د. البر: الأقصى قضية المسلمين الأولى
بقلم:حمدي عبد العال-أحمد جمال
أكد د. عبد الرحمن البر عميد كلية أصول الدين بالمنصورة أن المسجد الأقصى الذي تعشقه القلوب وتهوى إليه النفوس وتتفطر لأسره الأفئدة هو قضية المسلمين الأولى.
وقال وسط الآلاف في فعالية جمعة نصرة الأقصى بساحة الجامع الأزهر، عقب صلاة الجمعة: إن الإخوان لا ينظرون لقضية فلسطين باعتبارها قضية شعب مقهور أو مجرد قضية إنسانية وإنما تمثل لهم قضية عقيدة وهوية إسلامية.
وحذَّر الصهاينة من تداعيات ما يقومون به، مؤكدًا أنهم مهما حاولوا إشعال الفتن هنا أو هناك وافتعال الأزمات فلن يُشغل المسلمون، وفي طليعتهم الإخوان المسلمون، عن قضية فلسطين، فقلوب المسلمين متعلقة بالأقصى وتشتاق إلى تحريره.
وطالب المسلمين بإعداد الأجيال وتنشئتهم وبنائهم لهذه المهمة الرئيسية هي تحرير القدس والأقصى، مناشدًا المستثمرين الإسلاميين إعمار القدس والمسجد الأقصى باعتباره أعظم استثمار.
وقال د. البر مخاطبًا الصهاينة: إذا كنتم تتوقعون قيام حرب فلا بد أن تكونوا على يقين، فقد أقرَّ ذلك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ولتعلموا أن قدسنا عقيدة ومسألته مسألة إحياء تاريخ، وأن بيت المقدس خير لنا من الدنيا جميعًا.
وطالب بدعم صندوق الأقصى من كل الناس أفرادًا وأسرًا وجماعاتٍ وجمعياتٍ لمساندة المجاهدين حتى يأتي الله بالنصر والتمكين القريب.
وأكد الدكتور جمال عبد السلام عضو مجلس نقابة الأطباء ومقرر الحملة الشعبية لنصرة الأقصى أن الصهاينة يقومون الآن بسياسات إجرامية تهدف لتغيير التركيبة السكانية للقدس الشريف، وما فجَّر الأمر الآن هو سعي اليهود لهدم باب المغاربة الذي احتله اليهود منذ عام 1967م، وتحت باب المغاربة يوجد باب النبي الذي دخل منه في رحلة الإسراء والمعراج.
وأضاف أن طريق تحرير القدس يبدأ من وحدة مصر والشام، وهذا ما قام به صلاح الدين الأيوبي قبل تحريره للمسجد الأقصى.
وأشار د. جمال عبد الهادي أستاذ التاريخ الإسلامي إلى أن الاحتلال الصهيوغربي لأرض فلسطين منذ عشرات السنوات هدد أمن العالم العربي وعرضه للخطر والدفاع عن المسجد الأقصى وأرض فلسطين هو حماية لأمن العالم الإسلامي.
وأكد أن تحرير كامل تراب فلسطين هو واجب على كل مسلم أن يقوم بهذه المهمة، ولا يجوز لأحدٍ أن يبيع ويشتري من الصهاينة، متهمًا الحكام العرب بتفريطهم في أرض فلسطين وتحالفهم مع الأعداء، وكان من هؤلاء حكام مصر الذين دعموا التفاوض في كامب ديفيد وأوسلو وحتى اليوم، وحاربوا المقاومة، فأبناء أوسلو هم مَن قتلوا الشيخ أحمد ياسين.
وأعرب عن رفضه لما تُسمَّى بمبادرة السلام العربية فلا يحق لأحدٍ أن يُفرِّط في أرض فلسطين، مشيرًا إلى أن تحرر الأمة بثورتها على الظالمين والطغاة كان البداية لتحرر أرض فلسطين، والفضل في ذلك يرجع لله أولاً ثم للشهداء الذين سقطوا في مصر واليمن وسوريا.
وقال د. محمد المختار المهدي رئيس الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة إن مصر ستظل هي الصخرة القوية والأبية التي تتحطم عليها أية أهواء تنال من قوتها ووحدتها.
