د رفعت القيعى يكتب: مجلس العار وشهادة الزور

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
د رفعت القيعى يكتب: مجلس العار وشهادة الزور

بتاريخ : الأربعاء 05 مارس 2014

إن كل من شارك في إعداد تقرير ما يسمى المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري بشأن مجزرة القرن { رابعة والنهضة } - والذي تولى كبره منهم - مجرمون وقتلة ، بل هم أشد إثمًا وأعظم ذنبًا من الذين قاموا بعميلة القتل والإجرام والإبادة نفسها .

  • إن ما قام به هؤلاء القتلة المجرمين – من تبرير للمجرم وجنده - شهادة زور ، إذ أصل الزور : تحسين الشيء ووصفه بغير صفته ، ووضعه فى غير موضعه ، حَتَّى يُخَيَّلَ لِمَنْ سَمِعَهُ أَنَّهُ بِخِلَافِ مَا هُوَ بِهِ . والزور : الكذب والباطل وكل قول مائل عن الحق فهو زور .
  • ومن أبشع صور شهادة الزور: أن يشهد الإنسان على وثيقة تعطي شهادته لها ضياعاً للحقوق ، وخيانة للأمانة ، فضلاً عن كونها مخالفة للشريعة الإسلامية .

وشهادة الزور من أكبر الكبائر عند الله تعالى ، روى الإمام مسلم في صحيحه عن أَبِي بَكْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ثَلَاثًا ؟ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ أَوْ قَوْلُ الزُّورِ " . وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُتَّكِئًا فَجَلَسَ ، فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا : لَيْتَهُ سَكَتَ .

وقد حكى العلماء الإجماع على أن شهادة الزور كبيرة من الكبائر. ولا فرق بين أن يكون المشهود به قليلاً أو كثيراً فضلاً عن هذه المفسدة القبيحة الشنيعة جداً .

قال الحافظ ابن حجر : قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ( وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا ) " يُشْعِرُ بِأَنَّهُ اِهْتَمَّ بِذَلِكَ حَتَّى جَلَسَ بَعْدَ أَنْ كَانَ مُتَّكِئًا ، وَيُفِيدُ ذَلِكَ تَأْكِيدَ تَحْرِيمِهِ وَعِظَمَ قُبْحِهِ ، وَسَبَبُ اَلِاهْتِمَامِ بِذَلِكَ كَوْن قَوْل اَلزُّورِ أَوْ شَهَادَة اَلزُّورِ أَسْهَل وُقُوعًا عَلَى اَلنَّاسِ ، وَالتَّهَاوُنِ بِهَا أَكْثَر ، فَإِنَّ اَلْإِشْرَاكَ يَنْبُو عَنْهُ قَلْب اَلْمُسْلِمِ ، وَالْعُقُوق يَصْرِفُ عَنْهُ اَلطَّبْعُ ، وَأَمَّا اَلزُّورُ فَالْحَوَامِل عَلَيْهِ كَثِيرَة كَالْعَدَاوَةِ وَالْحَسَدِ وَغَيْرِهِمَا ، فَاحْتِيجَ إِلَى اَلِاهْتِمَامِ بِتَعْظِيمِهِ وَلَيْسَ ذَلِكَ لِعِظَمِهَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا ذُكِرَ مَعَهَا مِنْ اَلْإِشْرَاكِ قَطْعًا ، بَلْ لِكَوْنِ مَفْسَدَة اَلزُّور مُتَعَدِّيَة إِلَى غَيْرِ اَلشَّاهِدِ ، بِخِلَافِ اَلشِّرْكِ فَإِنَّ مَفْسَدَتَهُ قَاصِرَةٌ غَالِبًا ".

  • كما اجتمعت فيهم علامات النفاق العملي - الذي لا يخرج من الملة – وإن كانوا على خطر عظيم .

روى البخاري في صحيحه : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : " أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا : إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ " .

قال الإمام النووي ومعنى قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ) : شَدِيد الشَّبَه بِالْمُنَافِقِينَ بِسَبَبِ هَذِهِ الْخِصَال .

  • لقد خان هؤلاء المعينون من قِبل العسكر الأمانة ، وكذبوا فيما قالوا ، وعاهدوا فغدروا ، وخصموا ففجروا ، ومَالوا عَنْ الْحَقّ ، وَقَالَوا الْبَاطِل وَالْكَذِب ، ظناً منهم أنهم بذلك قد كتبوا البراءة للمجرمين والقتلة - وهم منهم - من دم الشهداء الأبرار ، وتغافلوا عن أن العالم كله رأى وسمع على الهواء مباشرة الإجرام والقتل والحرق والإبادة .
  • إنهم أذناب الطاغية ، وأعوان الظالم الخائن القاتل وبطانته وسدنته ، يفعلون ذلك لتبيض وجهه ، وتبرير إجرامه ، وخداع بعض البسطاء ممن بدأت ضمائرهم تتحرك ضد هذه الجرائم الغير مسبوقة في تاريخ مصر .

لقد مالوا واستندوا بتقريرهم هذا إلى الجبارين الطغاة الظالمين ، واطمأنوا إليهم ، فعليهم أن ينتظروا ما توعد الله به أمثالهم ، حيث قال : { وَلاَ تركنوا إِلَى الذين ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النار وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَآءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ } [ هود : 113 ] . فركونهم إليهم ، وسيرهم في ركابهم ، وتبريرهم لإجرامهم ، يعني إقرارهم على هذا المنكر الأكبر الذي يزاولونه ، ومشاركتهم إثم ذلك المنكر الكبير .

  • وعلينا أن نواجه هذا الظلم ، لأن الأمة التي تترك الظالم وبطانته يعيثون في الأرض فسادًا لا تستحق الحياة ، ولا يكون مصيرها إلا إلى التعاسة والخسران .

" ألا لعنة الله على الظالمين " .... اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك .... اللهم اجعلهم آية وعبرة للعالمين .

اللهم آمين

المصدر