د. رشاد البيومي: القمع الأمني لن يثنينا عن طريق الإصلاح
مقدمة
- عبد الغفار شكر: الإخوان مسلَّحون بالفكر ويقابلون الحجة بالحجة
- عبد الحليم قنديل: بعض القوى تقاعست عن التضامن مع الجماعة
أعلن ممثلو القوى السياسية والوطنية تضامنهم الكامل مع المعتقلين من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين ، مؤكدين أن الإخوان دفعوا كثيرًا من أرواحهم وأموالهم وحرياتهم في سبيل المطالبة بحرية الوطن.
وشدَّدوا- خلال الندوة التي نظَّمتها اللجنة القومية للدفاع عن سجناء الرأي بحزب الكرامة مساء الإثنين- أن المطالبة بالحرية لا تتجزَّأ ولا تتوقف عند فصيل بعينه، واستنكروا موقف بعض القوى التي غضت الطرف عما يحدث للإخوان؛ بسبب اختلافهم الفكري معهم.
ووجَّه الدكتور رشاد البيومي نائب فضيلة المرشد التحيةَ والتقديرَ لحزب الكرامة والقوى السياسية والوطنية كافة، التي تضامنت مع الإخوان، مطالبًا بضرورة توحُّد الجميع تحت راية واحدة؛ للتخلص من حالة الاستبداد السياسي التي وصلنا إليها.
وأكد د. البيومي أن الاعتقالات ومصادرة الأموال وإغلاق الشركات وكل الإجراءات التعسفية التي يمارسها النظام ضد الإخوان لن تحُول بينهم وبين مواصلة مسيرة المطالبة بالإصلاح، مضيفًا أن الإخوان يقدمون هذا الجهد ابتغاء مرضاة الله عز وجل أولاً، ثم لمصلحة الأمة جميعًا، مشيرًا إلى أن الاعتقالات المتكررة لن تفتَّ في عضد الإخوان أو تقلِّل من عزيمتهم، مدللاً على ذلك بأن الشباب الذين يُعتقلون لأول مرة يأتون إلى مكتب الإرشاد لتجديد بيعتهم قبل أن يذهبوا إلى بيوتهم وأهليهم.
وبلغة الأرقام تحدث د. البيومي، موضحًا أن حملات الاعتقال طالت أكثر من 32 ألفًا من الإخوان خلال السنوات العشر الأخيرة، منهم 376 منذ أوائل العام الجاري فقط خلف الأسوار حتى الآن، مضيفًا أن الإخوان حوكموا عسكريًّا 7 مرات؛ 3 منها في عام 1995م، ومرة واحدة في أعوام 1996، و1999، و2001، و2006م.
وواصل سرد الأرقام التي قال إنه لا يجد تفسيرًا لها سوى الغباء السياسي من جانب النظام، مشيرًا إلى شهداء الإخوان ، مثل: كمال السنانيري ، ومسعد قطب، وأكرم الزهيري، وطارق غنام، فضلاً عن 14 آخرين في انتخابات مجلس الشعب عام 2005م، واستنكر حرمان عشرات الآلاف من طلاب الجامعات من مواصلة الدراسة وتأدية الامتحانات؛ بسبب مواقفهم الإصلاحية.
وانتقد د. البيومي إغلاق أجهزة الأمن 78 شركة يملكها أفراد من الإخوان خلال الفترة الماضية؛ ما تشرَّد على إثرها آلاف الأسر، على الرغم من أن تلك الشركات كانت ملكًا لأصحابها، ولا علاقة للجماعة بها.
ووجَّه د. البيومي تحيةً خالصةً لإخوانه المعتقلين على ذمة القضية العسكرية الأخيرة، أو من تمَّ اعتقالهم في الحملات المتكررة خلال الشهور القليلة الماضية، مذكرًا بقوله تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2)﴾ (العنكبوت).
وأضاف أن هذه فتنةٌ تكشف الصادق من الكاذب، وأنها تنال من كل صاحب رأي، في حين يُترَك المفسدون وناهبو أموال الشعب المصري دون حساب، مشيرًا إلى قول الله عز وجل: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)﴾ (البقرة).
ودعا محمد عبد القدوس مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين إلى ضرورة توحُّد القوى والجهود من أجل الإصلاح، مطالبًا باتحاد المعارضة السياسية وحركات الاحتجاج الاجتماعي لإحداث التغيير الذي ننشده.
