د. عز الدين الكومي يكتب : رأي المفتي سياسي انتقامي!!!

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
د. عز الدين الكومي يكتب : رأي المفتي سياسي انتقامي!!!


(الأربعاء 17 يونيو 2015)

بقلم: د. عز الدين الكومي

{فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [طه: 72]، كلمة قالها السحرة المؤمنون لطاغية استخف قومه فأطاعوه..

إنه الاستعلاء الإيماني الذي يجعل الروح مرفوعة في السماء وصاحبها يمشي على الأرض..

بهذه الكلمات استقبل الرئيس القرآني "محمد مرسي" حكم المحكمة الانقلابية المسيس الذي تواطأ فيه مفتي الدم مع قضاء الانقلاب؛ حيث لم يقتصر مفتي الدم الانقلابي بإقرار حكم الإعدام، بل طالب بتوقيع حد “الحرابة”، مؤكدا أنهم استحقوا هذا من خلال الاطلاع على ما ارتكبه المتهمون من جرائم قتل والشروع فيه وإشعال النار عمدا، وسرقة أملاك السجون، وتمكين مقبوض عليهم يزيد عددهم عن 20 ألفا، من سجون المرج وأبو زعبل من الهروب، ومقاومة السلطات والتعدي عليهم، وحيازة وإحراز أسلحة نارية، ورشاشات، وبنادق آلية مما لا يجوز حيازته، بقصد استغلالها في الإخلال بالأمن والنظام العام.

والطريف أن المفتي قال رأيه وهو كاذب بل "أكذب من عرقوب"..كما تقول العرب في أمثالها، ولم يكتف مفتي الدم بهذا الكذب الصراح الذي يسقط عدالته؛ بل زعم بأن الجرائم التي نسبت للمتهمين قد اشترك في ارتكابها جماعة مكلفة، ونفذوها وفقا لاتفاق مخطط له سلفا، وتم توزيع الأدوار عليهم، وكان منهم من باشر فعل اقتحام السجون بنفسه، ومنهم من قتل وسرق وحرق وعاون في حراسة الطريق وتأمينه لتنفيذ العملية، ومَن أمدهم بالمال والسلاح، وآخرون تواجدوا على مسرح الحادث للشد من أزرهم، مشددا على أنه لولا هذا التنسيق لما وقعت كل تلك الجرائم، وما كان لها أن تقع بهذه الصورة إلا نتيجة للتعاون والاتفاق والمساعدة التي اتفق عليها المتهمون في اجتماعاتهم وسفرياتهم!!

وترى دار الإفتاء أنه يتعين إنزال حكم الله تعالى على كل من يثبت أنه ارتكب فعلا من تلك الأفعال أو اشترك فيها، بالقتل وتنفيذ حد الحرابة جزاءا وفاقا إذا أقيمت دعوى ضدَّ المتهمين، واطمأنت المحكمة إلى ثبوتها في حق المتهمين، ولم تدرأ عنهم الاتهامات، وكان جزاؤهم القتل جزاءا وفاقا.

وهذا يجعل مِن رأْي مفتي الدم خطبة سياسية انتقامية، أو أنه بصم على تقرير أعدته مباحث أمن الدولة وقدمته لمفتى الدم ليبصم ويوقع عليه، ويبدو من مغالطات مفتي الدم وهذا ليس من كلامه بيقين في اجتماعاتهم وسفرياتهم .

وأنا أتساءل: مَن الذي يطبق عليه حد الحرابة؟؟ أليسوا ضباط الداخلية الذين يسعون في الأرض فسادا بقتل الأبرياء واغتصاب العفيفات في سيارات الشرطة؟؟ ومن يعذبون الأبرياء في أقسام الشرطة حتى الموت، كما في قسم المطرية وسجن العزولي؟؟

أليس من يهجر السكان من بيوتهم ويهدم المنازل على ساكنيها أولى بأن يطبق عليه حد الحرابة يا مفتي الدم؟

وفي حواره مع إحدى الصحف الانقلابية أخذ يدافع عن النظام القضائي الانقلابي وجعل من نفسه شاهد زور يكذب بقوله: لا توجد محاكمات ذات توجه سياسي فجميعها تتم في إطار سيادة القانون وبعد تحقيق قضائي متكامل فالقضاء المصري مستقل تماما.

ويستمر في دجله وكذبه وزوره حيث يقول: أتفحص القضايا المحالة إليّ من المحكمة وأدرس أوراقها بشكل مستفيض حتى أطمئن بشكل تام، فدار الإفتاء في نظرها لقضايا الإعدام تمثل حلقة مهمة من حلقات المحكمة، لذا يجب عدم الخوض في أي تفاصيل بشأن القضايا المحالة إليها تحقيقاً لمبادئ العدالة وسيادة القانون، كما أن المفتي ينظر قضايا الإعدام من الناحية الشرعية فقط، بغض النظر عن الأشخاص في تلك القضية.

وقال كلنا يقدر القضاء المصري ويشد من أزره وندعو الله تعالى للقضاة بالثبات على الحق كما ثبتوا دومًا، وألا يختل ميزان العدل في يد أحدهم!!

من الذي يقدر قضاء فاسدا إلا فاسد مثلهم وهو يرى الأحكام التي تصدر عن قضاء مسيس انتقامي.

ويحاول مفتي الدم الانقلابي أن يظهر بمظهر أهل الوعظ والإرشاد فيقول: لحل كل المشاكل التي تواجه البلاد لا بد أن يترجم الانتماء الحقيقي إلى أفعال للصالح العام وليس لمصالح أخرى علاوة على ضرورة وجود دائرة الاتفاق بين الشعب أكبر بكثير من دائرة الاختلاف والتركيز على ما يجمع الناس لا ما يفرقهم، العمل هو ما سيصل بمصر إلى بر الأمان والبعد عن إثارة الشائعات وترديدها بما يضر بأمن وسلامة البلاد، وعدم التركيز على الأمور التافهة التي تضر، والاهتمام بما ينفع البلاد والعباد والبعد عن أي نوع من الصراعات التي من شأنها أن تفت في النسيج الوطني والاهتمام بالعلم والبحث العلمي لأنهما بمثابة القاطرة التي تجر مصر إلى مصاف الدول الكبرى، فمصر مليئة بالخيرات والخبرات التي سوف تسهم بإذن الله وبقوة في بناء عهدها الجديد.

وهذا المنافق يعتبر هدم ثوابت الدين والتي يقوم بها زعيم عصابة الانقلاب ويفتح الباب على مصراعيه للمارقين والساقطين للنيل من الدين كما يفعل البحيري وإبراهيم عيسى وإيناس الدغيدي ومحمد صبحي وغيرهم من الذين يرفعون شعار تجديد الخطاب الديني الذي تولى كبره زعيم عصابة الانقلاب وأهان المسلمين في الاحتفال بالمولد النبوي.

المصدر