حلمى القاعود يكتب : غزة.. من يسرق دماء الشهداء؟

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
حلمى القاعود يكتب : غزة.. من يسرق دماء الشهداء؟


بتاريخ : الأربعاء 23 يوليو 2014

فجأة؛ انفتحت الثلاجات القديمة عن الوجوه المحنطة، والأبواق المشروخة، تتحدث عن النضال الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية، وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية للعمل الفلسطيني والاجتماعات بين الفصائل للتفاوض حول وقف إطلاق النار.

الوجوه والأبواق القديمة استيقظت من نومها العميق لتتذكر بعد أكثر من أسبوعين من القتل والدم والدمار أن هناك عدوانا على الشعب الفلسطيني في غزة، قتل حتى كتابة هذه السطور قرابة سبعمائة فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء، وهدم مئات البيوت على رءوس ساكنيها، وحول الحياة في البلد الصغير المحاصر إلى جحيم لا يطاق.

تذكر السادة المناضلون في خمارات تل أبيب وأماكن المتعة أن هناك مقاومة تتصدى للجيش اليهودي السفاح، وأن هناك من يقدم كل ما يملك فداء للقدس العتيقة والمسجد الأقصى وحرية الشعب الفلسطيني.

راح المناضلون المجمدون يرددون أسطواناتهم الخطابية المشروخة عبر الفضائيات، ويلمحون من قريب وبعيد عن الاستسلام لمطالب الصهاينة العرب التي هي مطالب الصهاينة الصليبين بقيادة أميركا التي هي مطالب الصهاينة اليهود!

الذين سخروا من صواريخ المقاومة الإسلامية وحرّموا الانتفاضة الشعبية ومنعوا التظاهر في الضفة الغربية تضامنا مع أشقائهم في غزة، تحركوا اليوم حينما طُلب منهم أن يتحركوا بعد فشل المبادرات الانقلابية والصليبية التي تكافئ العدو اليهودي المجرم على إجرامه وتمنحه الأمان بلا مقابل، وتبقي على الحصار البري والبحري والجوي، والإذلال إلى ما لا نهاية!

الأخوة الفلسطينية تعني المشاركة في القتال والدم والمعاناة ضد العدو الهمجي اليهودي دفاعا عن الدم الفلسطيني وليس سرقة دماء الشهداء ومكافأة العدو!

إن الوجوه المحنطة التي تكره الإسلام والمسلمين، وتشارك بالكراهية في حصار المقاومة الإسلامية يجب أن تخجل من نفسها وهي تسعى لسرقة نصر وصمود لم تشارك فيهما بل شاركت في نقيضهما، ودعمت العدو المجرم بالتنسيق معه في الضفة الغربية ليعتقل الأطهار الشرفاء من أبناء فلسطين ويرشد عنهم ليفترسهم العدو المجرم، وبدلا من يلقوا بأنفسهم في أعماق بعيدة لينسى الفلسطينيون خيانتهم وإجرامهم وسوء سلوكهم، يظهرون من قلب العفن المجمد ليتحدثوا عن مواصلة الجهود وتعزيز الوحدة الوطنية تحت لواء الممثل الشرعي والوحيد!

يا أبناء المقاومة الفلسطينية الإسلامية، لا تفرطوا في انتصاركم مهما كان الثمن. لا تفاوضوا بعد إطلاق النار بخمسة أيام. أعلنوا مطالبكم كلها ولا تكتفوا بالحد الأدنى ولا تتوقفوا حنى يتم تنفيذ المطالب.

الصهاينة اليهود والصهاينة العرب والصهاينة الصليبيون بقيادة أميركا لا عهد لهم ولا خلاق ولا عهد ولا ذمة، والسوابق كثيرة.

النصر أو الشهادة. وفقكم الله.

المصدر