د. مرسي: برنامج حزب الإخوان يستهدف تحقيق مصالح مصر العليا
أكد د. محمد مرسي - عضو مكتب الإرشاد ب جماعة الإخوان المسلمين - أن الهدف الأسمى من برنامج الحزب الذي قدَّمت الجماعة قراءته الأولى هو تحقيق المصلحة العليا ل مصر ، مشيرًا إلى دور مصر في المنطقة؛ بحيث إذا تحركت تأثَّرت بها دول المنطقة بأسرها، والتاريخ يؤكد ذلك، وتطرق النقاش حول برنامج الحزب إلى ضرورة عدم الانفصال أثناء المناقشة عن التاريخ، وأنه لا بد من معايشة الواقع.
جاء ذلك في الملتقى البرلماني الرابع الذي عقده أعضاء الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين ب الدقهلية ، والذي دار حوله جدل ومناقشات بين المفكِّرين والمثقَّفين في الفترة الأخيرة.
وحول تولِّي المرأة للرئاسة، أوضح مرسي أن هذا خيارٌ فقهيٌّ، وحينما سُئل عن جواز ذلك في ظل دولة المؤسسات، قال إن الفقه هو النزول بالحكم على الواقع، فأي دولة مؤسسات تلك التي من حقِّ رئيسها حلّ كل مؤسساتها، حتى أمريكا التي يضربون بها المثل الرئيس هناك له 60% من الصلاحيات أمام الكونجرس.
كما أن تولي القبطي لرئاسة الدولة خيار فقهي بعدم جواز ذلك، وهذا ليس ضد المواطنة؛ فالدول التي تتباهى بالمواطنة تقصر الحكم على الكاثوليك فحسب، وضرب المثل أيضًا بانتخابات لبنان، ومن الذي أعلن عن المرشحين المسيحيين، وكذلك دولة الفاتيكان ورئيسها هو البابا، وتساءل مستنكرًا: ماذا عن أمريكا إن ترشح مسلم لرئاستها.. أهذه هي المواطنة التي يتغنَّون بها؟!!
وحول الموقف من هيئة كبار العلماء، أكد أنها هيئةٌ استشاريةٌ، وأن الرأي النهائي سيكون لمجلس الشعب، كما سيكون الطعن أمام المحكمة الدستورية العليا، موضحًا أنها قريبة الشبه بلجنة الأوقاف والشئون الإسلامية في مجلس الشعب، وأنها ثابتة في الفقه الإسلامي فيما يُسمَّى بأهل الحل والعقد، وقال: لا نعرف في ديننا دولة الرهبان؛ فمصادر التشريع معروفة.
وردًّا على سؤال أحد الحضور حول تغيُّر موقف الإخوان من الأحزاب، أكد مرسي أن الإخوان منذ عام 1984 م اتخذوا قرارًا بتكوين حزب سياسي متى سمحت الأجواء السياسية بذلك؛ ف الإخوان لا يريدون صدامًا، ويكفي مصر ما فيها.
فيما عقَّب على سؤال آخر بقوله:
- هل البرنامج يكفل الحل لكل مشكلات المجتمع؟! مجيبًا بضرورة التغيير من أسفل، فلا بد من تغيير السلوك، وأن البرنامج الإسلامي مناسب لكل المصريين، مسلميها ومسيحييها، فلم يُنزل الله ما يضرُّ البشرية في تشريعه.
واختتم حديثه قائلاً:
- كم كنا نتمنَّى أن نختصر في عدد صفحات برنامجنا، إلا أن ذلك يرجع لعدم استقرار النظم الحاكمة، فكلما كان النظام مستقرًّا كلما قلَّ عدد الصفحات والكلمات، لكننا نحتاج إلى تفصيل، مؤكدًا أن البرنامج ما زال في قراءته الأولى، ولم ننتهِ بعد من القراءة النهائية.
وفي عرض سريع لبعض نواحي البرنامج بالتحليل والشرح، تحدث الخبير الاقتصادي عامر عبد الباسط الجزار، عن نقاط التميُّز في المحور الاقتصادي بالبرنامج، موضحًا أن الهدف الأساسي هو تنفيذ ما جاءت به الشريعة، وأشاد بعدة نقاط، منها أن الدعم للمنتج هو الخيار الصحيح وليس الدعم للأشخاص، كما وضع البرنامج خططًا واضحةً لمناهج البحث العلمي للحصول على عمالة جادَّة مدرَّبة للارتقاء بالوطن.
مؤكدًا أن الاقتصاد فرض من فروض الكفاية، وأن كل ما يأتي للمجتمع من غشٍّ أو ضررٍ للمجتمع مرفوض، مشيرًا إلى أن أصل المعاملات الحل، وما يحرمه الإسلام يحرمه البرنامج، وأضاف أن المواطن هو هدف التنمية.
كما أشاد بتركيز برنامج حزب الإخوان على أن استثمار ثلث الميزانية يمثل حلاًّ لمشكلات الأجور والغلاء، فضلاً عن الاستفادة من أخطاء الخصخصة والاستفادة من الثقافات الشرقية و الغربية ، مع الاحتفاظ بالثوابت الإسلامية، أيضًا وَضَع البرنامج في محوره الاقتصادي ضوابط لمنع الاحتكار وقانون المنافسة والعمل، كما شدد على أهمية امتلاك الدولة للبنوك.
أما د. الخضر حسن- الأستاذ بكلية العلوم- فأوضح كيف حلَّ البرنامج أسباب تدهور التعليم في مصر ، عبر تأكيده على أن التعليم في الوقت الحالي أصبح منظومةً خدميةً، بغض النظر عن المستوى الأخلاقي أو المفاهيم، بينما شدَّد البرنامج في الصفحة 34 على أن التعليم منظومة راقية تهدف إلى بناء الأفراد أخلاقيًّا وسلوكيًّا وعلميًّا؛ كي نتخلص من التزوير والغش والرشوة، ونحصل على جيل مسلم متميز.
ولفت الانتباه إلى أن عدم استقرار إستراتيجيات التعليم في الوقت الحالي، عالجها البرنامج في الصفحة 32 منه، بوضع إستراتيجيات واضحة تكفل الاستقرار النسبي في السياسة التعليمية وفيما يتعلق بالتعليم الخاص تكون اليد العليا فيه للدولة، بالإضافة إلى استقلال الجامعات، خاصةً أن المادة 18 من الدستور تكفل ذلك، كما يكفل القانون منع وجود أي عناصر أمنية خلاف الحرس، وهو ما لا ينفَّذ حاليًّا.
وألمح د. الخضر إلى التشابه بين المؤسسات التعليمية؛ ف جامعة القاهرة مثل جامعة الإسكندرية ؛ مما يخرِّج عالمًا مكررًا بلا تميز، وأن الحل من منظور البرنامج في توفير المؤسسات حسب حاجة المجتمع وخلق جوٍّ من معايشة الواقع المحيط بالجامعة، فضلاً عن تحقيق التوافق بين الكم والكيف في أنواع التعليم المختلفة.
ولحل مشكلة الدعم المالي، دعا البرنامج إلى إحياء الوقف الإسلامي، وأكد على دعم التعليم وعلى مسئولية الدولة عن ذلك، كما أكد على تدهور الحالة الاقتصادية لأعضاء هيئة التدريس والعاملين في مجال التدريس، وأخيرًا لفت الانتباه إلى دعوة البرنامج لإعادة الثقة بين المؤسسات والتعليمية والأسرة.
المصدر
- تقرير: د. مرسي: برنامج حزب الإخوان يستهدف تحقيق مصالح مصر العليا إخوان أون لاين