د. الكتاتني: السياحة تحتل اهتمامًا خاصًّا في برنامج"الحرية والعدالة"

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
د. الكتاتني: السياحة تحتل اهتمامًا خاصًّا في برنامج"الحرية والعدالة"
الدكتور محمد سعد الكتاتني، الأمين العام لحزب "الحرية والعدالة"

كتب- إسلام توفيق:

أكد الدكتور محمد سعد الكتاتني أمين عام حزب "الحرية والعدالة"، أن قطاع السياحة له اهتمام خاص لدى الحزب وقياداته، خاصةً أننا على يقين أن قطاع السياحة بكل مكوناته يمثل رافدًا مهمًّا للدخل الأجنبي لمصر، ويعتبر قطاعًا مهمًّا مثل قناة السويس وتحويلات المصريين من الخارج.

وقال خلال لقائه "ائتلاف دعم السياحة في مصر"، أمس، للاستماع إلى رؤية الحزب حول النهوض بالسياحة، إن "الحرية والعدالة" يدرك أن هناك مشاكل تعاني منها مفردات قطاعات السياحة المختلفة مثل قطاع المرشدين وقطاع الفنادق والمنتجعات وكانت محل نظر أثناء وضع برنامج الحزب لتكون جزءًا من المسئولية في الفترة المقبلة وتكون محل تطبيق.

وأضاف: "أدركنا أن المنظومة التشريعية الخاصة بقطاع السياحة بها خلل كبير وتحتاج إلى إعادة تنظيم ونظر فهناك قوانين جاءت في فترات متفاوتة، ولم تراع متطلبات هذا القطاع الحيوي"، لافتًا إلى أهمية النظر إلى قطاع المرشدين السياحيين الذي تحتاج نقابته إلى إعادة نظر وتأهيل.

وكشف د. الكتاتني أن حزب "الحرية والعدالة" أنشأ لجنة فرعية داخل أمانة التخطيط والتنمية بالحزب مهتمة بالسياحة.

وأشار إلى أن قطاع السياحة يحتاج إلى حوار شامل يستمع فيه الجميع إلى حلول، مؤكدًا أن الحزب جلس مع قطاعات كثيرة من المجتمع مثل رجال الأعمال والصناعة، واستطاع أن يخرج من هذه النقاشات بمبادرات تفيد الوطن.

وأكد أنه لا يوجد حزب يستطيع بمفرده أن ينجح في حل مشاكل الوطن ولا بد من التشاور مع أبناء قطاع السياحة لوضع الرؤى والمشروعات، مشددًا على أن حزب الحرية والعدالة مهتم بنهضة قطاع السياحة.

وقال د. الكتاتني: "نحن كحزب الحرية والعدالة نسعى لإقامة دولة ديمقراطية حديثة ونعتز بمرجعيتها الإسلامية وحزبنا لكل المصريين، وليس قاصرًا على أعضاء الإخوان".

واستنكر ما يثار في الإعلام من أن حزب "الحرية والعدالة" لو شارك في الحكومة فسيؤمم السياحة أو يوقفها، نافيًا هذه الاتهامات قائلاً: "هذا الكلام لا أتصور أن يقوله عاقل أو يقوله حزب يتحمل المسئولية".

وأكد أمين عام الحزب أن هذه الاتهامات تقف خلفها خصومات سياسية وحملات إعلامية غير صحيحة، ويجب ألا تأخذ وقتًا من تفكير أناس جادين يتحملون المسئولية.

وفي كلمته، أشار رجل الأعمال حسن مالك القيادي بجماعة الإخوان، إلى أهمية التعاطي مع التحدي الذي تفرضه المرحلة الحالية في مصر والتوافق والحوار من أجل إيجاد آليات لنهضة البلاد في كل المجالات وفي مقدمتها السياحة.

وأكد أن هناك توجه لصناعة دور جديد لرجال الأعمال مختلف عما كان في مرحلة ما قبل 25 يناير بحيث تتطابق مصالح رجال الأعمال مع مصالح الوطن ويشارك الجميع في النهضة، ويصبح له دور هام.

من جانبه، رحب أحمد بلبع عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، بتوجه حزب "الحرية والعدالة" قائلاً: "سعداء أن نسمع أن حزب "الحرية والعدالة" مهتم بالسياحة، وهذا شيء يشجعنا"، مطالبًا بوضع السياحة في أولويات اهتمام الجميع قبل الاهتمام بالصناعة، لما لها من أثر إيجابي سريع على الاقتصاد المصري.

بينما طالب ممثلون عن قطاعات سياحية أخرى بأهمية إتاحة الحرية الشخصية بكل معانيها، وطرح عدد آخر من الأسئلة عن السياحة الدينية وترميم الكنائس الأثرية والسياحية الشاطئية والخمور.

