د. أبو الفتوح: مصر قادرة على مواجهة الاستبداد
كتب- أسامة عبد السلام:
أكد د. عبد المنعم أبو الفتوح أحد قيادات الإخوان المسلمين وأمين عام اتحاد الأطباء العرب أن شعب مصر قادر على مواجهة الفساد والاستبداد، بنضال سلمي قوي يرفض أجندات الغرب والصهاينة، مشددًا على أن ممارسات النظام القمعية لن تستطيع أن تُدخل الوطن والشعب وشباب الحركات السياسة في نفق اليأس.
وشدَّد- خلال ندوة "التغيير في الإسلام.. كيف؟"، التي نظَّمتها لجنة الحريات بنقابة الصحفيين بالتعاون مع اللجنة القومية للدفاع عن سجناء الرأي، مساء أمس بمقر النقابة- على أن مصر يحكمها نظام عبثي لا يحترم القانون أو الدستور، وخطفت عصابته كل شيء، واستحلَّته، بدءًا من تصدير الغاز الطبيعي المصري للكيان الصهيوني بأقل من ثمنه، وبيع ثروات الوطن ومقدَّراته، وبيع الأشقاء في الوطن العربي والإسلامي، وانتهاءً ببيع كرامة الوطن والاستهانة بآدمية الشعب المصري وحقوقه.
وأوضح أن التغيير مرهونٌ بإجراء إصلاحات داخلية ونضال سلمي قوي للفساد والاستبداد وكل معالم التدهور في الوطن التي أوجدها النظام، مشيرًا إلى أنه لن يتأتَّى أبدًا بالتصادم مع النظام وجهازه الأمني.
وطالب د. أبو الفتوح الشعب بالتوحُّد على مطالب التغيير السبعة التي اتفقت عليها القوى الوطنية، كخطوة أولى في إجبار النظام على الاستجابة لمطالب الشعب في التغيير نحو تقويم حالة التردِّي العامة على المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والإعلامي وغيره.
وأضاف أن الإخوان لا يستطيعون التغيير بمفردهم دون الشعب، والذي يقول إن التغيير لا يأتي إلا بتحرُّك الإخوان فقط فهو مخطئ؛ حيث إن مصر لن تكون في يوم من الأيام هي الإخوان، بل هم فصيل وطني مخلص من ضمن فصائل الشعب، ولا يجب أن نلقي على الإخوان حمل التغيير دون إسهام الحركات الأخرى والشعب كله في التغيير.
ورفض أن تُختزل مصر بشبابها وثرواتها وطاقاتها في فصيل الإخوان، قائلاً: إن شعبًا لديه شباب الإخوان و6 أبريل وكفاية لا يتخلله اليأس أبدًا من طول طريق التغيير، داعيًا الشباب والحركات إلى أن لا يفقدوا الثقة في أنفسهم، وأن يستمروا ويخلصوا في حمل أفكارهم ومواجهة بطش النظام وفساده.
ووصف النظام بالغباء لإنتاجه مسلسل الجماعة الذي استهدف النَّيل من الإخوان وتشويه صورتهم قبيل انتخابات مجلس الشعب القادمة، بينما في الحقيقة هو أكثر من مكسب للإخوان؛ حيث دعَّم اتساع رقعة التأييد للإخوان والبحث عنهم وأفكارهم ومعرفة تاريخ تأسيسها ونشأتها حتى هذا الوقت، مشيرًا إلى أن المسلسل الذي أُعدَّ بصياغة أمنية أكسب الإخوان دعمًا شعبيًّا كبيرًا لم يكن في الحسبان.
وأوضح د. عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بـ(الأهرام) أن مسألة التغيير في مصر تتعلق بضرورة تقليص سلطات وصلاحيات رئيس الجمهورية، إلى جانب النظر إلى نطاقين مهمين، سواء حول الأزمات التي يتعرَّض لها الشعب في ظل النظام الراهن أو المستوى الذي يجب لمصر، من ريادة النظام للمنطقة في حل قضايا العالم العربي والإسلامي، بعد أن تخلَّت عن هذا الدور، إلى جانب النظر إلى العوار الواضح في الدستور المصري؛ الذي يحول دون تحقيق أية درجة من درجات التغيير.
وأشار إلى ضرورة التغيير، بدايةً من النظام السياسي، ثم يتبعه بعد ذلك تغيير المؤسسات بناءً على أنه "إذا صلح الرأس صلح الجسد"، مؤكدًا ضرورة استجابة النظام لمطلب الشعب في تعديل الدستور على أن يكون هناك تداول للسلطة مع التعددية الحزبية، بخلاف ما يهدف إليه النظام حاليًّا من تكريس بقائه وتقييد السلطة على أفراده بسنِّه مواد لمعايير محددة لا تنطبق سوى على جمال مبارك ومن حوله فقط للترشح للرئاسة.
وطالب النائب يسري بيومي عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بضرورة إحداث اشتباك، وربط بين النضال الاجتماعي المتمثل في المظاهرات التي يقودها العمال والطبقات الفقيرة للمطالبة بحقوقهم، والنضال السياسي النخبي الذي أصبح الآن يضم ائتلاف القوى الوطنية للتغيير، مؤكدًا أن التغيير سيكون مطلبًا قويًّا في حال أصبح النضال الاجتماعي والسياسي كتلةً واحدةً.
واتَّهم النخبة بنسيان العمال وحقوقهم، ما أدَّى إلى تجاهل النظام لهم؛ حيث إنها أكبر طبقة أضيرت بالتحوُّل الاقتصادي وتدهوره؛ ما دفع النظام إلى الإخلال في أداء حقوقه الرئيسية، وهي "حق العمل"؛ حيث يجب على الدولة أن توفِّر العمل لرعاياها، وحقوق الأجر العادل، والراحة والضمان.
وأكد الشيخ محمد الشريف أحد علماء الأزهر الشريف أن التغيير من فرضيات الإسلام والضرورات الوطنية، وسمة من سمات أبناء القرآن الكريم، مستشهدًا بقوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ (الرعد: من الآية 11)، موضحًا أن التغيير ضروريٌّ وحتميٌّ لمواجهة نظام فاسد، محروس بالفساد، يفتي له أهل الفساد، ويطيل عمره المفسدون.
المصدر
- خبر:د. أبو الفتوح: مصر قادرة على مواجهة الاستبدادإخوان أون لاين