د. زغلول النجار يطلق صيحة إيقاظ.. ودعوة للفواق!!
هل حقًا يعيش الشباب المسلم إسلامه في المجتمع الأمريكي؟ لا شك أن بعض أطفال المسلمين على صغرهم يُتمون قراءة القرآن في سن الخامسة، بل إن البعض قد حفظ القرآن كله في سن الثامنة أو التاسعة.
وقد بدأ بعض الطلبة تأدية صلاة الجمعة في مدارسهم وفي مكانٍ قد خُصص لهم، وبعض الخريجين المسلمين الشباب يكسبون مرتبات ذات ستة أرقام من طرقٍ حلال.. ويوجد حاليًا أكثر من 160 مدرسة بنظام اليوم الكامل، وأكثر من 1700 مسجد، وأكثر من 2000 شركة تجارية إسلامية صغيرة ومتوسطة، وأكثر من 12 مدرسة لتحفيظ القرآن بنظام اليوم الكامل وبها مرافق للإقامة، وتوجد جامعة إسلامية مفتوحة، وكليتان إسلاميتان، وأكثر من ألف منظمة قومية، وإقليمية، وتخصصية، وعدد من العلماء الإسلاميين في كل المدن، وفوق هذا فإن عدد المسلمين أكثر من ستة ملايين في الولايات المتحدة وحدها.
ومع ذلك فإن هذه الحكاية التي تشرح الصدر ما هي إلا أحد جانبي الصورة؛ فالجانب الآخر يعرض سيناريو مؤلمًا، إذ يتأثر الشباب المسلم تأثرًا خطيرًا بالمجتمع الأمريكي غير المسلم الذي يعيش فيه والذي لا يستطيع الفكاك عنه، المجتمع الذي يولد به يوميًا 1263 طفلاً من السِفاح، وتحمل فيه يوميًا 2740 فتاة مراهقة دون سن الثامنة عشرة، وتحدث فيه كل يوم 4110 حالة إجهاض رسمي، وتوجد فيه كل 8 دقائق حالة اختطاف، وتحدث فيه جريمة قتل كل 90 ثانية، وتتم فيه عملية سرقة بالإكراه كل 16 ثانية!!.
وفي المدارس الحكومية أخبار أكثر إزعاجًا؛ حيث 37 % من الطلبة لا يشعرون بالأمان في المدرسة، و43 % من أطفال المدارس العامة يتحاشون دخول دورات المياه، و49 % من التلاميذ يقتتلون في مشاجرات، و27 % من الفتيات يتمُّ التحرش بهن جنسيًا، و2000 طالب كل ساعة يتم الهجوم عليهم بدنيًا في أرض المدرسة، وأكثر من 160 ألف طالب يقفزون هربًا من مدارسهم يوميًا بسبب الخوف، ومن كل خمسة طلاب، فإن واحدًا منهم يحمل معه سلاحًا وهو ذاهب إلى مدرسته!!.
هذا الجانب المخيف من الصورة ينبغي أن يصبح همًّا للمسلمين في أمريكا، ولا ينبغي أن نخدر أنفسنا بالظنِّ أن الشباب المسلم في مأمنٍ من هذا الواقع العنيف بالمجتمع الأمريكي؛ لأنهم يحضرون إلى مدارس (الأحد) الإسلامية، أو يحضرون المخيمات الإسلامية الموسمية.
فالحقُّ أن الأسر والعائلات المسلمة تتأثر بهذه الأجواء، وربما سمع الكثيرون هذه القصة التي رُددت مرارًا، فقد كان أخ من بلد مسلم في زيارة للولايات المتحدة الأمريكية، وفى آخر النهار ذات يوم، أجرى اتصالاً هاتفيًا بأحد الأصدقاء في ولاية أخرى، وكان على الطرف الآخر من الخط فتاة في حدود الثانية عشرة من عمرها، فأجابته بأن أباها وأمها في العمل، ولكن جدتها موجودة، غير أنها لا تستطيع أن تأتي إلى الهاتف؛ لأنها تؤدى تمارين الدفع والرفع، "ياه" سيدة مسلمة عجوز في الخامسة والسبعين تمارس تدريبات الرفع والخفض!؟ وفي هذا الوقت! لقد كانت في واقع الأمر تؤدي صلاة المغرب!!.
فهل يمكنك أن تتصور فتاة في الثانية عشرة من عمرها، في بيتٍ به بعض التصور والممارسات الإسلامية، لا تميز بين الصلاة وتمرينات الرفع والخفض؟ فماذا يحدث إذًا في البيوت التي ليس فيها إسلام ولو بشكل رمزي؟ إن الشباب في تلك البيوت لا يتبع أي تعاليم إسلامية، لكنه ينظر إلى الفحشاء، ويذهب إلى الأندية والحفلات، ويقيم العلاقات الوثيقة مع الجنس الآخر.
ليس معنى هذا أنه لا يوجد مستقبل للإسلام في أمريكا، بل هي صيحة إيقاظ، على أمل أن يقوم المسلمون بأداء واجبهم، ويحموا أنفسهم حتى يكون المستقبل الوضاء مستقبلهم، ذلك المستقبل الذي لا يأتي لمن يحلم به بقدر ما يأتي لمن يجاهد لتحقيقه.
المصدر
- مقال:د. زغلول النجار يطلق صيحة إيقاظ.. ودعوة للفواق!! موقع : إخوان أون لاين