وأوضح د. الكتاتني أن الكنائس والمساجد الأثرية والآثار تراث إنساني وتاريخي، لا يمكن لأحدٍ أن يعبث به بفتوى غير مسئولة هنا أو هناك، وأوضح أن المسلمين الأوائل لما فتحوا البلاد مروا على هذه الآثار، وهم من هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين دون أي اعتراض، مشيرًا إلى أن أحد الجزائريين المتنطعين الذي يلصقون بالإسلاميين أراد أن يغطي أثر لامرأة عارية، فأجابه الشيخ محفوظ نحناح رئيس حركة مجتمع السلم، وهو من الإخوان: "لقد مر من هذا الطريق وعلى هذا الأثر من لم يلفته ما نظرت إليه".

وأكد أن حزب "الحرية والعدالة" يرى أن هذا تراث إنساني، مشيرًا إلى أنه عندما قامت حركة طالبان بتكسير أثر شهير سافر إليها وفد من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الدكتور يوسف القرضاوي، وقالوا لهم: "ما تفعلونه غير جائز شرعًا".

وأشار إلى أن الآثار والمساجد والكنائس تراث إنساني، وما يتعرض منها للتلف يتم ترميمه، ولا توجد مشكلة على الإطلاق فيه، مشددًا على أهمية الحفاظ على التراث الإنساني فليس كل من يختلف مع شيء يزيل تراث ملك للجميع.

وحول السياحة الشاطئية، قال د. الكتاتني: "إن منظومة السياحة الشاطئية من وجهة نظرنا يجب أن تضع في الاعتبار قيم وتقاليد مجتمعاتنا، ويجب أن نضع ضوابط نعلنها سلفًا لمن يريد أن يأتي سائحًا إلى مصر" فهاج بعض الحضور، وقال أحدهم: "دون الخمور والمايوهات السياح مش هيجوا"!، فأجاب د. الكتاتني قائلاً:" أنا لم آتِ هنا لكي أجاملكم، ولا لكي أقول لكم ما لم نعتقده، فنحن في مرحلة تحتاج الوضوح والنقاش والحوار، وما في مصلحة مصر نحن متفقون عليه، ومصر بلد محافظة ولها قيمها وتقاليدها وهناك بدائل تبحث كالشواطئ الخاصة، فلها الحرية الشخصية التي يجب ألا يتتبعها أحد ما لم تضر بالآخرين، أما في الشواطئ العامة فمن واجب الدولة وضع ضوابط"، مشيرًا إلى أن فرنسا بلد الحريات قد أوقفت إحدى القنوات الفضائية حتى لا يتم تصدير مفاهيمها للشعب الفرنسي ولم يعترض أحد.

وأضاف د. الكتاتني: "أنا لم آت اليوم لأحلل أو أحرم، أنا جئت لأبحث معكم مصلحة الوطن في إطار عادات وتقاليد الشعب المصري، وفي إطار مبادئ المرجعية الإسلامية التي يتبناها حزب الحرية والعدالة، ومن وجهة نظرنا فإن الشواطئ المفتوحة للعراة لا تتفق مع قيمنا".

واستطرد قائلاً: "لسنا مع المنع المطلق ولا الإباحة المطلقة، ولا بد من حوار للتوافق وإيجاد حلول في ظل الضوابط التي يتمسك بها حزب (الحرية والعدالة) الذي يهتم بالتنمية السياحة، وما يثار سابقًا جزئية صغيرة، وهناك بنية تحتية وتشريعية يجب أن يلتفت إليها لتحقيق نهضة سياحية مميزة".

ودعا د. الكتاتني إلى التحاور وعقد لجنة مشتركة من قيادات القطاعات السياحة المختلفة مع لجنة السياحة المنبثقة من أمانة التخطيط والتنمية بالحزب؛ لإيجاد حلول للإشكاليات المثارة في قطاع السياحة في ظلِّ قيم وأخلاقيات وتقاليد الشعب المصري، وفي إطار مبادئ الشريعة الإسلامية وهو ما توافق عليه الحضور على أن يكون الموعد عقب عيد الفطر المبارك.

وعن الخمور، قال د. الكتاتني إن الإخوان وحزب "الحرية والعدالة" ليس لهم إسلام خاص أو قوانين خاصة، وإنما الإسلام هو إسلام الجميع، والقوانين وقوانين الدولة، مقترحًا أن يتم عرض إشكاليات قطاع السياحة على مجمع البحوث الإسلامية بصفتها هيئة تتكون من عدة علماء، مؤكدًا أن الحزب سيلتزم بأي فتوى تصدر عن مجمع البحوث الإسلامية حيال أي قضية تعرض عليه في هذا الصدد المثار.

وأكد د. الكتاتني أنه سعيد بهذه المصارحة التي اتسم بها اللقاء في طرح المشاكل، وقال: "دوري وواجبي أن استمع إلى مشاكلهم، ونسعى جميعًا لحلها؛ لأننا حريصون على تنمية وتقدم قطاع السياحة، ولا أحد منا يسعى للإضرار بهذا القطاع الهام".

وشدد د. الكتاتني في ختم اللقاء على أن حزب "الحرية والعدالة" لن يقف عقبة في نهضة البلد، ولكن لا بد من حوار جاد وبنَّاء للخروج بحلول جيدة.

المصدر