وأضاف أنه لا مجال للتفاوض والنقاش في قضية الأقصى "فقضيته هي قصية موت أو حياة، وأن مشروع الأقصى هو المشروع الذي يوحد المسلمين على مدار التاريخ، ولن يفرط المسلمون في لبنة واحدة من لبناته، وأنه بعد أن تحررت مصر وأصبح للعلماء وللأزهر فيها كلمة مسموعة فإنهم ينادون بالحفاظ على المسجد الأقصى".
وقال: "فالمسلمون مطالبون بالحفاظ على دور عبادة غير المسلمين، فالأولى حفاظهم على المسجد الأقصى الذي هو رمز الهوية الإسلامية، وأنه ميراث النبي صلى الله عليه وسلم وأمته عن بني إسرائيل بعد أن نزعه الله من أيديه لعلمه بأن بني إسرائيل لم يعودوا أهلاً لحمل الأمانة".
وأضاف د.ناجح إبراهيم القيادي بالجماعة الإسلامية أن الأمل في صلاة ركعتين في ساحة المسجد الأقصى عاد من جديد بعد أن استطاع ثوار مصر أن يزيحوا النظام الفاسد المستبد الذي غيب المخلصين، ومن نادوا كثيرًا بضرورة الجهاد وتحرير مقدسات المسلمين.
وأشار إلى أن تحرير الأقصى بدايته من مصر بتحرير إرادتها اقتصاديًّا وبالمحافظة على الأمة وعلى جيش مصر وتماسك نسيجها الاجتماعي ولا بد من محاربة الاستقطابات التي تفكك هذا التماسك لأن تماسك مصر هو بوابة تحرير فلسطين.
وأكد صلاح عبد المقصود نقيب الصحفيين السابق أن شباب مصر الذي يشارك في فعالية نصر المسجد الأقصى يبعث رسالةً للصهاينة أنه لن يحلوا لكم المقام في فلسطين فبعد أن نجحنا في تحرير مصر من الاستبداد فنحن في طريقنا لتحرير فلسطين من احتلاكم.
وأضاف أن شباب مصر أقسموا يمينًا أن القدس وفلسطين في قلوبهم وعقولهم ووجدانهم، ولن ينسوها أبدًا فلك الشباب الذي تسلَّق العمارات لإسقاط علم الصهاينة من سفارتهم على أرض النيل قادرٌ على أن يُحرر القدس الشريف واجتماعهم اليوم هو باكورة الحملة الشعبية لدعم صمود فلسطين ومقاومة تهويد القدس.
وأكد الدكتور صفوت حجازي عضو مجلس أمناء الثورة أنه في زيارته لقطاع غزة وجد الشعار الذي كان يردده الثوار في التحرير "يا زهار قول لهنية أوعى تسيب البندقية"، واقعًا حيًّا هناك، وأن الوفد زار هنية في منزل متواضع وتفقدوا في جولة ليلية كتائب القسام في أماكن مرابطتهم؛ حيث وقفوا كالأسود لا ترى منهم إلا الأعين ينظرون إلى حدود العدو ينتظرون أي حركة ليكون ردهم قويًّا شديدًا، ويعلنوا أن هناك جنودًا مسلمين أقوياء يرابطون في سبيل الله.
وأوضح أنه لن يحرر القدس المفاوضات أو الأمم المتحدة أو المؤتمرات، وإنما يحررها جنود أطهار متوضئون يجب أن يعدوا أنفسهم من الآن للزحف المرتقب وهو قريب.
واختتم المؤتمر د. صلاح سلطان مقرر لجنة الأقصى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي أكد اعتذار العلامة د. يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد الذي حبسه عن حضور المؤتمر مرضٍ أصابه مؤخرًا، وألقى بيان الحملة الذي حمَّلوا فيه قادةَ الأمة المسئولية كاملةً عن كل حجر من الأقصى.
وأضاف أن المقاومة هي الخيار الوحيد لإنهاء الاحتلال الصهيوني وحماية المقدسات، وطالب بوقف كل معاهدات الاستسلام، وطرد السفراء الصهاينة من بلاد المسلمين ووقف كل مظاهر التطبيع مع الكيان الصهيوني، وأن يستعد شباب الأمة للزحف الإسلامي نحو القدس وفلسطين لتحريرها.
المصدر
- د. البر: الأقصى قضية المسلمين الأولى موقع إخوان أون لاين