حماس تكشف عورتها!!
بقلم : علي السنيد - كاتب الإسلامي
أتمنى أن "يخرس" الأخوة في حماس وأن لا يحاولوا تبرير جنونهم، فلن يصدقهم أحد وهرواتهم الغليظة كانت على مرأى الفضائيات تنهال على أبناء جلدتهم المصلين من فتح في فضيحة سياسية تبدد كل مصداقيتهم، وتسيء للتاريخ العظيم لهذه الحركة الجهادية التي لم يحافظ عليها المتأخرون من قادتها، وعليهم أن يشعروا بالخجل الشديد مما يفعلونه بمواطنيهم في غزة، وأن لا يحاولوا أن يقنعوا أحداً بهذه التصرفات المشينة التي أسقطت عنهم ورقة الديمقراطية الأخيرة، وأظهرت عورتهم للعالم كله، فعذرهم أقبح من ذنبهم، وقد باتوا أكثر وحشية من قوات الاحتلال الصهيوني، وأخذوا يعطون أسوأ المثل عن الإسلاميين في الحكم،
وهم قبل أن يفشلوا الحلم الفلسطيني يضربون جانباً من التجربة الإسلامية، ويضيعون فرص التنظيمات السياسية التي تنهل من هذا الفكر في المستقبل القريب، وسيغير الكثيرون آراءهم فيحماس التي باتت أقرب إلى العنف والدكتاتورية منها إلى تنظيم جهادي سبق وأحبته الملايين في كل أنحاء العالم الإسلامي بناء على نضالاته ضد الاحتلال.
ووالله لقد شعرت بالخجل العميق وأنا أشاهد من على قناة الجزيرة مذهولاً وحشية، و قناوي أولئك الذين أيدناهم، وانبرى قلمي في الدفاع عنهم إبان الانفصال الذي أجروه على غزة، واعتبرناه كان من ضرورات الدفاع عن النفس، ولمواجهة خطر خطة تخريبية وضعتها فتح بالتوافق مع الأميركان والصهاينة للانقلاب على شرعية صناديق الاقتراع التي جاءت بالإسلاميين إلى الحكم، فنحن آنذاك أيدنا الديمقراطية، وحق الأغلبية في الحكم، ولن نكون ابداً في صف طاغية، أو مستبد أبداً مهما بلغت تضحياته،
ومن واجبنا اليوم أن ندين ظلم من سبق وناصرناهم قبل ذلك عندما ظلموا، وهاهي الأيام للأسف سرعان ما إن أثبتت لي على الأقل خطأ مراهنتي تلك على حماس، فهذا الذي يجري في غزة يظهر روحاً دكتاتورية عنيفة سيطرت على القطاع، ولا يمكن اعتباره بأي شكل من الأشكال معبراً عن الإسلام العظيم، وعن سماحة المسؤول المسلم الذي يملأ الدنيا عدلاً، ويتجاوز عمن أساء، ويزرع في قلوب الناس الطمأنينة، ولو لم يكونوا مسلمين، ويترفع عن الصغائر، والضغائن، فحتى لو كانت الصلوات مسيسة ما كان يصح للاخوة في حماس مهاجمة المصلين بهده الوحشية التي ألغت عنهم أي سمة ديمقراطية وحولتهم الى اداة في القمع والتعذيب وانتهاك حريات الناس، بدرجة تقل عنها حتى وحشية جنود الاحتلال الصهيوني، وقد تعرضت ظهور ورؤوس المصليين للجلد، وضرب القناوي، وكأنهم ليسوا من أبناء شعبهم، ولكأن خلافهم مع فتح أسقط شراكة الفتحاويين في الوطن المحتل وفي القضية، وكذلك ما حدث من توجيه العنف نحو الصحافة وإشهار السلاح على الصحفيين، وضربهم بلا هوادة، واعتقال الشخصيات بلا احترام لسنهم ومكانتهم بين الناس.
وإني لأتجرع كأس الأسف والآلم وأنا أرى إخواني المجاهدين يفشلون مشروعهم ومشروعيتهم، ويفشلون أيضاً كل من راهن على حسن تجربتهم، ويثبتون ان الإسلاميين وغير الإسلاميين في القمع سواء، وأن أصحاب هذا الفكر في المنطقة العربية لم ينضجوا بعد لاستلام السلطة، خاصة وان ما يجري ينعكس عن تجربة الإسلام المعتدل ، فكيف به الحال فيما لو وصل التشدد الإسلامي إلى الحكم، وماذا لو لم تكن غزة محاطة بالاحتلال، وما تزال بقبضة الصهاينة، وكيف كان الإخوة سيتصرفون لو كانوا يعيشون بلا احتلال، وهم يحملون مثل هذه النظرة السلبية إزاء ممارسة الآخرين للحياة السياسية، وهم الذين يعجزون عن أن يتحملوا مظاهرة أو مسيرة أو صلاة جمعة بدون رغبتهم.
وأنا بكل قناعة ومن موقع المحب أعلن سقوط مراهنتي على حماس، وقد خرجت بتصرفاتها الأخيرة عن الضوابط الشرعية، وتحولت إلى جهة قمع و"زعرنة" تماماً مثلها مثل أي نظام عربي شمولي، وهذا الشكل الراهن من حماس لا يمكن القبول به، أو تأييد استمراره، وقد جعل التجربة الإسلامية عرضة للفشل، وجعلنا نحن الملتزمون دينياً نعيد حساباتنا إزاء الإسلام السياسي برمته، في هذه المرحلة على الأقل.
نقلا عن : جريدة الأنباط الأردنية
المصدر
- مقال:حماس تكشف عورتها!!المركز الفلسطينى للتوثيق والمعلومات