د.عاطف عضيبات: اعتقالات الأردن رسالة من النظام للإخوان!
من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
[19-09-2004]
محتويات
مقدمه

حوار- محمد هاني
قامت قوات الأمن في الأردن مؤخرًا بحملة اعتقالات طالت عددًا من قيادات وعلماء ورموز جماعة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي وعددًا من العلماء والدعاة بتهمة الدعوة والوعظ والتدريس في المساجد، وقدْ أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بيانًا بهذا الحدث استنكرت فيه هذه الاعتقالات، وقد التقينا بالدكتور عاطف عضيبات عميد الدراسات العليا والتدريب ومدير عام المركز الإقليمي للأمن الإنساني بالمعهد الدبلوماسي الأردني والناشط في مجال حقوق الإنسان مؤخرًا بالقاهرة، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع السياسي من جامعة جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة، ويعمل أستاذًا جامعيًّا منذ العام 1984م في جامعة اليرموك بالأردن وله عدد من المؤلفات المحفوظة في المعهد الدبلوماسي الأردني، وكان معه هذا الحوار.
نص الحوار
- بداية.. كيف ترى قضية اعتقالات إخوان الأردن التي حدثت مؤخرًا هناك؟؟ وما الأسباب الحقيقية لهذه الحملة؟
- لا شك أن حركة الإخوان المسلمين بالأردن وجبهة العمل الإسلامي يعتبران من أهم الفصائل السياسية داخل الأردن، فلقد استطاعوا أن يتغلغلوا داخل الشارع الأردني ما يُمَكِّن لهم توسيع قاعدتهم الشعبية، وعلى المستوى السياسي استطاعوا الوصول إلى أفضل المراكز السياسية والنيابية حتَّى داخل مقاعد الحكومة,
- ونحن كحركات لحقوق الإنسان نستنكر حملات الاعتقالات والقمع التي طالت ما يقرب من 40 شخصية من رموز الأمة, وأعتقد أن الأسباب التي تكمن وراء تلك الحملة ترجع إلى محاولة من النظام لتوجيه رسالة إلى صفوف الإخوان بالأردن تحت قيادة الأستاذ عبدالمجيد الذنيبات- مراقب الإخوان بالإردن- وبقية الفصائل السياسية والبرلمانية الذين يشكلون أكبر معارضة لسياسة النظام الأردني وتقديم النقد دائمًا للسياسات والقرارت الحكومية الخاطئة, وأنا أعتقد أنَّ هذا التحليل الأقرب إلى الصواب بعيدًا عن قضية المنابر والخطابة.
معايير حقوق الانسان فى الوطن العربى
- وكيف تشرحون معايير حقوق الإنسان في العالم العربي في ظل هذه الظروف التي تمر على المنطقة العربية؟
- أعتقد أنَّ هذه المعايير في العالم العربي بدأت تلمس رغبة حقيقية في جعل قضية حقوق الإنسان قضية مركزية، وهذه الرغبة بدأت تنعكس في بعض الإجراءات، ونلاحظ أنه في كثير من الدول العربية بدأت تظهر مؤسسات لبلورة حقوق الإنسان، كما حدث في مصر مؤخرًا من إنشاءٍ للمجلس المصري لحقوق الإنسان، وكما حدث في الأردن قبل ذلك من إنشاءٍ للمركز الوطني لحقوق الإنسان، وكما يحدث الآن في كثير من دول الخليج العربي، إذنْ فقد أصبحت القضية الآن هي القضية الأهم والقضية المطروحة حاليًا على الساحة بلا منازع، وهي الأساس وبكل تأكيد هذه القضية ستنال مزيدًا من الجهد والوقت معًا، وأعتقد أنه في المرحلة القادمة ستشهد المزيد من الاهتمام.
- إذنْ أنت تعتبر ذلك إنجازات تحققت لحركة حقوق الإنسان العربية الآن؟!
- بلا شك- بلاشك- فهي إنجازات لا يمكن الاستهانة بها تحت أي ظرف.
