خالد إبراهيم يكتب: أسطورة الإخوان المسلمين
12-05-2014
الأساطير جمع أسطورة، ومعناها المعجمي الذي أقصده هنا: ملحمة أو قصة أو حكاية عجيبة تروي أحداثًا تاريخية واقعية الأصل لكنها تطورت حتى صارت قريبة من الخيال.
وقد وظّف الأدب العربي الأسطورة لاستحضار البطولة الغائبة والحنين إليها،كما حدث مع شخصيات: عنترة بن شداد، وسيف بن ذي يزن، وأبو زيد الهلالي، وزرقاء اليمامة، وبلقيس ...إلخ.
وسواء كانوا محقِّين أو غير محقِّين، فإن عصرنا الحاضر قد شهد إطلاق البعض للقب "الأسطورة" على شخصيات سياسية مثل: جيفارًا، ومارتن لوثر كينج، ومانديلا، وغيرهم، وشخصيات رياضية مثل: محمد علي كلاي، وبيليه، ومارادونا، وزين الدين زيدان، وميسي، وغيرهم، ...إلخ.
وأحسب أن تاريخ جماعة الإخوان المسلمين حافل بشخصيات كبيرة، وقامات عظيمة تستحق عن جدارة أن يُطلق عليها لقب "الأسطورة"، وأظن أن التاريخ الإسلامي سيدوِّن في سجله بأحرف من نور الأقوال والمواقف المشرفة لهؤلاء الكرام، لتدرسها الأجيال القادمة فتقتدي بهم.
وفي نظري، لا يقتصر هذا السجل الناصع على قيادات ورموز الجماعة، بل يضم أعدادًا لا تحصى من جنودها المجهولين، رجالا ونساء وأطفال، شيبا وشبابا، ويأتي في مقدمتهم آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين والمعذبين والمفصولين والمهاجرينوزوجاتهموأبنائهم ...إلخ.
ولأن المقال لن يتسع لسرد جميع الأساطير، أكتفي بذكر بعض النماذج،ومنها:
- - الإمام الشهيد حسن البنا في ظروف بالغة الصعوبة وفي زمن قياسي أسس جماعة انتشرت في أكثر من 80 دولة في العالم، وأعدّ كتائب المجاهدين وأرسلها لتحرير فلسطين، فاغتاله عملاء الصهاينة في مصر، ومن كلماته الخالدة:
- "سيقف جهل الشعب بحقيقة الإسلام عقبة في طريقكم وستجدون من أهل التدين ومن العلماء الرسميين من يستغرب فهمكم للإسلام وينكر عليكم جهادكم في سبيله وسيحقد عليكم الرؤساء وذوي الجاه والسلطانوسيقف في وجهكم كل الحكومات على السواء وستحاول كل حكومة أن تحد من نشاطكم وأن تضع العراقيل في طريقكم".
- "لا تيأسوا فليس اليأس من أخلاق المسلمين وحقائق اليوم أحلام الأمس وأحلام اليوم حقائق الغد ولازال في الوقت متسع ولازالت عناصر السلامة قوية عظيمة في نفوس شعوبكم المؤمنة رغم طغيان مظاهر الفساد والضعيف لا يظل ضعيفاً طول حياته والقوي لا تدوم قوته أبد الآبدين يقول تعالى :{ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ } "
- - المرشد العام الثاني لجماعة الإخوان المسلمين المستشار حسن الهضيبي الذي صبر على محنة العسكر الأولى في الخمسينات والستينات، ومن أقواله الخالدة: "أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم، تقم لكم في أرضكم"، ومن كتبه: "دعاة لا قضاة".
- "- صاحب تفسير "في ظلال القرآن الكريم" الشهيد سيد قطب الذي قال لمن طالبه بكتابة تأييد لحكم العسكر حتى يخفف عنه حكم الإعدام:"إن إِصْبع السبابة التي تشهد لله بالوحدانية في الصلاة لترفض أن تكتب حرفا واحدا تقر به حكم طاغية".
- - المرشد العام الثامن لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، واجه انقلاب العسكر في المحنة الثانية،.
- وقال: "سلميتنا أقوى من الرصاص" وحين سمع الحكم بإعدامه قال: "إننا لم نكن نهذي حين قلنا إن الموت في سبيل الله أسمى أمانينا، والله لا أنكص عن الحق لو أعدموني ألف مرة".
- - وأختم بابن جماعة الإخوان المسلمين البار، الذي اختارته أغلبية الشعب المصري ليكون أول رئيس منتخب انتخابا حرا في تاريخ مصر القديم والحديث، الرئيس الدكتور محمد مرسي، ومن كلماته الخالدة:
- "أنا أمامكم، ثورة 25 يناير وتحقيق أهدافها كاملة والحفاظ على الشرعية ثمنه حياتي، لأنني أريد المحافظة على حياتكم"
- "إذا كان الحفاظ على الشرعية ثمنه دمي أنا، فأنا مستعد أن أبذل ذلك في سبيل هذا الوطن واستقراره رخيصا حسبة لله تعالى"
- "ليعلم أبناؤنا أن آباءهم وأجدادهم كانوا رجالاً، لا يقبلون الضيم ولا ينزلون أبداً على رأي الفسدة، ولا يعطون الدنية أبداً من وطنهم أو شرعيتهم أو دينهم"
المصدر
- مقال:خالد إبراهيم يكتب: أسطورة الإخوان المسلمين موقع: إخوان أون لاين