د. محمد الدسوقى يكتب : وأنتم الأعلون
نعيش هذه الأيام أحداث جسام بين ما يحدث في وطننا مصر وفي أمتنا الإسلامية والعربية وغيرها, ـ والسنة الكونية هي صراع الحق والباطل وفي وسط هذا الدخان نعيش مع كتاب ربنا وفي روضة القرآن نقطف الثمار وأجد قلبي يردد وعقلي يؤكد ولساني ينطق بقوله تعالى في سورة آل عمران " وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{139} إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ{140} وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ{141} أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ{142} " آل عمران .
أنتم الأعلون بعقيدتكم وبإيمانكم وإسلامكم ومنهجكم الإصلاحي القائم على منهج النبوة في إصلاح حال البشرية …. أنتم الأعلون لدوركم في هداية الأمة وبدفاعكم عن مشروعكم الاسلامي بدمائكم وأرواحكم كما حدث بالأمس .
أنتم الأعلون بمكانتكم في الأرض في مقدمة قافلة الخير وأعدائكم أعوان الشيطان في حزب الشر يفسدون ويعتدون ويقتلون ويسرقون ويخربون المنشآت الخاصة والعامة ؛ فالقرح الذي يصيب الجماعة المؤمنة هو علامة الصحة التي تثبت المؤمنين على الطريق ليعلموا أنهم في معية الله وفي حزبه ذاكرين قول ربهم " أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ , وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) (العنكبوت:1: 3 )
" فجددوا البيعة مع الله ببذل الأموال والأنفس لنصرة هذا الدين وكونوا في موكب الأنبياء والمرسلين رافعين شعارهم ومنهجهم " ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ )(هود: من الآية88) " وتيقنوا أن إسلامنا هو الحل وسنظل عليها ما بقى فينا نفس والله غالب على أمره ﴿وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ﴾(آل عمران: من الآية140) " هنيئاً لمن بذلوا دمائهم وتصدوا للبلطجية والمتآمرين والخونة على هذا الوطن ليعلنوا للعالم أن الربيع العربي والمشروع الاسلامي سيستمر بفضل الله ولو كره الظالمون المعتدون . وهنيئاً لكل من ينصر إخوانه في كل مكان من أرض الاسلام ويعمل لهذا الدين بكل جد وإخلاص وهنيئاً لمن يستحضر نية الشهادة في كل وقت وحين وهنيئاً لمن اختاره المولي عز وجل ليكون شهيداً.
وكم نتألم علي من يقف في الخندق الآخر مع الظالمين الذين كانوا مع الباطل في الفساد والاستبداد وكانوا أعواناً للعنف والتخريب والجرائم التي ترتكب في حق الوطن ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ﴾(القصص: من الآية8) فهل من وقفة لهؤلاء مع أنفسهم قبل أن يتجرعوا كأس الموت وحينئذ لا ينفع الندم.
وفي النهاية ما يحدث هو تمحيص للمؤمنين ومحق الكافرين.
إخواني وأحبائي لقد بذلتم ما في وسعكم للتعبير السلمي في هذه المرحلة وما بعدها وإن شاء لله بقى الأجر وها نحن ننتظر وعد الله بالتمكين والاستخلاف ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً﴾(النور: من الآية55) .
وهناك أخطاء نتحملها ولا نتبرأ منها ولكننا الآن في مرحلة فارقة ينبغي أن نجتمع جميعا ونوجه جهودنا إلى تحقيق ما نصبوا إليه من تدعيم الشرعية واستمرار للمسيرة الشعبية في وجه مخطط الإفشال ولنا في حمراء الأسد خير درس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم حيث خرج الصحابة في جراحهم بعد أحد ليتعقبوا المشركين ويعلون صوت الحق من بعد ما أصابهم القرح .
علينا الاستمرار في طريقنا مستبشرين بما يحدث عاقدين العزم على مضاعفة الجهد وتجديد النية ومعايشة الإخلاص في أعمالنا متوحدين على أتقى قلب رجل منا مرددين "الله غايتنا والرسول زعيمنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا "
المصدر
- مقال:د. محمد الدسوقى يكتب : وأنتم الأعلون موقع: إخوان الدقهلية