داوود عبدالله: تفجيرات لندن أضرَّت بالمسلمين
من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
حوار: عمر مهدي
لم يكد مسلمو بريطانيا يفيقون من تداعيات أحداث 11 سبتمبر على وجودهم ومكانتهم في بريطانيا حتى جاءت التفجيرات إلى قلب العاصمة البريطانية لندن ذاتها، ويكون المسلمون فيها المتهم الأول!!
حول تداعيات تلك التفجيرات على وضع المسلمين في بريطانيا واستراتيجيتهم لمواجهتها اتصلنا بالدكتور داوود عبدالله- مساعد رئيس مجلس مسلمي بريطانيا- فكان ذلك الحوار.
- بداية ماذا كان موقف مسلمي بريطانيا من التفجيرات الأخيرة؟
- المسلمون البريطانيون صدموا بعمق وروّعوا بالهجمات، وقامت جميع المؤسسات الإسلامية المعبِّرة عنهم- ومنها المجلس الإسلامي- بإدانة هذه التفجيرات بشدّة وبشكل صريح؛ لأنها أدت إلى قتل أناس أبرياء ومنهم مسلمون، وهو ما يخالف تعاليم الإسلام التي تحرم أن يتحمل الأبرياء مسئوليةَ جرائم المذنبين "وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى".
- أما أولئك الذين برَّروا جريمتهم بأن سبب التفجيرات هو دخول بريطانيا في الحرب ضد العراق فيجب أن يتذكّروا أنّ الجمهور البريطاني الساحق كان ضد الحرب، والمظاهرات الأكبر ضدّ الحرب في أوروبا خرجت من بريطانيا.
- وهل تأكد فعلاً تنفيذ مسلمين لها؟
- التحقيقات مستمرة، لكن كلّ التقارير التي أصدرتها الشرطة البريطانية اتهمت أربعة شباب مسلمين بتنفيذ التفجيرات.
- وكيف ترى انعكاس هذه التفجيرات على وضع المسلمين في بريطانيا؟
- يجب أن تعلم بداية أن أحداث11 سبتمبر كانت البداية لسوء أوضاع مسلمي بريطانيا؛ فقد حدث ما يشبه الهجمة الإعلامية وكذا بعض شرائح المجتمع ضد كل ما هو إسلامي،
- بل إن بعض السياسيين البريطانيين- لمصالح بعينها- حاولوا إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين لتبرير بعض سياساتهم.
- وبدأت الشرطة البريطانية تزيد من عمليات توقيف واعتقال المسلمين، بل واحتجازهم لفترات طويلة دون محاكمة، واستغلت في ذلك قوانين مكافحة الإرهاب الجديدة، وتمَّ تجريم أكثر من 21 منظمة ومؤسسة إسلامية بتهمة الإرهاب، رغم أن 17 منظمة منها على الأقل هي حركات مقاومة ضد الاحتلال في بلادها, كل ما سبق نشر القلق في صفوف المسلمين الذين أصبحوا مستهدفين من الشرطة والقانون!.
- ولكن الجانب الإيجابي في ذلك أن المسلمين البريطانيين أصبحوا أكثر إدراكًا لهويتهم الدينية، خاصةً وأن أكثر من 50% منهم وُلدوا وعاشوا في بريطانيا، أي مليون مسلم تقريبًا، ومن ثَمَّ هم يرون أنفسهم مواطنين بريطانيين لهم حقوق وعليهم التزامات متساوية مع غيرهم من البريطانيين غير المسلمين، وليس هناك تناقض بين هوية المسلمين الدينية والوطنية.
- أما التفجيرات الأخيرة التي جاءت في قلب لندن فقد أدّت إلى العديد من الهجمات على المسلمين ومساجدهم في كافة أنحاء البلاد؛ فقد قام بعض المهاجمين بإلقاء الزجاجات الحارقة على منازلهم أو كسر نوافذهم أو كتابة الشعارات العنصرية في الأماكن العامة ضدهم، وقُتل مسلم في نوتينجهام الثّلاثاء الماضي.
- أما الحكومة البريطانية فقد أعدَّت قوانين جديدة بدعوى مكافحة الإرهاب، والسيطرة على المساجد من ناحية التحكم فيمن يتولى الخطابة والوعظ فيها أو حتى تحديد ما يقال!.
- وكيف سيواجه المسلمون هذه التداعيات؟
- أولاً : المسلمون يواجهون هذه التحديات بالإيمان القوي بأن الله سيدافع عنهم.
- ثانيًا : يواجهون هذه التحديات بعزيمتهم القوية للبقاء متّحدين، والتعاون في كلّ شيء
قانوني وشرعي وتجنّب ارتكاب أي جرائم أو ما يؤدي إلى عداوات.
- ثالثًا: العمل قدر الإمكان على تبديد التصوّرات الخاطئة حول الإسلام.
- رابعًا: يجب علينا كمسلمين ألا نستسلم لتلك التداعيات وألا نُجبر على الانسحاب من المجتمع، بل يَجِبُ أَنْ :نَستعملَ كُلّ الوسائل والسبل الممكنة والمتاحة للمُشَارَكَة في الحيّاةِ السياسيةِ والاجتماعيةِ في بريطانيا للتَرويج :للفَهْم الصحيح للإسلام، وتحقيق الصالح العام.
- ومن فضل الله علينا أن الجالية المسلمة تمتلك ثروة في المواهب والقدرات، يتزامن معها دور متزايد لمؤسساتِنا الإسلامية ورغبتها في مزيد من العمل والحركة والحوار، وأَنا واثق بأنَّنا سننجح بإذن الله في تحقيق الفَهْم الأفضل والصحيح لحقائق الإسلام.
- هل هناك خطر على وجود المسلمين بسبب تلك التفجيرات أو على مكاسبهم التي تحققت خلال الماضي؟
- لا، ليس هناك خطر على الوجود الإسلامي؛ كما قلت أكثر من 50 % من مسلمي بريطانيا وُلدوا في المملكة المتحدة، ولكن سيكون هناك تحدٍ واحد خلال الأشهر القادمة وهو العمل على استعادة الثقة، وخاصةً ثقة غير المسلمين.
- لذلك يجب أن يستمر الأئمة المسلمون في عملهم في صفوف السجناء داخل السجون البريطانية، وكذا التعاون مع وزارة التربية لتقديم المناهج الإسلامية المناسبة للمدارس، أيضًا يجب الضغط لتقديم تشريعات حماية المسلمين من التمييز إلى البرلمان لإقراره، كل ذلك سيأتي ويتحقق بالحركة والعمل الاجتماعي والسياسي والحوار مع الآخرين وليس بالقنابل.
المصدر
- مقال:داوود عبدالله: تفجيرات لندن أضرَّت بالمسلمينإخوان أون لاين