حـالنــا مــع رمضــــــــــان (1/2)

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
حـالنــا مــع رمضــــــــــان (1/2)


الثلاثاء 16 يونيو 2015

كفر الشيخ اون لاين | خاص

ما أسرع انقضاءَك أيها الأيام، وما أسرع نفادَك أيها الأعمار، ليس بعيداً يوم ودَّعناك يا شهر رمضان، وقد اعتصرت قلوبُنا ألماً على فراقك، وندماً على تفريطنا فيك، وكان دعاؤنا بُعَيْد رحيلك ( اللهم بلِّغنا رمضان )، وقد عقدنا العزم أن يكون لنا معك شأنٌ أخر إن أدركْتَنا أحياءً في قادم الأعوام، و هاهي الأيام تطوي أعمارَنا سريعاً وتأتينا من جديدٍ يا رمضان ، أتيتنا أيها العزيز الغائب الذي انتظرناه بشوقٍ ولهفةٍ، فهل مازال عزمُنا أكيداً على اغتنامك، أم سنسوِّف كعادة الأنام، ونستطيل الأيام، وتَغُرَّنا العافية والإمهال، فينفرط منَّا عقدُها، ونندم من جديدٍ على رحيلها.

لقد تمنى أقوامٌ كانوا بيننا بلوغ رمضان، فحالت آجالُهم دون آمالهم، وطُويت صحائفُ أعمالهم، فالحمد لله الذي أمهلنا ليدركنا رمضان، وجدد لنا فرصاً للقيام بالطاعات، وتقديم القربات، التي قعدت عنها هممُنا، وتكاسلت عنها عزائمُنا في عمرنا الذي فات.

لك الحمد ربي على نعمك العظيمة حمداً يليق بجلالك وكمالك،حمداً يملأ قلوبنا، ولا توافيه ألسنتناً الرطبة دوماً بحمدك وذكرك، ونسألك سبحانك أن توفقنا أن نكون لك شاكرين، وأن تجعل جوارحنا كلها في طاعتك, حامدةً وشاكرةً لك أن منحتنا فرصة اغتنام رمضان من جديد.

ضيفٌ كريمٌ

رمضانُ ضيفٌ كريمٌ من الرحمن الرحيم، فهل نحن على استعداد لاستقباله، استقبالٌ يليق به، وبمن أرسله إلينا، وبالخيرات التي أقدم بها الضيفُ الكريمُ علينا، ضيفٌ جاء لا لنكرمه بل ليكرمنا، ولا لنرفعه بل ليرفعنا، فنعم الضيف أنت يا رمضان.

فالضيفُ كريمٌ في ذاته، وقد جاء إلينا بنفحاتٍ ورحماتٍ وهباتٍ وأعطياتٍ، جاء محملاً بكل الخيرات، وهذه بعضٌ من هدايا رمضان:

1- إذا كان أول ليلة من شهر رمضان تُصفَّد فيه مَرَدةُ الشياطين فلا يخلُصون إلى ما كانوا يخلُصون إليه في غيرهِ.

2- غلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب.

3- فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب.

4- ينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل, ويا باغي الشر أقْصِر.

5- لله عتقاء من النار وذلك كل ليلة.

6- إذا كانت آخر ليلة من رمضان أعتق الله من النار بقدر ما مضى.

7- لكل صائمٍ دعوةٌ مستجابةٌ عند فطره.

8- من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.

9- من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".

10- من فَطّرَ صائماً كان له مثلُ أجره, غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً.

11- فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر.

12- من تقرب فيه بخصلةٍ من الخير كان كمن أدى فريضةً فيما سواه.

13- من أدى فريضةً فيه كان كمن أدَّى سبعين فريضةً فيما سواه.

14- رمضان شهرُ الصبر، والصبرُ ثوابه الجنة، وهو شهرُ المواساة.

15- شهرٌ يزاد في رزق المؤمن فيه.

16- شهرٌ أوله رحمةٌ وأوسطه مغفرةٌ، وآخره عتقٌ من النار.

17- خُلُوفُ فَمِ الصائِم أطيبُ عند الله من ريح المسْك.

18- تستغفرُ الملائكةُ للصائمين حَتى يُفطروا.

19- يُزَيِّنُ الله كلَّ يومٍ جَنتهُ ويقول: يُوْشِك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك.

20- يُغْفَرُ للصائم في آخر ليلة، قِيلَ يا رسول الله أهِيَ ليلةُ القَدْرِ؟ قال: لاَ ولكنَّ العاملَ إِنما يُوَفَّى أجْرَهُ إذا قضى عَمَلَه.

