د. صالح الرقب : لجان الزكاة مستقلة وبعيدة عن الانتماءات السياسية

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
د. صالح الرقب : لجان الزكاة مستقلة وبعيدة عن الانتماءات السياسية

فلسطين- انسان اون لاين -

- الاتهامات بسيطرة حماس على اللجان تهدف إلى محاربة العمل الخيري وليست صحيحة - دور وزارة الأوقاف إشرافي ورقابي ولا نسمح لأي جهة بالتدخل في شؤون اللجان ويمنع التمييز سياسيا أو دينيا أو عرقيا بعد التصريحات التي أدلى بها د. صالح الرقب وكيل وزارة الأوقاف والتي نشرت على صفحات موقع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية والتي أثارت الكثير من الجدل حول آليات العمل في لجان الزكاة ومدى ارتباط هذه اللجان بالحركات السياسية.

وللوقوف على حقيقة ما رود في تلك التصريحات و للاطلاع على دور لجان الزكاة في فلسطين وآليات العمل المتعلقة بإدارتها وآليات توزيع المساعدات على مستحقيها أجرت " إنسان أون لاين " هذا الحوار مع د. صالح الرقب وكيل وزارة الأوقاف وعدد من رجالات العمل الخير ومسؤولي لجان الزكاة في فلسطين . وسط ظروف سياسية واقتصادية صعبة تعيشها الأراضي الفلسطينية تنشط لجان الزكاة وتأخذ دور المبادرة في مساعدة الفقراء والمحتاجين في ظل الوضع المعيشي الذي يزداد سوءا مع تضاعف الحصار الإسرائيلي على القطاع ، و الظروف السياسية والحرب الموجهة على المؤسسات الخيرية والعمل الإنساني، ولا يكاد يمر يوم حتى نسمع عن قرارات جديدة بوقف لجان زكاة أو إغلاقها أو التشكيك فيها مما يزيد وبشكل مباشر معاناة الفئة المستفيدة من هذه اللجان والذين ليس لهم بعد الله إلا هذه اللجان التي تقوم على توفير الجزء اليسير من متطلبات حياتهم. " انسان اون لاين " وللاطلاع على عمل واوضاع هذه اللجان اجرت هذا الحوار مع د. صالح الرقب وكيل وزارة الاوقاف .

كيف يتم انتخاب مجالس إدارة لجان الزكاة؟

في كل مدينة بقطاع غزة والضفة الغربية تنشر وزراة الأوقاف الفلسطينية لجان زكاة، يقوم الأهالي بالاجتماع واختيار أشخاص ثقات من رجال الإصلاح المعروفين في المنطقة ليقدموا خدمة للفقراء والمحتاجين، ، يتقدمون بكتاب لمدير أوقاف المنطقة ويقوم بدوره بتزكيتهم وإرسال أسمائهم إلى الوزارة التي تتحقق بدورها من الأمر ومن ثمَّ اعتماد اللجنة ويُطلب منها العمل وفق الأصول الموجودة في أنظمة الإدارة ،تحت إشراف الإدارة العامة لصندوق الزكاة بالوزارة على اللجان .

وبعد الاعتماد من الوزارة يقوم هؤلاء بفتح حساب لهم في إحدى البنوك المحلية لتسهيل عملية توريد التبرعات لحساباتهم البنكية وتسهيل نشاطاتهم وعلاقاتهم مع الخارج مع مؤسسات شبيهة، ثم تكون الخطوة الثانية باستئجار مقر ليعملون من خلاله، أما دور الوزارة يقتصر فقط على مراقبة اللجان والإشراف عليها إدارياً ومالياً حيث يقوم محاسبو الوزارة بمراجعة اللجان ومتابعة أعمالها .

هل يحق للوزارة الاعتراض على نتائج الانتخابات ؟

يجوز طبعاً إذا تبين أن أحد المنتخبين غير ثقة أو تحاصره علامات الاستفهام أو أراد من لجان الزكاة التغرير بأفراد المجتمع واستغلال التبرعات الخاصة بهم لمصالح شخصية.

مدير الأوقاف في كل منطقة مكلف ونحن من بعده نسأل هل هؤلاء الأشخاص مؤهلون لخدمة المجتمع، فأعضاء لجان الزكاة لا يتقاضون راتباً حسب النظام إلا إذا استوظفوا شخصاً خارج مجلس الإدارة، يستقبل الناس والمراجعين يقوم بجمع أموال وهم بالنهاية يدفعون له راتبه، وجدنا في بعض لجان الزكاة في الوزارة السابقة تدفع لهم رواتب مقطوعة على سبيل المكافأة ، لقد تم إلغاء ذلك لتكون كل اللجان على صيغة واحدة، حيث تدفع لهم الوزارة قيمة الشقة التي يستأجرونها فقط في العام الأول من باب المساعدة فتتقاضى اللجنة الواحدة ألف دولار أو ألفين لكن بعد ذلك يقومون بالعمل ويتدبرون أمرهم وترفع الوزارة يدها عن توفير ثمن استئجار المقر.

هل يعمل أعضاء اللجان باستقلالية تامة؟

نعم لا ضغوط عليهم من الوزارة، يقومون بفتح حساب بنكي يوقع عليه رئيس اللجنة وأمين الصندوق، و دور الوزارة يقتصر فقط على الرقابة، اما الأموال التي في حسابات اللجان الخاصة لا علاقة للوزارة بها ولا تسيطر عليها.

