الزوجة أن توجد الحلول والبدائل ولا تتوقف عند عرض المشاكل

بعد عناء الامتحانات وحالة التوتر التي تصيب الأسرة تأتي العطلة الصيفية؛ حيث الاسترخاء والترفيه، وأحيانًا حيث الكثير من الخلافات بين الزوجين نتيجة للفراغ المتولد والرغبة في قضاء المصيف هنا أو هناك، ولتحقيق أفضل النتائج تقدم لنا الدكتورة حنان زين-المتخصصة في العلاقات الأسرية، ومدير مركز السعادة للاستشارت الأسرية- نصائحها الذهبية لقضاء عطلة صيفية سعيدة بلا خلافات من خلال ثماني محطات شكلت هذا الحوار:

  • البعض يرى في الإجازة الصيفية وسيلة للتقارب الأسرى بينما يراها البعض الآخر موسمًا للمشاكل.. فما رأيكم في ذلك؟
إذا أردنا الحديث عن الصيف فلا بد لنا أن نتكلم عن الوقت، خاصةً بعد أن زال الضغط العصبي المصاحب للامتحانات وتتوافر مساحة كبيرة للحوار بين جميع أفراد الأسرة وبحساب مدة الإجازة نجدها أربعة أشهر، أي بما بما يعادل 2880 ساعةً، وهو رقم كبير محسوب من عمر الإنسان، ومن الصعب أن نغفل عن هذه الساعات، وفي ظل هذا الفراغ يصبح المجال لحدوث الخلافات بين الزوجين كبيرًا، وهنا على الزوجة الواعية أن تعرف كيف تستثمر وقتها لتكمل مسيرة حياتها بعد أن كانت متوقفة على جانب واحد من حياة أبنائها وهو الدراسة.
  • كيف يكون التخطيط السليم للإجازة؟
يعتبر الصيف وسيلة للاهتمام بالمجالات غير الدراسية سواء كانت ممارسة رياضة أو صلة أرحام أوممارسة أنشطة ثقافية، والأهم هنا هو الاستثمار الناجح والتفكيرالجيد وهو ما يمكن تسميته "بالتخطيط"، وهو مهمة الجميع إذ لن تقوم به الزوجة بمفردها أو مع زوجها فقط بل يجب مشاركة كل أفراد الأسرة، وهذا الأمر يتجاوز نفعه فترة الصيف فقط إذ يصبح نمط تفكير.. فمثلاً حين نقول للأبناء "نريد أن نخطط للصيف ولدينا مجالات كثيرة، فما رأيكم أن نجلس ونفكر معًا؟".
فبهذا الأسلوب يرسخ في ذهن الأولاد مبدأ التخطيط، وهذه العملية تربي الأولاد من الصغر على الحرية وإبداء الرأي، وتعتبر فرصة مهمة جدًا لتعليم أولادنا كيفية إجراء حوار هادئ!

وأنصح دائمًا أن نعرض على الأبناء أولاً الجوانب المحببة إليهم والتي تتميز بالمرح ثم الجوانب الثقافية الأخرى.

  • الآباء يشتكون من ضيق أوقاتهم فهل من الضروري مشاركتهم في وضع خطة المصيف؟
رغم انشغال رب الأسرة الدائم إلا أنه من المهم جدًا تواجده، فالأمر لن يأخذ من وقته أكثر من نصف الساعة ليشارك الزوجة في وضع تصور مسبق للبرنامج ليكونا مهيئين لاستقبال آراء الأبناء، واضعين الاحتمالات المختلفة، وأيضًا لا بد أن يضع الزوجان الميزانية مسبقًا حتى لا توافق الزوجة الأبناء على بعض الآراء ثم ترفضها لأسباب اقتصادية، وبعض الآباء يعتقد أنَّ الإنفاق في مثل هذه الأمور تضييع للأموال، ولكن الأمر عكس ذلك تمامًا؛ لأنَّ له فوائد صحية ونفسية ومهارية عديدة لا تُقدر بثمن!
  • وكيف تتجنب الزوجة الخلافات عند وضع البرنامج؟
دائمًا ما ننصح الزوجة بأن تكتسب مهارة فن الحوار؛ لأن الأبناء يتعلمون منها أكثر من التعليم النظري فإذا افترضنا أن أحد الأبناء اقترح شيئًا ما وأيده أحد الوالدين فيجب على كل طرف أن يحترم الآخر ولا يُسفِّه من رأيه، ويجب أن نُعلِّم أبناءنا أنَّ لهذه الأسرة مرجعية دائمًا ألا وهي الأب، ولا نسفه من رأيهم أبدًا فإذا ما طلب الابن شيئًا ما نقول له مثلا: "والله فكرة يا حبيبي"، وأضع في قرارة نفسي أني بهذا الأسلوب أعلمه أدب الحوار والحرية حتى لا يكون إنسانًا انطوائيًّا يخشى الكلام ويتردد فيه.
وبالتالي يجب أن يكون هناك احترام متبادل بين الزوجين، فنحن لسنا مضطرين لأخذ قرار فوري أمام أولادنا، فلا بد من أن يتعلموا إعطاء الآباء الفرصة للتفكير ومراجعة الحسابات.
وفي المقابل يجب أن يكونوا واثقين في أننا سنبحث لهم عن أفضل الأشياء وبطريقة هادئة دون أن يعتدي فرد على الآخر.
أما إذا أخطأ أحد الأبناء مثلاً وعبَّر عن رأيه بصورةٍ خاطئة فلا نخطأ نحن ونقابل الانفعال بانفعال مضاد، ولكن نشير إليه بالهدوء، ونطلب منه أن يعرض فكرته ثم نشرح له خطأه.