من جانبه قال حمدين صباحي عضو مجلس الشعب ومؤسس حزب "الكرامة" إن مطلب الحرية لمعتقلي الإخوان هو مطلبٌ لحرية مصر نفسها، معربًا عن تقديره واعتزازه بسجناء الرأي من الإخوان المسلمين ، الذين غيَّبتهم يد النظام الباطشة خلف أسوار السجون والمعتقلات... وأضاف أن التخلُّص من الفساد والاستبداد و"خراب" النظام في مصر يُعدُّ بدايةً للتخلص من هيكل "الخراب" الصهيوني، وتحرير المسجد الأقصى المبارك من دنس الصهاينة.
الإخوان الأبطال
وقال عبد الغفار شكر القيادي بحزب "التجمع":
- "إن الحرية لا تتجزَّأ، وطالما قبلنا أن يتعرَّض أحد التيارات السياسية للقمع المستمر فإننا نقبل أن ينتقل لبقية التيارات، خاصةً أن الإخوان أثبتوا أنهم يقارعون الحجة بالحجة، ويستطيعون المنافسة السياسية الشريفة، وأنهم قوةٌ أصيلةٌ لها تنظيمٌ قويٌّ ممتدٌّ في المحافظات، وجماهيرية لا شك فيها، من خلال حضورهم بالنقابات المهنية ومجلس الشعب ، فلا مبرر أبدًا لاستمرار تعرُّض قياداتهم وأعضائهم للملاحقات متكررة".
وأشاد شكر بمعتقلي الإخوان، وقال إنهم لم يُعرف عنهم أنهم يتبنون فكرًا متطرفًا، وأنه على علاقة جيدة بالدكتور عصام العريان عضو مكتب الإرشاد ، ويعرف أنه كان دائمًا مسلَّحًا بالفكر والمنطق، يعرض وجهة نظره ويقبل وجهات النظر الأخرى، ولم يفقد ابتسامته، مشيرًا إلى أن د. العريان استطاع أن يمدَّ جسورًا من المودة والمحبة مع كل التيارات الوطنية والسياسية الموجودة على الساحة.
وأوضح: "بالنسبة للمهندس خيرت الشاطر ؛ فإنه لا يليق ما يحدث معه؛ فهو إنسان محترم، يبني مواقفه على قناعات، ومحاكمته وسجنه أمرٌ مرفوضٌ دستوريًّا وقانونيًّا، ويخالف كل الأعراف والمواثيق المعنية بحقوق الإنسان"... وأكد شكر أنه يتضامن مع الإخوان وحقهم في المشاركة السياسية بكل أنواعها، وممارسة نشاطهم بشكل شرعي، مطالبًا بضرورة الإفراج بأقصى سرعة عن جميع قيادات وأعضاء الجماعة المعتقلين.
وقال محمد بيومي منسق حزب الكرامة إن جماعة الإخوان لن تنتهي أو تتأثر بضراوة الاعتقالات، ولكنها ستصبح أكثر قوةً، مشيرًا إلى أن التنسيق بين الإخوان والناصريين أسقط كثيرًا من التحفظات المتبادلة، وقدَّم نموذجًا راقيًا لكيفية تجاوز التناقضات الثانوية ومواجهة التناقض الرئيسي مع النظام.
واستنكر صلاح عدلي القيادي بالحزب الشيوعي المصري اعتقالات الإخوان ، طالما ينتمون لفكر سياسي معين، ويعبِّرون عن أفكارهم بالوسائل السلمية، محذرًا من إمكانية أن يتكرر ما يحدث مع الإخوان لبقية الفصائل ما لم تتوحَّد القوى السياسية والوطنية في خندق واحد ضد تعسف النظام.
التضامن لا يكفي
وقال عبد الحليم قنديل المنسق العام لحركة كفاية إن التحدث عن معتقلي الإخوان لا يعني تضامنًا معهم؛ بقدر ما يعني الاقتباس من نورهم والسير على طريقهم، وأضاف: "أقدم التحية والمحبة لأبطال الحرية؛ الشاطر والعريان وعزت ومجدي حسين وغيرهم من سجناء الرأى والضمير"...
وأدان قنديل تقاعس بعض القوى السياسية والوطنية عن التضامن مع معتقلي الإخوان والدفاع عنهم، مشيرًا إلى أن ذلك يعدُّ تخلفًا عن واجب قومي وديني، يشكِّك في انتسابهم لقضية الحرية... وأوضح أن استخدام الحكومة للجيش والمؤسسة العسكرية في التنكيل بالمعارضين السياسيين أمرٌ يحطُّ من قيمة هذه المؤسسة، ويضعها في موضع لا يليق بها.
المصدر
- مقال: د. رشاد البيومي: القمع الأمني لن يثنينا عن طريق الإصلاح موقع إخوان برس