هل القرارات في المجالس جماعية ومستقلة؟

قرارات اللجان مستقلة بحيث تعمل كل لجنة على اتخاذ قراراتها المستقلة لكن وفق الأصول المتبعة، ولا يوجد سيطرة من أعضاء اللجان على قرارات اللجنة التي تكون بالأغلبية حيث يعمد أعضاء اللجنة للاجتماع واتخاذ القرارات بالأغلبية إذا ثبت أن رئيس اللجنة يمارس نوعاً من الديكتاتورية وأعضاء مجلس الإدارة يشتكون من إدارته السيئة تقوم الوزارة بإرسال محققين فإن ثبت ممارستهم ضغوطاً يطلب منهم العدول أو الاستقالة .

هل صحيح أن حماس أو قيادتها هي التي كانت تدير لجان الزكاة وتسيطر عليها؟

هذا كلام غير صحيح ، يقومون بحل لجان الزكاة والجمعيات والمؤسسات في الضفة الغربية، دائماً وحجتهم أنها لحماس ،أؤكد أن لجان الزكاة مستقلة، فهي كانت تعمل في ظل حكومات فتح التسعة السابقة وحينما تولينا الحكم لم نحل أية لجنة، وإذا كانت الحكومات السابقة عينت لجان فيها أناس منتمون سياسيا لجهات معينة فهذا لا يعني انتماء اللجان لتلك الاتجاهات السياسية فما علاقتنا بالموضوع، وغالباً ما يقوم بالعمل الاجتماعي إنسان مسلم يريد الثواب بالآخرة وخدمة الفقراء والمحتاجين.

أذن تؤكدون أن لجان الزكاة لا تدار بآفاق سياسية و حزبية بل بصورة مستقلة تخدم المجتمع المحلي ..ما تعليقك ؟

لجان الزكاة تعمل بعيدا عن الآفاق السياسية ، والدليل أن معظم اللجان التي ورثناها عن الحكومات السابقة التسعة لم نحل أي منها إلا لجنة واحدة لأنها رفضت أن تعمل وفقاً للتقارير الواردة من الإدارة لمدة عام واحد ، وكان عملها ضعيفا في خدمة أفراد مجتمعها فتم حلها وشكلت في المنطقة لجان أخرى وأتحدى أحد أن يذكر لنا لجنة واحدة تم حلها من الحكومة الأولى حتى التاسعة .

عند تقديم المساعدات للمحتاجين هناك إدعاء بوجود تفرقة حزبية أو سياسية؟

هذه الاتهامات تأتي ضمن الحرب الموجهة ضد اللجان والجمعيات الخيرية بشكل عام .

هل هناك مصلحة من سيطرة حزب أو فريق سياسي على لجان الزكاة وما هو الضرر المتوقع؟

بالطبع لا .. لقد جاءت تعليمات من الإدارة الأمريكية بمنع العمل الاجتماعي والخدمات الاجتماعية التي تقدمها حركة حماس للشعب الفسطيني عبر مؤسساتها الخاصة، ونظرا لكون معظم العاملين في الجمعيات ولجان الزكاة من الملتزمين دينيا حسبوهم على حركة حماس واتخذوها حجة لإغلاق هذه المؤسسات وبدأوا يخترعون المبررات لتلك الاجراءات، الحقيقة أن القرار الأمريكي يقضي بمنع الجمعيات والمؤسسات ولجان الزكاة وكل منظمة أو هيئة أو جمعية تخدم الناس بغض النظر عن التوجه ، الهدف الضغط على الشعب الفلسطيني ، لذلك ضخوا الأموال في أماكن لا يخدم فيها المواطن الفلسطيني الفقير .

كيف تضبط الوزارة مع لجان الزكاة المساعدات المقدمة للمحتاجين؟ وما هي العملية المتبعة في ضمان عدم التمييز والتحيز عند تقديم المساعدات؟

هناك أوراق وإثباتات وتقديم كشوفات، بحيث عندما يطلب المراقب المالي والفني النظر في الإجراءات يكون الأمر واضحاً أمامه ، ونحن حتى الآن لم نستقبل شكاوى من الناس تتحدث عن تحيز أو تمييز .

هناك بعض أعضاء اللجان النشيطين يتصلون بالخارج بمؤسسات وجمعيات دولية اسلامية للحصول على اموال وتوزيعها على المحتاجين في المنطقة حسب كشوفات تتضمن أسماء الفقراء ومن تثبت صعوبة أوضاعهم الاقتصادية والإنسانية .

كيف تتوقع مستقبل العمل في لجان الزكاة والمؤسسات الخيرية والمدنية ؟

الجميع يري أننا في قطاع غزة نتعرض لحصار شديد على الجمعيات ، ففي زمن الرئيس الراحل عرفات –رحمه الله - أصدر قراراً بناءً على أوامر أمريكية بتجميد أرصدة كل أموال الجمعيات ولجان الزكاة وبعد فترة رفع هذا الحظر وبعض الجمعيات تتحايل على ذلك وتدير أنشطتها بعيداً عن الرقابة الصارمة الداخلية والخارجية .

الجمعيات تعودت على ذلك وأصبح لديهم خبرة في ميدان العمل الاجتماعي حتى الآن وفي ظل الحصار على غزة هناك جمعيات نشطة، هناك على سبيل المثال جمعية حديثة اتصل صاحبها وقال لي أنه قام بتوزيع نصف مليون شيكل في شهر رمضان المبارك ، ونحن مطمئنون على سير عمل الجمعيات الخيرية ولجان الزكاة لأنها تعودت على العمل تحت الضغوط والحصار والملاحقة .

المصدر