الحلول الوسط

  • وكيف التصرف إذا كانت هناك عوائق مادية أو نفسية لدى الزوج تجعله غير متجاوبٍ مع برنامج الصيف؟
يجب أن تعلم الزوجة أنَّ الزوج البخيل لن يتغير في يومٍ وليلةٍ، وأن تحاول خلال المصيف تغييره من خلال تبسيط الأمور، فلو أنَّ هناك مَن يذهب للمصيف لمدة شهر أو 10 أيام فإنه يمكن اختصار المدة مع هذه الحالة الخاصة لمدة يوم واحد أو لعدة ساعات يتمتع خلالها الأبناء بالبحر، ولو لم يكن هناك بحر فيمكن الذهاب إلى أي مكان هادئ.
كما يجب أن تتميز الزوجة بالذكاء عندما تتعامل مع زوجها البخيل فلا تطلب ما تريده مرةً واحدةً بل تُقسم طلباتها، وتحاول تبسيطها وتحاول أن لا تجعله يشعر بالأعباء، وتقول له إنها لن تكلفه الكثير وأنها يمكنها إعداد الطعام والمشروبات في المنزل، ولو أنَّ وقت الزوج لا يسمح فمن الممكن الذهاب لبعض الوقت للتنزه أو تذهب الأسرة ثم يلحق بها فيما بعد.
وهذا الأسلوب أفضل بكثير من أن تظل الزوجة تبكي لعدم موافقة زوجها على الخروج، وعلى الزوجة أن تحاول قدر المستطاع إيجاد الحلول والبدائل فإذا ما أرادت أن تنمي الجانب الثقافي عند الأبناء فلا تقول لزوجها "نريد شراء كتب وقصص بمبلغ كذا"، ولكنها تستبدل ذلك بالذهاب إلى المكتبات العامة، وتستفيد من الاستعارة الممكنة هناك، وتتعامل بهذا الأسلوب في سائر أمورها ولا تتوقف عند نقطة واحدة؛ تجنبًا للخلاف والتصادم الذي سيعود عليها بالهم والغم في وقت يحتاج الأولاد فيه إلى الشعور بالراحة النفسية بعد عناء الدراسة.
لذا نؤكد على أهمية توفير البدائل باستمرار؛ لأن الزوجة إذا تعاملت بسياسة التصادم مع الزوج فستخسر كثيرًا، أما إذا تعاملت بطريقة الحصول على ما يمكن أخذه من الزوج بما لا يضر بالعلاقة الطبيعية بين الزوجين القائمة على المودة والدفء الأسري فستكسب الكثير.

