د. عزت لـ"الجزيرة": انتخابات الإخوان الكل فيها مرشحون

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
د. عزت لـ"الجزيرة": انتخابات الإخوان الكل فيها مرشحون
د.محمود عزتفى حواره مع احمد منصور.jpg

كتب- خالد عفيفي:

أكد الدكتور محمود عزت الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين أن انتخابات الإخوان المقررة في الفترة المقبلة لاختيار كل من المرشد العام وأعضاء مكتب الإرشاد يكون الكل فيها مرشحين.

وأوضح في لقائه مع برنامج "بلا حدود" على فضائية "الجزيرة" مساء اليوم؛ أن الانتخابات عند الإخوان عمومًا ليس فيها ترشيح إنما تكون هناك قائمة كاملة بكل أعضاء مجلس الشورى، ويكونون كلهم مرشحين؛ لاختيار مرشد ومكتب إرشاد، نافيًا أن رئاسة المرشد العام لمجلس الشورى تجعله متحكمًا ومسيطرًا على قراراته، مشيرًا إلى أن المجلس يستطيع حساب المرشد وعزله في أي وقت.

وقال: إن الجماعة على أتم الاستعداد لبذل كافة التضحيات لتطبيق ممارسة الشورى داخلها، مشيرًا إلى أن مجلس شورى الجماعة وحده سوف يختار المرشد العام المقبل، وسوف يختار مكتب إرشاد جديدًا.

وأضاف أن التغطية الإعلامية خالفت حقيقة ما جرى في مكتب الإرشاد، موضحًا أن أحد لقاءات المقال الأسبوعي لفضيلة المرشد العام، وهو المقال الذي تكتبه هيئة تحرير مكونة من شخصيات أمثال د. عصام العريان وعدد من أعضاء مكتب الإرشاد وبعض الصحفيين؛ رفضت فيه الهيئة أن يكتب الأستاذ عاكف عما سيفعله حتى 13 يناير 2010م موعد انتهاء فترة ولايته الأولى؛ لأنه أعلن منذ توليه المسئولية أنه عندما يبلغ الثمانين سوف يتخذ موقفًا من بقائه كمرشد عام للجماعة.

وتابع أنه لما تجاوز فضيلته السن قال إنه لن يكمل لفترة ثانية، وأبلغ ذلك لأعضاء مكتب الإرشاد منذ عام؛ وهو الأمر الذي قابله أعضاء المكتب بمطالبة فضيلة الأستاذ بالبقاء لكونه يتمتع- ولله الحمد- بصحة جيدة.

وأوضح أن فضيلة الأستاذ عرض لبعض ما يريد قوله في رسالته الأسبوعية؛ وهو أنه يشكر مكتب الإرشاد والإخوان الذين تعاونوا معه وكأنه خطاب وداع، وكان هذا يوم الأحد 17 أكتوبر الماضي، وفي مساء نفس اليوم خرجت وسائل الإعلام تقول إن المرشد العام للإخوان أعلن استقالته، مضيفًا أن فضيلة المرشد كذَّب الخبر، وحضر إلى المكتب في اليوم التالي، والتقى أعضاءه، وأصدر بيانًا يوضح فيه حقيقة ما جرى، وأن ما سمته وسائل الإعلام برغبة مكتب الإرشاد في عدم تصعيد الأخ العزيز د. عصام العريان أمرٌ عارٍ تمامًا من الصحة، ولم تتم مناقشته من الأساس في هذا الاجتماع.

وأعرب د. عزت عن سعادته بتعدد الآراء داخل جماعة الإخوان، مؤكدًا أن هذا مظهر من مظاهر قوتها، ويتناسب مع حجمها الكبير وما تقوم به، لافتًا إلى سعادة الأستاذ المرشد العام بهذا الأمر.

وشدد على أن الأمر في النهاية يرجع إلى مكتب الإرشاد، ويكون قراره ملزمًا ومرضيًّا للجميع مهما اختلفوا في الرأي.

وأضاف: "لا أريد أن أهون مما حدث، وأقول إنه ليس هناك أزمة، وفي نفس الوقت لا يجب إخراج الأمور عن سياقها الطبيعي، فنحن مصممون على تطبيق الشورى".

وأوضح أن اجتماع مكتب الإرشاد التالي طُرح فيه أن صاحب الحق الوحيد في تصعيد أي أحد لعضوية مكتب الإرشاد هو مجلس شورى الجماعة، ود. عصام نفسه صرَّح أنه ليس من المعقول أن يعين مكتب الإرشاد أحدًا في هذا الوقت ما دامت الانتخابات اقتربت.

وقال: إنه تم عرض الأمر على مجلس الشورى بناءً على توصية مكتب الإرشاد، وفي ظل الجو الذي نعيش فيه وحملات الاعتقال المتكررة نجاهد بجدية أن يتم إشراك مجلس الشورى بكل الوسائل الممكنة في اختيار المرشد القادم وأعضاء مكتب الإرشاد؛ وهو الأمر الذي سيتم حسمه، بإذن الله، قبل 13 يناير المقبل.

