د. توفيق الشاوي : مهندس الشورى .

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
د. توفيق الشاوي : مهندس الشورى .
توفيق الشاوى.jpg

موقع المستشار - عبد الرحمن هاشم .

النبذة :

وقف على شاطئ طنجة بالمغرب ونظر إلى أمواج البحر وكتب هذه السطور : وقفت على شاطئ البحر أرقب أمواجه تتسابق على الشاطئ في عزم وإصرار وتتابع لا نهاية له . وقلت في نفسي : إن أجيال المجاهدين سوف تتوالى ولن تتوقف وكلما انتهى جيل سوف يليه جيل آخر . إن هذه الأمة باقية طالما بقي هذا البحر

عقدت جمعية " مصر للثقافة والحوار" ب القاهرة مؤخرا ندوة لتكريم العلامة الراحل الدكتور توفيق الشاوي شارك فيها تلامذته ومحبيه.

في البداية سرد الدكتور إبراهيم البيومي غانم أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ب القاهرة رحلة حياة الدكتور الشاوي في سطور قائلا :

ولد الدكتور توفيق محمد إبراهيم الشاوي عام 1918 بقرية الغنيمية – مركز فارسكور – دمياط وحصل على الشهادة الابتدائية بتفوق في دمياط .

ثم التحق بالمدرسة الثانوية بالمنصورة وحصل منها على الشهادة الثانوية وكان ترتيبه الثاني على القطر المصري.

ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة وحصل على ليسانس الحقوق بتفوق وكان ترتيبه الثاني ولما فتح باب البعثات في عام 1945 م سافر إلى فرنسا لدراسة الدكتوراه في جامعة باريس، وحصل عليها في نهاية عام 1949 م ليعود إلى مصر، ويعين مدرسا بكلية الحقوق بجامعة القاهرة ..

قبل سفره كان قد عُيِّن وكيلا للنائب العام لمدة سنتين قبل أن ينقل منها إلى الجامعة في عام 1944 م . . في عام 1954 م أُبعد عن الجامعة مع عدد كبير من الأساتذة ، فاستدعته الحكومة المغربية للتدريس في كلية الحقوق بجامعة محمد الخامس بالرباط ، ثم انتقل منها إلى تدريس الفقه المقارن في جامعة الملك عبد العزيز بجدة،ثم أعيد لكلية الحقوق بجامعة القاهرة في عام 1974 م،

وبعد تقاعده استمر يعمل في المحاماة والاستشارات القانونية .

وتابع د. غانم : هذه هى مسيرة العلامة توفيق الشاوي كأستاذ للقانون في مصر والمغرب و المملكة العربية السعودية ، إلى جانب هذه المسيرة الطويلة كأستاذ جامعي فإن له دور كبير في طريق العمل للصحوة الإسلامية في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي :

ففى عام 1956 م كان المغرب و تونس قد أعلنتا استقلالهما، ودعاه أصدقاؤه من الوزراء المغاربة إلى مشاركتهم في إعداد النظم والقوانين الحديثة، ثم عين قاضيا بالمحكمة العليا بالرباط عام 1959 م، ثم أستاذا بجامعة الملك محمد الخامس ، ثم مستشارا بالمجلس الأعلى لمحكمة النقض المغربية ، ثم مستشارا قانونيا للبرلمان المغربي.

في المملكة العربية السعودية

ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية في عام 1965 م، حينما تعاقدت معه وزارة البترول كمستشار قانوني لإدارة الثروة المعدنية في جدة .

ثم عينه جلالة الملك فيصل رحمه الله عضوا بالمجلس الأعلى لجامعة الرياض .

وفى عام 1966 م أعطاه الجنسية السعودية، كذلك عين أستاذا للقانون والفقه المقارن بكلية الاقتصاد بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، واستمر يتعاون مع الأمير "محمد الفيصل" في مشروعه لإنشاء مدارس المنارات وإدارتها ابتداء من عام 1971 ، والاتحاد العالمي للمدارس العربية الإسلامية الدولية الذي أنشئ تحت إشراف منظمة المؤتمر الإسلامي وحكومة المملكة العربية السعودية عام 1976 م .

