د حبيب: المقاومة حائط الصد ضد المشروع الصهيوني

أكد الدكتور محمد حبيب - النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين - أنَّ المقاومة الفلسطينية هي حائط الصد الأول أمام المشروع الصهيوني، الذي يهدف إلى الهيمنة على المنطقة ونهب ثرواتها ومقدراتها.
واستبعد حبيب - في حوارٍ مطولٍ مع وكالة أنباء الأسيو شيتد برس- تحقيقَ مكاسبٍ من الحوارِ مع العدو الصهيوني، مشيرًا إلى ضرورة وجود قوة ضمان وحماية للطرف الأضعف "الفلسطيني" حتى يكون ندًا للطرف الآخر الصهيوني.
وأشار حبيب إلى أنَّ لقاء شرم الشيخ لم يقدم شيئًا سوى الحديث عن تهدئة بين الطرفين وكأنه لا يوجد معتدٍ ولا معتدى عليه، وكأنه لا يوجد احتلال للأرض والمقدسات، وقال: "إنَّ هذا اللقاء جاء دون طموحات الشعب الفلسطيني بكثير".
وعن عودة السفيرين إلى الكيان الصهيوني قال: إنَّ الشعبَ المصري رافض للتطبيع مع العدو الصهيوني؛ لأنه يعتبر الشعب الفلسطيني جزءًا منه، مشيرًا إلى أنَّ العدو الصهيوني لديه أطماع من النيل إلى الفرات، بل له أطماع قد تصل إلى الصين شرقًا والمغرب غربًا؛ ولذلك نحن نعتبر المقاومة هي حائط الصد الأول في مواجهة هذا المشروع الذي يستهدف أمننا وعقيدتنا واستقرارنا.
وعن حجم الإخوان في الشارع المصري، قال الدكتور حبيب : هذا من الأمور التي يصعب تقديرها بسبب التطور المستمر والتنامي المتزايد لحجم الإخوان بشكلٍ شبه يومي، فضلاً عن ذلك فليس هناك حدود فاصلة بين الإخوان والمواطنين العاديين، فالأمر يكاد يكون ذوبانًا.
وعن أنشطة الإخوان قال: الإخوان يشاركون في كافة الأنشطة الحياتية سياسية وثقافية واجتماعية، فعلى الصعيد السياسي لدينا نواب في مجلس الشعب يفوق عددهم نواب أحزاب المعارضة مجتمعة، ولدينا تواصل مع الأحزاب والقوى السياسية، كما لدينا عمل جيد في النقابات المهنية كالأطباء والصيادلة والمحامين والعلميين والتجاريين، كما لدينا نشاط طلابي في الجامعات المصرية، وإن كان نشاطًا مضيقًا عليه وملاحقًا من قبل أجهزة الدولة، فضلاً عن ذلك لا يوجد حدث أو مشكلة إلا وندلي فيها بدلونا، فنحن حريصون أن يكون لنا رأي وموقف في كافة مشكلاتنا الحياتية.
أما نشاط الإخوان الاجتماعي فهناك جمعيات تربوية تقوم بإنشاء المدارس من الروضة إلى الثانوي، وإن كانت تُلاحق من قبل أجهزة الدولة- رغم خضوعها في كافة أنشطتها لوزارتي التربية والتعليم والشئون الاجتماعية-، إضافةً إلى ذلك لدينا جمعيات خدمية تعمل على إنشاء المستشفيات التي تقدم خدمة طبية في متناول المواطن البسيط.
وعن التضييقات التي يتعرَّض لها الإخوان في المدارس قال: هناك تضييق على مدارس الإخوان، كما يتم تحويل المدرسين المنتمين للإخوان إلى أعمال إدارية، وحتى الطلاب الذين يتفوقون في كلياتهم يحال دون تعيينهم معيدين بالأقسام، وتوضع أمامهم عوائق كثيرة تصل إلى حد إقصائهم.
وعن آلية تعرف أجهزة الأمن على المنتمين إلى الإخوان، قال الدكتور حبيب : الأجهزة الأمنية لها وسائلها وطرقها المختلفة للتعرف على هوية وتوجهات الإخوان؛ فهم يراقبون مَن يُصلي في المساجد، ومَن يتكلمون في القضايا المختلفة، إضافةً إلى استدعاء مَن يظنون أنه من الإخوان وممارسة كافة أشكال التعذيب النفسي والبدني ضده للتعرف على هويته.
وأضاف وقد أوجد هذا الوضع احتقانًا على مستوى شباب الإخوان والشعب، خاصةً إذا أضفنا للمشهد السابق مشهد تزوير الانتخابات الطلابية والانتخابات العامة والتضييق على الجمعيات الأهلية، وفرض الحراسة على النقابات المهنية، فعلى سبيل المثال نحن بصدد انتخابات برلمانية في أكتوبر القادم، ونحن كإخوان مسلمين حتى هذه اللحظة نتحسب في الإعلان عن أسماء مرشحينا حتى لا يتم اعتقالهم.
وعن إمكانية تكرار النموذج التركي في مصر، قال الدكتور حبيب : الوضع مختلف بين مصر وتركيا، فربما أحد الأسباب الرئيسية لانفتاح تركيا هو رغبتها في الالتحاق بالاتحاد الأوروبي والسوق الأوربية المشتركة، وفي تركيا يمكن السماح بإنشاء أحزاب إسلامية، ويمكن حلها بسهوله لمناقضتها للدستور، أما في مصر فلا يُسمح بالأساس لإنشاء حزب إسلامي وإن كان يتسق ذلك تمامًا مع الدستور المصري.
