د. السيوفي: الوطن هو الخاسر سياسيًّا من غياب الشباب

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
د. السيوفي: الوطن هو الخاسر سياسيًّا من غياب الشباب
07-06-2005

- لا بد من تفعيل دور المؤسسات للنهضة بدرع الأمة الواقي

- لا غنى عن وجود هدف وقضية في الحياة لكل شاب


الشباب

تأتي الإجازة الصيفية وتبدأ معها رحلة المعاناة، وبدلاً من أن يكون الفراغ ثروةً يسعى الإنسان للاستفادة منها يرى البعض أنها عبئًا ينبغي التخلص منه.. كيف يوظِّف الشباب إمكاناتهم وطاقاتهم- وخاصةً في أوقات الفراغ الصيفية- وكيف يستفيدون من أوقاتهم إيمانيًّا وعلميًّا وفكريًّا ودعويًّا؟ وكيف تتم تهيئتهم لتحمل المسئولية في وقت تقف فيه الأمة على أبواب التغيير؟

هذا ما نتعرف عليه من خلال هذا الحوار مع الداعية الدكتور علاء السيوفي (الأستاذ بجامعة القاهرة):

  • الشباب يجد نفسه في الصيف محاطًا بوقت فراغ كبير.. كيف يتم استغلال هذا الوقت للحصول على أكبر قدر من الإستفادة إيمانيًّا؟
في الصيف يكون الترفيه بخروج بعض الأصدقاء إلى المصايف لقضاء فترة استجمام.. بعض الشباب يقضي وقته كله في المصيف، ويتعرض لفتن كثيرة؛ ولأن الشباب هم عصب هذه الأمة فمن ثم لا بد أن يتم استغلال هذا الوقت الاستغلال الأمثل، وأن يكون لكل واحد من هؤلاء الشباب برنامج وهدف واضح ومحدَّد؛ حتى يستطيع أن يصل بنفسه إلى مرحلة من صفاء النفس والقدرة على التعامل مع الآخر.. كذلك لا بد من وجود برنامج تربوي يعتمد في الأساس على وجود صحبة طيبة، إذا رأت الإنسان على طاعة فإنها تعينه وتقوِّيه، وإذا رأته على غير ذلك تأخذ بيده إلى باب الهدى وطريق الطاعة، وأيضًا يجب أن يكون له مع أسرته دور؛ لأن الكثير من هؤلاء الشباب لا يتحملون أية أعباء أسرية، وخاصةً في فترة الدراسة؛ لذلك لا بد أن يقوموا بتحسين علاقتهم مع الوالدين، ويجب أن يدعوا أسرهم إلى بعض الأخلاقيات والسلوكيات الحميدة.
  • ما المؤسسات التي من الممكن أن تدعم الشباب في فترة الصيف؟
هناك المسجد والجمعيات الخيرية التي تقوم بتحفيظ القرآن الكريم؛ حتى يستشعر أنه صاحب رسالة ودور في هذا المجتمع؛ مما يجعله يسعى لإثبات ذاته، وأفضل وظيفة يتمنى أن يمثلها هي وظيفة الأنبياء الذين يهدون الناس ولا يريدون من أحد جزاءً ولا شكورًا، كذلك إعطاؤهم الثقة والفرصة في تعليم الأطفال الأخلاق الحميدة، واستشعار حديث النبي- صلى الله عليه وسلم- "لأن يهديَ الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من حمر النعم"، وأن يستشعروا أنهم حملة هم الأمة وأنهم ضميرها النابض.
كما أن هناك بعض مراكز الشباب والنوادي الاجتماعية التي تحتاج إلى وجود هذا الشباب للنهضة بمجتمعاتهم ومناطقهم وقُراهم، من خلال عمل برامج هادفة، مثل نظافة الحي والمجتمع، وتوعية الناس بقضايا أمتهم والتحديات التي تواجهها، وعمل الدورات الصيفية في المجالات الرياضية المختلفة.
  • الشباب الجامعي في فترة الصيف يكون بلا عمل.. كيف يستفيد المجتمع من هؤلاء الشباب تنمويًّا وعمليًّا؟
أولاً.. لا بد من رعاية الدولة لمعظم المشروعات التي من الممكن أن تساهم في القضاء على نسبة البطالة المستفحلة، ولا يمكن أن ننكر أن هناك بعض الهيئات والشركات ورجال الأعمال الذين يرصدون جزءًا ليس بالقليل من ميزانيتهم لتوظيف شباب الجامعات، فالمسألة تحتاج إلى من يتبنَّى هذه الجهود، وأيضًا أن يشعر كل فرد أنه مسئول عن هذه المشكلة التي لو اختفت لكان هذا الشباب بحق عماد هذه الأمة ودرعها الواقي.
  • وماذا لو لم يهتم أحد بهؤلاء الشباب خلال فترة الصيف وما يصحبها من فراغ رهيب؟
الخاسر الأول من عدم الاهتمام بهؤلاء الشباب والاستفادة منهم هو الوطن الذي لا يوجد بجسده مكان إلا وبه جرح غائر، فالشباب لديه طاقات هائلة، ولا بد من مساعدته على توظيفها التوظيف الأمثل؛ لأنه لن تكون هناك نهضة إلا بالشباب؛ لأنهم الأقدر على العطاء، وهم أمل الأمة في التقدم خطوات نحو التقدم ورفعة هذا الوطن.