المصيف العائلي

  • أحيانا يفضل بعض الأزواج دعوة الأهل وإشراكهم في المصيف.. فما رأيك؟
الزوج يرغب أحيانًا في اصطحاب والدته وأهله إلى المصيف، وفي هذه الحالة أوجه خطابي إلى الزوج وأقول له: "إنك لا تصيف طول العام؛ لذلك إذا أردت أن تُصيِّف فلا بد أن توازن بين احتياجات زوجتك ورغبتها في أن تجلس حرة تلبس ما تشاء وتتحرك كيفما تشاء وتنطلق بحرية في مسكن المصيف، إضافةً إلى رغبنها في الجلوس معك أنت، وبين رغبتك في اصطحاب الأهل، فمثلاً لو أنَّ فترة المصيف أسبوعٌ اجعل 3 أيام لزوجتك والباقي للأهل، فالمهم أن تشعرها بالتقدير والخصوصية؛ لأنها لن تستطيع الجلوس دون حجابها أمام أهلك، أما إذا كان لا بد أن يتواجد الأهل منذ بداية المصيف فلا بد أن تشعرها بما تقوم به من مجهودات وتشكرها على استضافتها لهم، وأن تستثمر وجود الأهل لتترك معهم الأولاد وتذهب للتنزه معها، واحذر من تجاهلها لأنَّ هذا التجاهل هو الذي يُزعجها".
وأقول للزوجة: "إنّ أهل الزوج هم جزء منك، وإنَّ أولادك سيسعدون بحضور أجدادهم وأعمامهم، ولكنني أنبه إلى ضرورة مراعاة الآداب الإسلامية تجنبًا للوقوع في المحاذير الشرعية الناتجة عن كثرة العدد وضيق الأماكن في المصيف"!
  • على الشاطئ أحيانًا تتهم الزوجة زوجها بالنظر الى الأخريات مما يكون سببًا في اشتعال المشكلات؟
الصيف في المدن الساحلية يكون مليئًا غالبًا بالعُري والتحلل مما يوتر الزوجة ويؤدي إلى تشاجرها مع زوجها لاتهامها له بالنظر إلى غيرها، وهنا يجب على الزوجة أن تسعى إلى أن يظل الجو الأسري هادئًا، وأن تهتم بنفسها كزوجة، فلا تهمل في أداء واجبها نحو زوجها ولا تمتنع عنه إذا ما اختلفا، وأن تهتم بمظهرها أمام زوجها وترعى شئون بيتها بذكاء، وتحرص على الالتزام بشرع الله في ملبسها وزينتها فتصون زوجها وتحفظ نفسها ولا تحاول أن تقلد غيرها ممن امتلأت بهم المصايف، وأن تحتفظ بجمالها لزوجها ولا تجعله سببًا في معصية الله.
  • بماذا تنصحين الزوجة تجاه نفسها وأولادها وزوجها في الصيف؟
على الزوجة أن تحرص على الاهتمام بنفسها وتنميتها باستمرار وتصل أرحامها، واحذرها من قضاء الصيف أمام التليفزيون أو النوم، بل يجب عليها تنظيم وقتها وأن تتعلم اتقان اللغة العربية وتعلمها لأولادها وتنمي اللغات الأخرى.
وأن تهتم بالرقي بالجانب الإيماني، فتحفظ القرآن وتدفع أبناءها للذهاب إلى المسجد وتعيد صياغة حياتها وتعطيهم من حبها ودفئها، وتصحح الصورة السيئة التي قد يكون الأبناء قد كونوها عنها أثناء الامتحانات نتيجةً لمطالبتها المستمرة لهم بالمذاكرة.
والسعادة لا تأتي صدفة ولا عشوائية بل لها أسباب ومقدمات، ونريد من الزوجة أن تخشى على أسرتها وتحرص على أن لا يتسلل الملل والكآبة والتعاسة إلى بيتها.
وتجاه زوجها.. انصحها أن تتعلم فن الحوار مع زوجها، والذي لا يشترط أن يكون حوارًا لفظيًّا، فالدراسات تؤكد أن نسبة الحوار غير اللفظي في حياتنا يمثل 80%، وقد يكون الزوج لا يتكلم كثيرًا ولكن تواجدنا حوله والتفاف الأسرة سيجعله يومًا ما يتكلم وتتغير الكثير من الصفات التي لا تعجبنا فيه.
وأخيرًا.. يجب أن تعلم الزوجة أن المصيف أو الرحلة وسيلة وليست غاية فإذا ما حدثت الخلافات بين الزوجين بسبب الذهاب للمصيف، وذهبت الأسرة وهي مكدرة فقد فشل المصيف قبل أن يصلوا إليه، فنحن نريد أن نذهب للمصيف لنرفه عن أنفسنا لا ليقال أننا ذهبنا لأنها لو كانت النية في المصيف التفاخر فلن تتوفر البركة.

المصدر