د. دسوقى أحمد يكتب : الغرق بمحض الارادة.. قراءة لإنحراف حزب النور
أنا فاكر أول مرة الدكتور عماد عبدالغفور جمع مندوبين عن محافظات قطاع الشرق (القناة وسيناء والشرقية) والشيخ جلال مرة استضافنا في السويس علشان الدكتور عماد يعرض عليهم فكرة انشاء الحزب. تقريبا دا كان في فبراير أو مارس اللي بعد الثورة.
الجلسة كانت عاصفة بكل ماتحويه الكلمة من معني، الاخوة كانت بتناقش والدكتور عماد كان بيناقشهم، يرد عليهم ويردوا عليه، والنقاش مكانش سهل علي أي منهم والشيخ جلال اتدخل أكثر من مرة لضبط الجلسة اثر اعتراضات بعض الاخوة واحتدام النقاش.
يومها سهرنا تقريبا ست أو سبع ساعات متواصلة في جلسة عصف ذهني طيلة الليل والاخوة كتبت اعتراضاتها وملاحظاتها وتم الاتفاق علي مشاريع وجلسات تم تنفيذها لاحقا وأخري لم يسعفنا الوقت لتنفيذها.
مكمن الاعتراض تقدر توصفوا بالمعني السياسي بإن عدد كبير من الاخوة كان ينحو منحي أكثر أصولية ورافض لأفكار التحزب ويؤرقه احتمالات المواءمات السياسية ومتخوف من تأثير دا علي الدعوة !!
في وقت لاحق الإخوة رفعت اعتراضات لمجلس الادارة بتطلب فيه إشراف حد غير الدكتور عماد مبررين دا بان في تصريحات وافعال لايرون لها دليلا شرعيا، وسموا بالفعل شخصيات ليها باع في التنظير الشرعي داخل الدعوة.
في الوقت دا كنا قبل تكوين أي أمانة في كفر أو عزبة أو حي أو مركز بنقعد مع الاخوة يناقشونا بالدليل ونرد بالدليل، وسواء اختلفت أو اتفقت كان لازم الاخوة تقتنع وتطمئن لدليلك الشرعي.
وفضل الأمر مستمر كدا، وفي لحظة كان تشدد الاخوة دا بيعطل الشغل جدا، وكانت الاخوة في كل لحظة بتفكر كتير قبل ما نعمل حاجة، كل دا كانت (المرحلة الأصولية) إذا جاز التعبير.
اللي لاحظتو بعد كدا، ان اجتهادات المصالح والمفاسد اللي بيكون ظاهرها اختيارات (أخف الضررين) وما شابهه، بيكون مفهوم فروقها الدقيقة دي (بغض النظر عن صحة الاجتهاد من خطؤه)، عند بعض الاخوة مش كلهم، والحقيقة إنك تقدر تقول إن تراكم الاختيارات دي بيعمل انحراف منهجي بيبان جدا عند القواعد وخاصة المتعصبين والمبتدئين.
بمعني إن (اجتهاد مصلحي) ورا (اجتهاد مصلحي) بيتم فيهم اختيار أخف الضررين ودفع أعظم المفسدتين كان بيتحول عند القواعد إلي (ثابت منهجي) وليس (اختيار اضطراري) بسبب (نازلة) من النوازل.
تقدر تشوف دا بصورة فجة جدا لو تابعت تصريحات (نادر بكار) مثلا وقارنت (القديم) بـ (الجديد)، أو قارنت سلوك إخوة الدعوة السلفية في البدايات بما انتهي إليه الحال اليوم. أو حتي قارنت انتقادات أخ زي (إبراهيم أباظة) للإخوان انتهاءا باعتقاده إنهم أخطر من اليهود.
إيه اللي حصل ؟
بكل بساطة تراكم الاختيارات الخاطئة عمل انحراف في الدفة، فتقدر تجزم يقينا دلوقتي إن الوجهة اللي ماشيين فيها دلوقتي مكانتش هدف من سنة علي الاطلاق
بالنسبالي أنا الوضع أوضح، وهو دا اللي مزعلني علي سنين العمر اللي فاتت والاخوة اللي اتسحبت متر ورا متر لحد لما بقت موجودة في مكان تاني خالص غير اللي هي كانت قاصداه.
وبعد لما كنت بتنتقد سلوك بعض السلفيين من كونهم جناح ديني لسلطة الإخوان علي غرار قيادات الازهر والحزب الوطني، بقيت انت -في أحسن أحوالك بتصارع قيادات الأزهر- علي شغل مكان كجناح ديني لدولة العسكر مقابل مكاسب موهومة
ورا دا كللو عندك تبريرات من قصة ابن الأشعث وتعامل بعض الصحابة مع الحجاج وتقديرات مصلحية عجيبة، كل دا مجرد خناقة في غرفة القيادة لكن الدفة حدفت بعيد خلاص
الكلام دا انا بكتبو وأنا ببص علي حساب أخ من إخوة الدعوة كاتب السيسي رئيسي!!
وشايف تعليقات أخ تاني عندي بيستنكر عليا كلامي، فاكر المكالمة اللي بيني وبينو وهو بيقوللي انو ضد تكوين حزب وفضل معرض عن العمل في الحزب لفترة كبيرة جدا وكان بيقوللي علي سبيل الهزار: أنا مليش دعوة بشغل الحزب بتاعكو دا يا عم !
النهاردة الأخ بيأيد قرار الدعوة بتأييد السيسي رئيسا للجمهورية !!
عموما أحب أقول للأخ اللي علي الدفة، حاسب من جبل التلج اللي هيقابلك.
- المصدر: الإسلاميون
المصدر
- مقال:د. دسوقى أحمد يكتب : الغرق بمحض الارادة.. قراءة لإنحراف حزب النور موقع: إخوان الدقهلية