  • غاب الشباب عن المشاركة السياسية في قضايا الوطن المصيرية.. فما هو سبب ذلك؟
أودُّ أن أقول إن المشاركة السياسية بها قصور؛ وذلك لأن الشعب المصري ما زال في حاجة إلى توعية بحقوقه وواجباته، فالدستور يكفل حق التظاهر ويجرم التخريب، فإذا عرف الإنسان هذه الحقوق والواجبات فإن ذلك يكون في مصلحة المجتمع؛ ولأن هؤلاء الشباب لم يجدوا من يأخذ بيدهم إلى الطريق الصحيح زاد خوفهم من بطش السلطات التي تمنع المواطنين من حق العمل السياسي، وتهديدهم بالويل والثبور من مخالفة النظام الحاكم، كما أن شعور هؤلاء الشباب بأن الحال لن يتغير مهما فعلوا جعلَهم يشعرون بقمة الانهزامية والسلبية، وتركوا مقدرات الأمور لفئة معينة تتحكم فيها كيف تشاء، كما أن الشباب عليه ضغوط إعلامية وأمنية وأسرية؛ وذلك لأن الشباب كائن حي يتأثر بما حوله.
  • وما المطلوب من المجتمع لكي يعطي فرصةً للشباب ليشارك في صنع قرار هذا الوطن والتخلص من هذه السلبية وإعداده لحمل أمانة هذا الوطن؟!
أولاً.. لا بد من وجود القدوة، فإذا قام الشباب الملتزم- الذى أنعم الله عليه بنعمة الفهم- بمظاهرة للتعبير عن الرأي وعبروا عنها بصورة حضارية وسلمية، ولا يقومون فيها بتجريح هيئة أو شخص؛ بحيث يتركون نموذجًا مشرفًا يُحتذى به، ويثبتون للأمن والنظام أنهم أصحاب مبادئ، ويعبِّرون عن حقوقهم التي أقرها الدستور، والحكومة عليها دور كبير بأن تفتح للناس الباب وتترك لهم العنان لممارسة حقوقهم السياسية، وأن يعبروا عن آرائهم بسلام، وإذا قام الشعب بمظاهرة فإن من حق الأمن أن يؤمِّن المظاهرة في الإطار الشرعي لا أن يقمعها أو يعتقل متظاهريها.
كما أن غياب الممارسة السياسية داخل الجامعات يؤدي إلى بُعد الشباب عن القيام بأي دور في المجتمع؛ حيث إته منذ أكثر من عشر سنوات الأصل في الانتخابات الطلابية هو الشطب، والاستثناء هو السماح لاثنين أو أكثر بدخول الانتخابات؛ لذلك لا بد من فتح باب الحوار بين الإدارات والطلاب، وإلغاء بعض الأفكار التي تقول إن طلاب التيار الإسلامي متطرفون.. أيضًا لا بد من فتح قنوات عمل لتوظيف الطاقات وتقوية الانتماءات؛ حتى يكتب لهذه الأمة الرفعة والأمن والاستقرار.
  • في بدايات الدعوة حمل الشباب الملتف حول النبى- صلى الله عليه وسلم- عبء هذا الدين فكانت النصرة للشباب وفتَحَ الله بهم العالم، وعبَّدوا العالم لله- عز وجل- أما اليوم.. فأين الشباب من الإسلام ؟
إن الشباب هم عصب هذه الأمة، وأؤكد لك أنه لن تقوم للأمة قائمةٌ بدونهم، والشباب في كل الظروف وفي كل الأوقات هم الذين يعملون جاهدين لنصرة هذا الدين، فهم الأمل في أن يحكم الإسلام دنيا الناس.. أما الشيوخ فهم الملهَمون وهم الجذور وهم أيضًا السراج الذي يوشك أن ينطفئ؛ لذلك لا بد من حدوث التواصل بين الشباب والشيوخ حتى لا تحدث فجوةٌ في التعبير والتفكير، فإذا نظرنا إلى التاريخ الإسلامي ففي غزوة أحد كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يرى أن يقاتل المشركين داخل المدينة في حين رأى بعضُ الشباب أن يكون القتال خارج المدينة.. فما كان من النبي- صلى الله عليه وسلم- المعصوم من الزلل والخطأ إلا أن يرضخ لمطالبهم.
فالشباب في كل أمة لهم دور كبير، وهم الذين يبدأون شرارة التغيير، وهم الذين بيدهم زمام الأمور؛ لأنه إذا أراد الشعب أن ينتفض فإن المنتفضين سيكونون الشباب، وأؤكد أن السبب الرئيس هو بُعد الشباب عن المسرح السياسي؛ لذلك لا بد من التوعية وغرس روح الانتماء والحب الذي سيولد الشعور بالمسئولية، وأن يكون هناك مبدأً وهدفًا.. ليس للشباب فقط وإنما كل العالمين، وإننا نحذِّر ولاة أمورنا من الهجمة الصهيونية الشرسة التي تستهدف شباب الأمة؛ لأنهم يعلمون أن أمةً بلا شباب هي في عداد الموتى.

المصدر