وبأمر من الملك "فيصل" تعاون مع "تنكو عبد الرحمن" عندما كان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي في إعداد اتفاقية تأسيس البنك الإسلامي للتنمية، ثم شارك الأمير "محمد الفيصل" وأصدقاءه من دعاة الاقتصاد الإسلامي في تأسيس بنك فيصل الإسلامي بالخرطوم و القاهرة ، وبقى عضوا بمجلس إدارة هذا البنك عشر سنوات،مما أدى به إلى نشر ثلاث كتب عن الاقتصاد الإسلامي في التطبيق، أولها كتابه عن تأسيس بنك فيصل الإسلامي ونظامه الأساسي، وثانيهما عن اقتصاد المستقبل ومحاولات إنشاء مؤسساته من عام 1960 إلى عام 1974 م ،وأخيرا كتابه عن بنك التنمية الإسلامي ونظامه الأساسي الذي شارك في إعداده من عام 1971 إلى 1974 م .

توفي يوم 8 أبريل 2009 م عن عمر يناهز 91 عاما وتم تشييع جنازته بمسجد الفاروق بحي المعادي ب القاهرة .

عاش لأمته

وقال الدكتور محمد سليم العوا الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين : يصدق على فضيلة الراحل الدكتور توفيق الشاوي القول " كان أمة وحده "، فهو رجل كسبناه ولم نخسره ولم تقع قضية من قضايا المسلمين إلا كان من أسرع الناس تواجدا في ساحتها والتعرف على حقيقتها .

كما كانت النظرة المستقبلية فكرة مركزية في حياته وفي أعماله ومؤلفاته وكذلك المؤسسات التي أنشأها أو ساهم في إنشائها .

كما أن فكرة تمييز الدعوة الإسلامية عن العمل السياسي المستند للمرجعية الإسلامية وليس الانفصال عنه كانت من آراؤه المستقبلية .

عاش قضايا تحرير المغرب العربي كما لم يعشها أحد ولم يكن ينافسه في ذلك سوى المستشار صالح أبو رقيق .

معالم جهاده

وأشار الدكتور محمد عمارة المفكر الإسلامي وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف إلى أن كتاب الدكتور توفيق الشاوي " 50 عاما من العمل الإسلامي " يعد ديوان جهاد ، قرأته مرتين ، مرة قبل طبعه لمراجعته بتكليف منه ، ومرة بعد طبعه لأستخلص معالم جهاده وأوجز هذه المعالم في إشارات :

ـ هو مفكر ومجاهد استراتيجي عاش لثلاثة أهداف : تحرير الأوطان ـ توحيد شعوب الأمة الإسلامية ـ إنهاض هذه الأمة .

ـ تفتح وعيه العالمي والأممي بالمعنى الإسلامي وهو في المرحلة الابتدائية حيث سمع عن الجزائر من كتابات محمد عبده وتعرف على ثورة عبد الكريم الخطابي وتعرف على دعوة الإخوان المسلمين عن طريق مقال قرأه لمصطفى صادق الرافعي عن جهود شباب الإخوان في حرب فلسطين تحت عنوان " الأيدي المتوضئة "،كما رأى حقيقة النظام العالمي في موقفه من القضية الفلسطينية .

ـ عمل في قسم الاتصال بالعالم الإسلامي وكان معه عدد من المجاهدين في هذا القسم لتحرير أوطان العالم الإسلامي . أما قضية الجزائر فلها محورية ومركزية في نضاله وجهاده .

ـ دعا إلى أن يتعاون الإسلاميون مع الاشتراكيين ومع أي فصيل وطني في قضايا التحرر الوطني .

رجل المهمات

ـ وتابع د. عمارة : كان رجل المهمات ، ففي سنة 1946 كان يستعد للسفر إلى أمريكا لدراسة الاقتصاد فطلب منه الإمام حسن البنا أن يذهب إلى باريس لدراسة القانون الجنائي وليساعد الشيخ أمين الحسيني في الهروب والخروج من فرنسا إلى مصر .

ـ شارك وساهم في أغلب قضايا التحرر الوطني في الأمة الإسلامية ، فلسطين ، سوريا و لبنان ،ليبيا ، الجزائر ، المغرب ، مصر و السودان .

ـ تعلم أن الاستعمار هو الرق المعاصر وأن المنظمة الدولية هي سوق من أسواق الرقيق .

ـ جاهد في ميادين التجديد في الفكر والاستقلال الاقتصادي والتربية والتعليم .

ـ كانت فلسطين قضية مركزية في حياته وبتوجيه من أمين الحسيني مفتي فلسطين رأس جمعية أصدقاء فلسطين العربية في باريس وهو يدرس هناك .

