د. حبيب: الإخوان المسلمون حريصون على المراجعات ويدعمون التعددية السياسية
بقلم: حسين محمود
- د. محمد سليم العوا: الإمام الشهيد كان مفكرًا وفقيهًا
- صلاح عيسى: البنا شخصية فذة وصاحب كاريزما نادرة
أكد الدكتور محمد حبيب- النائب الأول لفضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين- حرص الإخوان المسلمين على إجراء المراجعاتِ الفكرية، مشددًا على أنَّ الجماعة تدعم التعددية السياسية باعتبارها جزءًا من المنظومة الديمقراطية.
جاء ذلك في ندوة بثتها قناة الجزيرة مباشر الفضائية اليوم الأحد 15 من أكتوبر حول مستقبل الجماعة في ظل مئوية الإمام المؤسس الشهيد حسن البنا ضمت أيضًا الخبير في شئون الجماعات الإسلامية الدكتور ضياء رشوان ورئيس تحرير جريدة (القاهرة) والمؤرخ صلاح عيسى وأبو العلا ماضي.
وأشار نائب المرشد العام إلى أنَّ الثوابت لدى الجماعة قليلة، وإنها تفتح أبوابها أمام كل المتغيرات، مؤكدًا حرص الجماعة على التجديد الفكري وعلى إيجاد "المئات من حسن البنا"؛ وذلك ردَّا على سؤال حول عدم اهتمام الجماعة بالتجديد الفكري وتغليب مسألة السن على النشاط الفكري في اختيار المرشد.
وفي تعليقه على موقف الجماعة من فكرة التعددية الحزبية، أكد الدكتور حبيب أن رفض الإمام الشهيد البنا للتعددية الحزبية كان وليد ظروف عصره، مشيرًا إلى أنه لم يرفض فكرة التعددية ولكنه رفض السلوك السياسي للأحزاب؛ لأنه كان مهتمًا بقضية الاستقلال والتي كانت من الكبر إلى الدرجةِ التي لم تكن الأحزاب في زمن البنا قادرة على تحمل المسئولية فيها.
وفيما يتعلق بمسألة عدم إكمال المشروع الفكري للإمام الشهيد، أوضح أن الجماعة تعرَّضت للعديد من الضربات الأمنية التي أثرت على أدائها بصورةٍ كبيرةٍ إلا أنه أكد أن الضربات التي تعرضت لها الجماعة كانت أية واحدة منها كافية للقضاء على أية جماعة أخرى إذا ما تعرَّضت لها لكن جماعة الإخوان المسلمين استطاعت أن تواصل مسيرتها السياسية.
أما الكاتب صلاح عيسى فقد أكد أن الإمام الشهيد حسن البنا كان شخصية فذة ونادرة، مشيرًا إلى أن أية عيوب يمكن ملاحظتها على فكر الجماعة ترجع إلى عدم وجود فرصة أمام الإمام البنا لإدراكها بسبب استشهاده بعد عملية الاغتيال التي تعرَّض لها في العام 1949م؛ ذلك في مرحلةٍ مبكرةٍ بعد تأسيس الجماعة.
وحول المشروع الفكري للجماعة، قال عيسى: إن البنا كان "منظمًا عبقريًّا ومحركًا جماهيريًّا جيدًا"، لكنه أشار إلى أنه لم يؤسس مشروعًا فكريًّا في بداية تأسيس دعوة الجماعة؛ منعًا للتفرقة بين المسلمين ولكنه كان سيعمل على ذلك في المراحل التالية، ووجه عيسى انتقاداتٍ لما رأى أنه عدم قدرة الجماعة على إجراء المراجعاتِ الفكرية؛ حيث يرى أن المراجعات تتم من الأوساط المرتبطة بالإخوان ولكن من خارجِ الجماعة.
وفي مداخلته، قال الدكتور ضياء رشوان- الخبير في شئون الجماعات الإسلامية- إنه قبل التعرف على ملامح المشروع الفكري للإخوان المسلمين يجب تعريف مضمون تعبير المشروع الفكري وزعم في هذا السياق أن البنا لم يكن مفكرًا متخصصًا بل كان خبيرًا في علوم اللغة؛ وذلك بسبب دراسته في كلية دار العلوم لا في الأزهر الشريف، وبالتالي لم يؤسس مشروعًا فكريًّا واضحًا، لكنه أسس مدرسة الإخوان المسلمين التي تضم عددًا من المفكرين وعلماء الدين الإسلامي من خارج أوساط الجماعة.
وطلب رشوان الجماعة بإجراء مراجعاتٍ فكريةٍ كبيرةٍ وبخاصة فيما يتعلق بما يرى أنه فوارق بين فكرِ الإمام الشهيد حسن البنا والشهيد سيد قطب وبخاصة فيما يتعلق بفكرة الجهاد.
لكن الأستاذ أحمد سيف الإسلام نجل الإمام الشهيد اعترض في مداخلةٍ هاتفيةٍ على أنَّ هناك العديدَ من الكتب التي لم تُنشر، مشيرًا إلى أن تراث البنا منشور في العديدِ من الدوريات، كما انتقد رؤية رشوان بأن البنا لم يكن مفكرًا، مشيرًا إلى أنَّ للإمام الشهيد العديدَ من التنظيراتِ الفكرية إلى جانب دوره في تطوير الأدبِ الإسلامي النقي.
وبخصوص رؤية مستقبل الجماعة فكريًّا بعد 100 عام على استشهاد الإمام البنا، قال الداعية الكبير الأستاذ فريد عبد الخالق- أحد مؤسسي الجماعة-: إن الموضوع يحتاج إلى العديد من الدراسات والمراجعات التي أكد أنها بدأت في حياة الإمام الشهيد نفسه.
وأوضح المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا- الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- أن الإمام الشهيد وضع أسسًا للإطارِ الفكري.
- المصدر :د. حبيب: الإخوان المسلمون حريصون على المراجعات ويدعمون التعددية السياسية موقع إخوان أون لاين