- ولكن البعض يقول إن هذه الإنجازات تمَّت تحت وقع الأقدام الأمريكية، فما هو إذنْ ردكم على ذلك؟
- أنا أعتقد أنَّ هذا من الظلم أن نعتقد أن حركة حقوق الإنسان التي بدأت منذ عقود طويلة أن يُقال عنها أنها جاءت نتيجة ضغطٍ أمريكي، فهذا يعني أنها جاءت قبل بضعة أشهر فقط، ولكن حركة حقوق الإنسان عربية ويتجاوز عمرها الآن أكثر من عدة عقود، وطبيعة الأشياء مع هذا الانفتاح الكبير أن تكون نتيجة للأحداث الجسام التي تتعرض لها المنطقة أن تنشط هذه الحركة، ولكن لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال تضييع هذا الجهد أو نسبه إلى جهة أخرى قارية، ولولا هذا الجهد الذي بُذل لما ظهرت حركات للمطالبة في السعودية أو غيرها من الدول العربية الأخرى، وأنا لا أريد أن أتحامل على السعودية أو على أي أحد، ولكن المطالبات في السعودية بإنشاء جمعيات أهلية وجمعيات حقوق إنسان كانت قبل هذه الأحداث المؤسفة وقبل 11 سبتمبر نفسها، وهذا كان حق كفله القانون للمواطن السعودي أو العربي ولم يكن نتيجة لأي ضغط أمريكي، وبصراحة الضغط الأمريكي هو جزء من اتجاه عام وهو تزامن مع مطالبات أمريكية، ولكن لا أعتقد بأي حال من الأحوال بأن قضية حقوق الإنسان لم تجئ برغبة أمريكية، ولولا وجود التربة الصالحة لذلك لما دعت أمريكا أصلاً إلى ضرورة العمل بتلك الحقوق، فكيف يمكن لهذا الشيء أن ينبت دون وجود التربة، ولذلك ففي بعض الأوقات قد تأتي الدعوة من شخص معين لطرف آخر ولكن لابد من القابلية لدى الطرف الآخر حتى تتم العملية، وقد أصبح هناك شعور متزايد بأنه دون تفعيل حق الإنسان لن يمكننا تجاوز أزماتنا المتفاقمة بين الحين والآخر في أي زمان ومكان
اولويات حركات حقوق الانسان
- وما هي إذن الأولويات التي يجب على حركات حقوق الإنسان اتباعها في المرحلة القادمة؟
- أعتقد أنه في المقام الأول أن تجعل من قضية حقوق الإنسان مركزية وليست هامشية، وأن تجعلها الشغل الشاغل ومحور السياسات ومحور للحديث الوطني وفي الوقت نفسه الذي تنجح فيه هذه الحركات في جعل القضية مركزية.
- وماذا عن حرية الصحافة والإعلام في العالم العربي والمجهودات التي بذلتموها أنتم بالمقابل في الأردن لإطلاق الحريات الصحفية؟
- يا سيدي لا يمكن الحديث عن حرية الصحافة أو الحريات الأخرى بمعزل عن الحريات العامة فعندما تتكرس الحريات العامة وعندما تكون قضية الحرية مصانة فإن الجامعات تتحرك والطلاب يتحركون وكل مَن بالشارع العربي يتحرك؛ ولذلك لا يمكننا أن نتحدث عن حرية الصحافة فقط في مجتمع لا يؤمن أصلاً بحقوق الإنسان الأساسية في المقام الأول، وهذا الجزء هو من مظلة كبيرة وهي الحريات العامة وهذه الحريات العامة يتفرع منها ما تقول، ولكنَّ هناك إيمانًا قائمًا على ثوابت في مبدأ الحرية وعلى مسئولية وعلى أساس أن الإعلام لا يعني الفوضى أو التحرر من الأخلاق العامة وخصوصية وثوابت المجتمع، ففي بعض الأحيان الناس يعتقدون أن الحرية هي أن تفعل أنت ما تريد وكل شيء، ولكن هذا غير صحيح، ولكن الحرية أن لا تفعل ما يتعارض وثوابت أي مجتمع لأنك لست وحدك في ذلك.
- وهل تعتقد أن مواثيق حقوق الإنسان العربية تحديدًا مازالت بحاجة ماسة للمراجعة الآن وفي هذه الفترة تحديدا؟
- لا شك- لا شك أن هذه المواثيق تحتاج لوقفة، ونحن مسرورون جدًا الآن أن طُرحت مواثيق حقوق الإنسان العربية، وقد تمَّ إقرارها من خلال المجلس الدائم لحقوق الإنسان في الجامعة العربية وفي عمان هناك مؤتمرات قادمة وستناقش المواثيق وعلى كافة المستويات برؤية مقارنة وواضحة للغاية.
المصدر
- حوار: د.عاطف عضيبات: اعتقالات الأردن رسالة من النظام للإخوان! موقع اخوان اون لاين