وشدد حبيب على أنَّ الأمل في الشعب كبير، فعندما يتخلَّى هذا الشعب عن سلبياته ويتحول إلى شعب إيجابي ولو بنسبة 20% سوف يكون قد وضع قدمه على بداية طريق الإصلاح، ولذلك نحن ننظر إلى الشعب على أنه وسيلتنا ووجهتنا للإصلاح، عبر خلق رأى عام قوى سوف يجعل النظام يستجيب لرغباته، فالشعب حينما يبدي تجاوبًا وإقدام على صناديق الانتخابات حتى ولو تعرَّض للمنع والأذى سوف يتحقق الإصلاح.
وحول ما إذا كان الإخوان قد يغيرون من وسائلهم خاصةً إذا حيل بين القاعدة والقيادة، قال الدكتور حبيب : لدينا منظومة قيمية ومنهج ووسائل محددة، وليس من منهجنا اللجوء إلى العنف مهما كانت الأسباب واستطرد قائلاً: نعم يُحال بين القيادة والقاعدة، إلا أننا نحاول أن تنبت هذه القاعدة وفق المنهج الذي ارتضيناه، ومَن أراد لنفسه طريقًا آخر فليترك الإخوان.
وعن موقف الإخوان من الضغوط الأمريكية ليتحقق الإصلاح في المنطقة العربية، قال حبيب : الضغوط الأمريكية تمضي وفق أجندتها ومصلحتها الشخصية، وهي ليست على استعداد أن تقف مع الديمقراطية إذا تناقضت مع مصالحها، فإذا جاءت الديمقراطية بالإخوان فلن تكون أمريكا مع الديمقراطية، وأضاف: وليس معنى ذلك أننا نريد من الإدارة الأمريكية أن تمارس ضغوطًا على مصر؛ لأننا حريصون على ألا يتدخل أحد في شئوننا الداخلية، فضلاً عن ذلك لدينا مخاوف من الدور الذي تقوم به الإدارة الأمريكية لخدمة المشروع الصهيوني- الأمريكي، وخير شاهد على ذلك ما قامت به في حروب الخليج الأولى والثانية ثم احتلال العراق الذي حطَّمت فيها كافة المواثيق والأعراق الدولية، وأعادت إلى العالم شريعة الغاب، كما أننا لا نستطيع أن ننسى مئات الآلاف من أطنان المتفجرات التي ألقيت على أفغانستان، ولا نستطيع أن ننسى سجون جوانتانامو وأبو غريب واجتياح الفلوجة، وتساءل هل نتحاور مع مَن تلوثت أيديهم بدماء المسلمين في هذه المناطق، فضلاً عن دعمها الكامل للكيان الصهيوني في مجازره الوحشية ضد الشعب الفلسطيني.
وعن مشروع الإخوان تجاه الصهاينة إذا وصلوا للحكم، قال الدكتور حبيب : الإسلام وضع في أولوية اهتمامه الحريات والعدل، واعتبرها جوهر الشريعة الإسلامية،ولعلنا نذكر أن هناك يهودي اتهم بسرقة درع،وعندما حقق الرسول- صلى الله عليه وسلم- كاد يتهم اليهودي بالسرقة لولا نزول القرآن الذي شهد لصالح اليهودي، فجوهر الشريعة الإسلامية العدل لكل البشر على اختلاف دياناتهم.
وأشار إلى ما يحدث في فلسطين من جوعٍ وقتلٍ وتدميرٍ يتعرض له الشعب الفلسطيني من أنه يمثل الإرهاب الدولي بعينه، وقال: نحن نبحث عن العدل لهذا الشعب الذي استبيحت حرماته ومقدساته، نحن نبحث عن حقه في الحياة الحرة الكريمة،وعلى الطرف الأقوى أن يثبت بشكل إيجابي وقاطع أنه على استعداد لحل القضية حلاً عادلاً،ولابد أن تترجم على أرض الواقع النية الحقيقية بإعادة الحقوق إلى أصحابها وإجلاء المستوطنات،ووقف بناء الجدار العازل والإفراج عن 8 آلاف أسير فلسطيني،وحينها يمكننا أن نتحدث عن وقف الانتفاضة.
وعن موقف الإخوان من أعمال العنف والتفجيرات قال:مواقفنا أعلناها وهي الإدانة الكاملة والاستنكار الشديد لأعمال العنف،وقلنا إنَّ هذه أعمال إجرامية لا تتفق وتعاليم الإسلام لأنها تهز أمن واستقرار الدول التي أمر الإسلام بالحفاظ عليها،فضلاً عن أنها تذهب بضحايا أبرياء كفل الإسلام لهم الحياة الآمنة،وقال: إنَّ علينا بذل جهد كبير للوصول إلى المواطن في أمريكا وأوروبا لتعريفه بالإسلام الصحيح الذي يتبرأ من كل هذه الأعمال الإجرامية.
المصدر
- تقرير:د حبيب: المقاومة حائط الصد ضد المشروع الصهيوني موقع : إخوان أون لاين