ـ تعرف على قضية تونس من الشيخ محمد الخضر حسين وهو الذي أصبح شيخا للأزهر الشريف بعد ذلك .

ـ كان يدرك أن الهوية الإسلامية جزء أساسي من قضايا التحرر الوطني .

ـ حمل هموم الجهاد المغاربي وكما كان لقاؤه لمفتي فلسطين في 1946 فأيضا كان لقاؤه بمصالي الحاج من أجل الجزائر وكما تسلم أمانة من أمين الحسيني تسلم من شكيب أرسلان أمانة أخرى وهو بعد مفجر التحرر في شمال أفريقيا .

ـ في الشأن الجزائري ، كان مصالي الحاج يلتقي به وظلت علاقاته بحزب الشعب ومن جاء بعده في جبهة التحرير حتى عباس مدني وجبهة الإنقاذ التي يسميها الثورة الثانية.

ـ من معالم جهاده تعامله الوثيق مع الدكتور عبد الرحمن باشا عزام ، وحديثه عنه يجلي جهاد هذا الرجل جلاء واضحا .

ـ التقي عبد الكريم الخطابي وتعلم منه أن الجهاد المسلح هو طريق تحرير أوطان البلاد الإسلامية ، وتعلم أن العمل الوطني هو عمل للإسلام وبدأ يمارسه.

سبب الكراهية

ـ وأوضح د. عمارة أن أمين الحسيني مفتي القدس هو الذي فجر في وعي توفيق الشاوي وقلبه وعقله أصل القضية والصراع وسبب الكراهية فقال له : ألا تعلم يا توفيق أنه أثناء الحرب العالمية الأولى عندما كانت الإمبراطورية العثمانية متحالفة مع ألمانيا وعندما دخلت الجيوش الانجليزية فلسطين( التابعة للدولة العثمانية ) ودخل اللمبي القائد الانجليزي القدس وقال "اليوم انتهت الحروب الصليبية" فرحت الكنائس الألمانية وضربت نواقيسها ابتهاجا بدخول الجيش الإنجليزي القدس رغم هزيمة ألمانيا المتحالفة مع الدولة العثمانية سياسيا وعسكريا والسبب أن هذه الهزيمة تعد أمرا هينا وتضحية مقبولة أمام انتصار الصليبية على الإسلام .

ـ وهو يدرس في باريس اتصل بالدكتور السنهوري وزير المعارف وطلب منه المساعدة في إنشاء مدارس عربية لأبناء العرب المسلمين الذين يعيشون في باريس فأرسل إلى وكيل وزارة الخارجية وأمده بالكتب والمناهج اللازمة وبعد ذلك في سنة 1970 سعى لإنشاء مدارس المنارات الإسلامية ب المملكة العربية السعودية .

ـ كما سعي في إنشاء وتوسعة البنوك الإسلامية ، وإنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي ، والاتحاد العالمي للمدارس العربية الإسلامية الدولية.

ـ ملوك العرب لما له من دور وجهاد لتحرير بلادهم سعوا لدى الرئيس المصري جمال عبد الناصر للإفراج عنه .

ـ يحكي أنه في سنة 1949 وقف على شاطئ طنجة بالمغرب ونظر إلى أمواج البحر وكتب هذه السطور : وقفت على شاطئ البحر أرقب أمواجه تتسابق على الشاطئ في عزم وإصرار وتتابع لا نهاية له .

وقلت في نفسي : إن أجيال المجاهدين سوف تتوالى ولن تتوقف وكلما انتهى جيل سوف يليه جيل آخر .

إن هذه الأمة باقية طالما بقي هذا البحر ، وسوف تحيا ، ثم سألت نفسي : هل هذه مجرد أماني وأحلام أم هو يقين المؤمن الصادق الذي يرى مستقبل أمته ويعمل له .

ـ من أقواله في كتابه فقه الشورى : " الشورى هي الحكم الراشد " ، " إن أمة بلا شورى يمكن أن تتأخر ولا يمكن أن تتقدم " ، " الشورى أساس حقوق الإنسان " ، " الشورى تجفيف لمنابع الاستبداد " ، " المستقبل للشورى ".

ـ من أواخر أقواله رحمه الله : ليس أمامنا إلا الاستمرار وابتكار الأساليب لتحقيق الأهداف .

قالب:روابط توفيق الشاوى