حمدى شفيق يكتب : لا تتعجّلوا النصر

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
حمدى شفيق يكتب : لا تتعجّلوا النصر

بتاريخ : السبت 01 مارس 2014

لو كان تعجيل النصر خيراً لناله الأنبياء و الرسل الكرام ، عليهم الصلاة و السلام، و الصحابة الأعلام ، رضى الله عنهم و رضوا عنه ..

فما نحن بأكرم على الله منهم ، و لن نسبقهم اليه ، و لن يخصّنا الله به دونهم ..

ألا تعلمون أن نوحاً عليه السلام قد جاهد لدعوة قومه 950 سنة ، و رغم هذا لم يؤمن معه الا عدد قليل ، حملتهم جميعاً سفينة واحدة ؟!!!

ألم يكن ربّ العزة قادراً على نصره و ابادة الك...افرين فى أقل من لمح البصر ؟!!

و هذا موسى كليم الله عليه السلام ، تعرّض قومه من قبل مولده للبطش و الأذى و الاذلال مئات السنين ، و استمر هذا حتى بعد بعثته ، الى أن جاء النصر ، و أهلك الله فرعون و هامان و جنودهما أجمعين..

بل استشهد كثير من الأنبياء ، و أُلقى خليل الله ابراهيم فى النار ، و تعرّض يوسف للسجن ، و فقد أبوه يعقوب البصر سنين ، و ابتلى أيوب بالمرض ،و احتُبس يونس فى بطن حوت ،و هذا كُلّه على سبيل المثال و ليس الحصر ..

و لو شاء المولى سبحانه لهدى أهل مكة و الناس أجمعين ،و ما تحلّى الحبيب صلى الله عليه و سلم بالصبر على الدعوة و احتمال الأذى 13 عاماً فى مكة ، و ما كان قد احتاج و أصحابه الى الهجرة منها الى يثرب ، و خوض الكثير من الحروب دفاعاً عن الدين و النفس !!!!

و من بعده استمر جهاد الأصحاب و التابعين لهم باحسان مئات السنين..

فاستمرار الجهاد فترة أطول يعنى تطهير و صقل النفوس، و التهذيب و الاصلاح و التمحيص ..و كل لحظة ابتلاء تمر على المسلم الصادق ينال بها مزيداً من الأجر العظيم ، على كل حركة أو كلمة ينصر بها الحق ابتغاء وجه الله ،

بغض النظر عن النتائج التى تتحقّق على الأرض..

فلا تحزنوا و لا تتألموا ..شهيدكم سعيد ، و جريحكم حميد ،

و أسيركم فى كنف الحفيظ المجيد..

و الباقون منّا يحملون رايات العزة و الكرامة و العدالة و التوحيد..

و لن يقع فى ملكه سبحانه و تعالى الا ما يشاء ،كما يشاء ،فى الوقت الذى يشاء.

فثقوا بربكم و اصبروا و اثبتوا و ابشروا ..

(( و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون ))

المصدر