وأضاف أنه في هذا الاجتماع تقرر أن يخاطب كل من فضيلة المرشد ومكتب الإرشاد مجلس الشورى، مؤكدًا أن موعد هذه الانتخابات ليس بعد 6 أشهر، وكان المفترض أن تتم قبل الانتخابات التي اختير فيها 5 أعضاء جدد العام الماضي أو أثناءها، وهذا قرار مجلس الشورى لا مكتب الإرشاد، وعليه تم التوصل لقرار مجلس الشورى بإجراء الانتخابات في أسرع وقت.

وأكَّد أن الإخوان يتعبدون إلى الله- عزَّ وجلَّ- بالشورى التي تنظمها اللائحة، واللائحة اعتمدت من مجلس الشورى ولها آلية في التعديل، وعملية التعديل مستمرة وكان آخرها تعديل أحد المواد؛ لتقرر أن تكون مدة عضوية مكتب الإرشاد لأي شخص لا تزيد عن دورتين متتاليتين.

وفي رده حول اتهام بعض أعضاء مكتب الإرشاد بالبقاء في المكتب لسنوات طويلة؛ قال د. عزت: إن السبب في هذا هو السجن والاعتقال الذي لم يترك واحدًا من أعضاء المكتب، وهذا هو ما يتعلق بتعديل مادة أخرى في اللائحة؛ ليحتفظ عضو مكتب الإرشاد بعضويته حتى لو تم حبسه؛ لأن تغييب من يعملون لأوطانهم ودعوتهم وحرمان الأمة من وجودهم هو ما دفعنا إلى ذلك، ويبقى المهندس خيرت الشاطر نائبًا ثانيًا للمرشد، ود. محمد علي بشر عضوًا في المكتب حتى يخرج خلال الشهر المقبل.

ونفى د. عزت وجود صراع داخل الجماعة على القيادة، مؤكدًا أن الآليات والنصوص واللوائح هي من تختار قيادات الجماعة، مشيرًا إلى أن الوضع الأدبي لمصر وثقلها في العالم الإسلامي وثقل الدعوة بها؛ هو ما يبرر أن يكون المرشد مصريًّا.

وقال: إن مكتب الإرشاد يستطلع الميل العام لدى مجلس الشورى (يبلغ عددهم نحو 100 شخص) في مرشحه لمسئولية المرشد العام.

وأضاف أنه من الصعب التنبؤ بالمرشد القادم، مشيرًا إلى أنه قبل اختيار الأستاذ عاكف مرشدًا عامًا بنحو 5 دقائق لم يكن يعرف أحد من هو المرشد القادم وحسم ذلك الأصوات.

وأرجع د. عزت التضارب الذي تدعيه وسائل الإعلام في تصريحات قيادات الإخوان إلى التضارب في نقل هذه الوسائل لتصريحات القيادات، واختلاف تصريحات أحدهم في وسيلة عن الأخرى.

وبلغة الأرقام تحدث د. عزت مشيرًا إلى أن الحملات الأمنية التي طالت 2696 من الإخوان في 2007م، ونحو 3674 في 2008م، و5022 في عام 2009م؛ أدَّت إلى عدم قدرة مجلس الشورى على الاجتماع وإجراء الانتخابات.

وأكَّد أن الإخوان هم أحرص الناس على أمن مصر القومي، وهم منشغلون دائمًا بالعمل والاندماج في المجتمع، ونحن نعلم جيدًا أن لقاءات مكتب الإرشاد أو الانتخابات مرصودة أمنيًّا بالصوت والصورة، على الرغم أننا نريد منها ممارسة الديمقراطية ولا نوجهها ضد أحد.

وشدد د. عزت على أن الاختلاف داخل جماعة الإخوان لا يمكن أن يكون نابعًا من أحقاد أو خلافات شخصية؛ لأن المنظومة الأخلاقية التي هي في أولها إنسانية، ثم إسلامية تمنع هذا الحديث، مشيرًا إلى أن التاريخ حافل بالعقبات والأزمات التي واجهها الإخوان، والتي كانت أصعب بكثير من الأزمة الحالية.

وقال: إن الصوة الذهنية لدى بعض وسائل الإعلام عن الإخوان تكون نابعة من مذكرات تحريات مباحث أمن الدولة؛ الأمر الذي يتوجَّب على هؤلاء الإعلاميين أن يصلوا إلى الحقائق من مصادرها، لا سيما أن القضاء يبطل جميع تلك الاتهامات الواردة في تحريات أمن الدولة.

واستبشر د. عزت بالنتائج الإيجابية لهذه الأزمة، مؤكدًا أن الأحداث سوف تُثبت أن الإخوان يمارسون الديمقراطية بأخلاق، ويأخذون الأمور بموضوعية.

المصدر