د. حبيب: علاقة الإخوان بالرئيس تزداد إيجابيةً بالحرية

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
د. حبيب:علاقة الإخوان بالرئيس تزداد إيجابيةً بالحرية

كتب- محمد الشريف

علاقة الاخوان بالرئيس

الدكتور محمد حبيب

أكد الدكتور محمد حبيب - النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين- أن العلاقة بين الإخوان والرئيس تزداد إيجابيةً مع اتساع مناخ الحرية، وقال- في حوار مع جريدة (المصري اليوم) القاهرية-: "الرئيس المصري هو رئيس كل المصريين، ونحن حريصون على الحفاظ على مكانته، وألا يكون بيننا وبينه أي نوع من أنواع الاحتقان، كما أننا حريصون على أن نوجِّه نُصحنا ورؤانا وأفكارنا له بالأدب والخلق الذي عُرف عن الإخوان".

مضيفًا: "وكما أن للسيد الرئيس مواقف جيدة نثمن عليها فإننا نختلف معه في بعض المواقف الأخرى، لكن دون الخروج عن أدب الحوار والاختلاف الذي يليق برئيس الدولة.. ونحن جزء من هذا الشعب، ونحن من ثمَّ حريصون على أن نقول رأينا بكل شجاعة في كافة القضايا من أجل صالح مصر، دون أن نستفزَّ أحدًا أو نُستدرَج لاستفزاز أحد".


الاسلام هو الحل

وحمل حبيب على بعض الفئات التي تسعى لإثارة الغبار حول العلاقة بين الإخوان ورئيس الدولة، مطالبًا هذه العناصر أن تتقي الله- عز وجل- في وطنها وفي شعب مصر، مؤكدًا أن شعب مصر لن يُصلحَه إلا الإسلام وقيمه وأخلاقه وأعرافه".

وعن موقف الإخوان من اتهام الرئيس مبارك لهم بالإرهاب في تصريحات لمجلة (دير شبيجل) الألمانية قال الدكتور حبيب : "الرئيس ابتداءً كان يجيب عن أسئلة وُجِّهت إليه، وكان واضحًا أن السؤال كان مستفزًّا، فقد حاول أن يربط بين الإرهاب والإسلام، وهذا ما نفيناه واستنكرناه بشدة، وأكدنا أن الإرهاب ليس له وطن أو جنسية أو عقيدة، وأن هناك إرهابيين أمريكان وإيرلنديين وأسبان ويابانيين.. إلخ".

وأضاف: "الرئيس تكلم عن أن هناك "تاريخًا"، واستشهد بحادثتي النقراشي والخازندار اللتين وقعتا في الأربعينيات من القرن الماضي، وهما عمليتان فرديتان استنكرهما الإخوان والإمام البنا في حينها، أما مسألة حادث المنشية فكما ذكر التهامي وغيره أنها كانت "تمثيليةً" حِيكَت فصولُها بليل؛ كي يتم التخلص من الإخوان وإعدام قياداتهم ظلمًا وعدوانًا، والزجُّ بعشرات الآلاف منهم في السجون والمعتقلات؛ بغية الاستئثار بالسلطة والانفراد بالحكم".

وأضاف حبيب أن جماعةً مثل الإخوان زادَ تاريخُها عن 75 عامًا لا يوجد عبرَ تاريخها غيرُ حادثتَين فرديتَين، وهو ما يدل على أنها جماعة بيضاء لا علاقةَ لها بالعنف والإرهاب من قريب أو بعيد، وأضاف وعندما استشْرت أعمالُ العنف بداية التسعينيات وقَف الإخوان منه موقف الاستنكار والإدانة، وحموا مصر وشبابها من الانزلاق في هاوية العنف، وكان لهم دورهم الفاعل في ذلك.


فترات المدِّ والجذر بين النظام والقوى السياسية

واستعرض حبيب فترات المدِّ والجذر بين النظام والقوى السياسية، وقال "في بداية الثمانينيات (نوفمبر 1981م) أفرج السيد الرئيس عن جميع القوى السياسية والحزبية التي تم اعتقالها بأمر من السادات في سبتمبر 1981م، واستقبلهم في قصر العروبة ثم أفرج في 25 ديسمبر من نفس العام عن الأستاذ عمر التلمساني، وتواتر الإفراج بعد ذلك عن باقي الإخوان، وفي 27 يناير كنتُ ضمن مجموعة أفرج عنها".

