خالد إبراهيم يكتب: ما أروع الإخوان والشاطر ومرسي!
بقلم:خالد إبراهيم
18-04-2012
وصلت ببعضهم الوقاحة حين ترشح المهندس خيرت الشاطر للرئاسة إلى حد قذفه بأنه "ردّ سجون"، وهو ما يراه أصحاب العقول وسامًا على صدر الرجل؛ لأنه سجن ظلمًا بقرار من محكمة عسكرية لأنه ينادي بالحرية في عهد الديكتاتور المخلوع، ثم يقول عقب استبعاده من الترشح: "لم آت اليوم للدعاية للشاطر، وإنما لنقول للدنيا كلها وللشعب المصري إننا سنعمل لبناء نهضة حقيقية تضمن حياة كريمة لكل إنسان في مصر مهما كانت الصعوبات والمعوقات".
وقد سبق لهم أن ازدروا الأستاذ الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس قسم النبات بكلية العلوم- جامعة المنيا، واستكثروا عليه الترشح لرئاسة مجلس الشعب لأنه ليس قانونيًّا، وها هي الأيام والممارسات العملية تثبت كفاءته وحب واحترام الأعضاء من كافة الأطياف السياسية وتقديرهم له والثناء على إدارته للبرلمان في هذه الظروف الحرجة.
والآن يكررون الأمر نفسه مع المناضل السياسي الأستاذ الدكتور محمد مرسي الحاصل على دكتوراه في الهندسة من جامعة جنوب كاليفورنيا، وأستاذ ورئيس قسم هندسة المواد بكلية الهندسة- جامعة الزقازيق، وعضو مجلس الشعب 2000- 2005م حيث اختير كأفضل برلماني فيه، واختير رئيسًا للكتلة البرلمانية للإخوان، ومسئولاً للقسم السياسي بالجماعة، ثم رئيسًا لحزب الحرية والعدالة الفائز بأعلى الأصوات الشعبية في انتخابات مجلسي الشعب والشورى.
وكل جريمة أو تهمة أو جناية الدكتور محمد مرسي في نظرهم القاصر فهي أنه كان "احتياطيًّا" للشاطر، وهي- لو كانوا يعقلون- الدكتور مرسي، وتحسب له لا عليه.
إن قبول الدكتور محمد مرسي بأن يكون مرشحًا احتياطيًّا متواريًا عن الأنظار، ثم ينزل في هذا الوقت الضيق، وهذه الظروف الحرجة، والمنافسة الصعبة، لهو أبلغ دلالة على العطاء الخالص، والتضحية اللا محدودة، والإيثار، وإنكار الذات، والنزول على رأي المجموع، وتقديم المصلحة العامة على الخاصة.
وإن صبر جماعة الإخوان على ما يصيبها من ظلم واضح لكل ذي عينين، ومحاولاتها المتكررة للإصلاح السلمي، ليبين بجلاء صدقها وحبها لمصر، وإن ترشيحها للدكتور مرسي كاحتياطي ليثبت أنها ليست مجموعة من الدراويش كما يتمنى لها البعض أن تكون، بل هم من خيرة عقول مصر وأكثرهم وعيًا وذكاءً واستنارةً وخبرةً.
ما أروع جماعة يلتف أفرادها حول المنهج لا حول الأشخاص، هؤلاء الذين لا يعرفون الحق بالرجال، ولكن يعرفون الحق فيعرفون أهله، وهؤلاء الذين لا يبالون بالتهم الباطلة الكاذبة التي يصبها عليهم إعلام أفاك أثيم هماز مشاء بنميم.
مصرنا العزيزة محظوظة بهؤلاء الشرفاء الذين ضحوا من أجلها وما زالوا يقدمون الجهد والوقت والمال والراحة لتعود لشعبها الحرية والعزة والكرامة والعدالة، أولئك الكرام الذين يبذلون دون انتظار مقابل حتى لو كان كلمة شكر، فهم يبتغون وجه الله تعالى، بل إنهم ليجازوا على معروفهم بالجحود والنكران والإساءة.
لم أتمالك نفسي ووجدتني أردد بأعلى صوتي مع المهندس خيرت الشاطر وهو يهتف: نعاهد الله على حماية الثورة والدفاع عنها وإسقاط باقي نظام مبارك والهيئات التي تدعمه، وأن نقف صفًّا واحدًا جميعًا لدعم مرشحنا الإسلامي الدكتور محمد مرسي، ونعاهد الله أن نعمل بكل جهدنا لمقاومة التزوير أو شراء الأصوات، وأن نعمل ما استطعنا على فضح التزوير وعملاء الثورة المضادة من الأجهزة والهيئات ووسائل الإعلام المغرضة ورجال الأعمال المفسدين وكل الأطراف الخارجية التي تعمل على محاربة الثورة، نعاهد الله مصريين ومسلمين وأقباطًا شيوخًا وشبابًا ورجالاً ونساءً وصبيةً، والله على ما نقول شهيد، والله غالبٌ على أمره.
المصدر
- مقال:خالد إبراهيم يكتب: ما أروع الإخوان والشاطر ومرسي!إخوان أون لاين