وأضاف حبيب أن الفترة 82- 1984م اتَّسمت بنوع من التضييق العام على القوى السياسية، ومنذ عام 1984م ومع الانتخابات النيابية التي جرت في نفس العام بدأت مساحة الحرية في الازدياد؛ حيث بلغت أوجَها عام 1987م، وأخذ النشاط الدعوي في النمو والتزايد، واستمر مناخ الحرية هذا حتى عام 1989م حيث زوِّرت انتخابات الشورى بالكامل، وجاءت انتخابات 1990م وقاطَعنا الانتخابات مع كافة القوى السياسية عدا حزب التجمع الذي خرج عن الاتفاق، وكان الهدف من هذه المقاطعة دفع النظام للاستجابة لمطالب المعارضة، المتمثلة في إطلاق الحريات العامة، وإيقاف العمل بقانون الطوارئ، وإجراء انتخابات حرة نزيهة يشرف عليها القضاء إشرافًا كاملاً، غير أن النظام لم يستجب وقد بدأ مسلسل العنف الذي قامت به الجماعة الإسلامية عام 1992م، واستمر حتى عام 94.. وفي خلال هذه الأثناء كان هناك تضييق عام, وفي عام 1994م قُتل المحامي عبد الحارث مدني على يد الشرطة، وأقام المحامون مؤتمرًا عامًا في نقابتهم؛ حيث هتف فيه البعض ضد الرئيس وصُوِّرت الهتافات على أن مجلس النقابة- الذي ينتمي معظمه إلى الإخوان- هو المسئول عنها، وتم على إثرها اعتقال بعض أعضاء مجلس النقابة، وفي عام 1995م جرت المحاكمات العسكرية لعدد 83 من الإخوان، وهو نفس العام الذي أُجريت فيه انتخابات مجلس الشعب، وكان الهدف من ورائها منع الرموز الإخوانية من خوض الانتخابات؛ حيث حُكم على 5 منهم بخمس سنوات سجنًا وعلى 56 منهم بثلاث سنوات.


المحاكم العسكرية آليات تستخدمها أجهزة الدولة للعمل على تحجيم الإخوان

ووصف حبيب المحاكم العسكرية بأنها آليات تستخدمها أجهزة الدولة للعمل على تحجيم الإخوان وتقليص نشاطهم، مشيرًا إلى أن النظام يتبع سياسةً رتيبةً كل عام ونصف أو عامين تتمثل في الاعتقالات المستمرة في صفوف الإخوان، واستبعد د. حبيب فكرة استئصال النظام للإخوان، وقال هذا غير ممكن، موضحًا أن هذه السياسة ثبت فشلُها، فالضربات القاصمة التي وُجِّهت للإخوان في أعوام 48، 49، 54، 65 لم تنجح في استئصال الإخوان، بل زادتها قوةً وصلابةً وانتشارًا..!!

وحول ما يردده البعض من وجود تعاون بين الإخوان والنظام تجلى في تظاهرة (الإستاد) قال الدكتور حبيب : في ظل الأحداث الكبرى التي تمر بالمنطقة- كتلك التي سبقت العدوان على العراق الشقيق- كان لا بد للشعوب أن تعبر عن غضبها، وأن تعلن استنكارها واحتجاجها لما يحدث، خاصةً في ظل تراجع وتشرذم الحكومات والأنظمة العربية، وليس معنى هذا أن تؤدِّي التظاهرات إلى شيوع الفوضى وزعزعة أمن واستقرار الأوطان..

من هنا كان من الضروري أن يقوم الإخوان بالتنسيق مع كافة القوى السياسية والوطنية من جانب والأجهزة المعنية من جانب آخر لإقامة هذه التظاهرة وغيرها من التظاهرات.. نحن حريصون على مؤسسات الدولة، وحريصون على أن تقوم مصر بدورها المحوري النهضوي تجاه العروبة والإسلام.

وعن موقف الإخوان من الاستفتاء قال د. حبيب : "نحن نأمل أن يسارع الرئيس مبارك من الآن باتخاذ قرار بإيقاف العمل بالطوارئ، وإطلاق الحريات العامة، وتشكيل لجنة قضائية مستقلة للإشراف على العملية الانتخابية"، مشيرًا إلى أن حالة الانسداد السياسي التي نواجهها هي السبب الحقيقي وراء الفساد المالي والإداري، والأزمات الاقتصادية الحادة، والتخلف العلمي والحضاري الذي تعاني منه مصر.

وشدد د. حبيب على أن الرأي العام القوي والقاعدة الشعبية المستنيرة هي الضمانة الحقيقية لحياة ديمقراطية سليمة، ولو علم النظام من الشعب الإيجابية وتخليه عن السلبية واللامبالاة والإصرار على الدفاع عن حقوقه فسوف يستجيب لمطالبه.

المصدر