فهل من متعرضٍ لهذه النفحات، وهل من مستقبلٍ لهذه الأعطيات، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس قد أظلكم شهرٌ عظيمٌ مباركٌ، شهرٌ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، شهر جعل الله صيامه فريضةً وقيام ليله تطوعاً، من تقرب فيه بخصلةٍ من الخير كان كمن أدى فريضةً فيما سواه، ومن أدَّى فريضةً فيه كان كمن أدَّى سبعين فريضةً فيما سواه، وهو شهرُ الصبر، والصبرُ ثوابه الجنة، وشهرُ المواساة، وشهرٌ يزاد في رزق المؤمن فيه، وهو شهرٌ أوله رحمةٌ وأوسطه مغفرةٌ، وآخره عتقٌ من النار" (ابن خزيمة في صحيحه)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: "أُعْطِيَتْ أمَّتِي خمسَ خِصَال في رمضانَ لم تُعْطهُنَّ أمَّةٌ من الأمَم قَبْلَها؛ خُلُوفُ فَمِ الصائِمِ أطيبُ عند الله من ريح المسْك، وتستغفرُ لهم الملائكةُ حَتى يُفطروا، ويُزَيِّنُ الله كلَّ يومٍ جَنتهُ ويقول: يُوْشِك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك، وتُصفَّد فيه مَرَدةُ الشياطين فلا يخلُصون إلى ما كانوا يخلُصون إليه في غيرهِ، ويُغْفَرُ لهم في آخر ليلة، قِيلَ يا رسول الله أهِيَ ليلةُ القَدْرِ؟ قال: لاَ ولكنَّ العاملَ إِنما يُوَفَّى أجْرَهُ إذا قضى عَمَلَه" صحيح الجامع.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: " إذا كان أولُ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ صُفِّدَتِ الشياطينُ ومَرَدةُ الجنِّ، وغُلِّقتْ أبوابُ النارِ فلم يُفتحْ منها بابٌ، وفُتِّحَتْ أبوابُ الجنةِ فلم يُغلقْ منها بابٌ، ويُنادي منادٍ كلَّ ليلةٍ: يا باغيَ الخيرِ أقبلْ، ويا باغيَ الشرِّ أقْصرْ، وللهِ عتقاءُ من النارِ، وذلك كلَّ ليلةٍ " صحيح الجامع. وفي الصحيحينِ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قَالَ: "مَنْ صَامَ رمضان إيماناً واحْتساباً غُفِرَ لَهُ ما تقدَّم مِن ذنبه".

وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ألا إن لربكم في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها"، فإن هذه النفحة الكبرى من الله لا ينال خيرها إلا المتعرضون لها بالاستعداد التام والعزم الأكيد على عمل الطاعات وعدم التفريط في الأوقات، ومن حُرِم خيرها فقد حُرِم.

ويبدأ استعدادنا لرمضان قبل هلاله وتشريفه، استعداد يليق بمقام هذا الشهر الكريم، حتى نستطيع اغتنام كل أوقاته، وتلقي رحماته ومغفرته وبركاته، لا نندم على ساعة مضت فيه بلا حصيلة من خيرٍ.

لابد أن يكون الاستعداد لرمضان يليق بالجزاء الذي أعده الله للطائعين في هذه الأيام المعدودات، (الصوم لي وأن أجزي به)، (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).

طهِّر إناءَك واستقبل غذاءَك:

إن أول ما يجب الاستعداد به لاستقبال نفحات الله في رمضان هو تطهير القلب من كل ما علق به في سابق الأيام، بالتوبة النصوح بكامل شرائطها، حتى نتلقى نفحات الله في أطهر إناءٍ، فالقلب الملوَّث بالسواد لا يحتوي الثواب، والقلب الموغل في مظالم العباد لا ينتفع بعطاء الجوَّاد، والقلب الملوث بالرزايا محرومٌ من العطايا، وعلى القلب يُرجى الصلاح والفلاح.

بادر أيها الراجي لرحمة ربه بتخفيف الأحمال، فأنت في سباق سريع الارتحال، ارم عن كاهلك كل المظالم، وانزع من قلبك كلًّ المآثم، ولا تَنَمْ وفي قلبك شيءٌ من بغضٍ أو حقدٍ أو حسدٍ لأحدٍ من المسلمين، تذكر عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه مع الرجل من أهل الجنة الذي دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده، وما كان يكثر من صيامٍ ولا قيامٍ إنما بلغ درجته بأنه يبيت وليس في قلبه غلَّاً لأحدٍ من المسلمين.

تعالوا نسارع إلى التوبة النصوح، ودوام الاستغفار، والتبتل وطول الدعاء بذلٍّ وانكسارٍ أن يلحقنا الله بركب الأبرار، أصحاب الهمم الكبار، المخلصين الأخيار، العاملين لدينه بالليل والنهار، المحبين لأوليائه الأطهار، المتعاونين على البر والتقوى ونشر الخير لكافة الديار, فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، من أجله سمَّى اللهُ نفسَه الغفَّار.

بعد أن تتخلَّى تحلًّى:

وبعد أن تُنَقَّي قلبَك من كلِّ نُكتةٍ سوداء علقت به، أَحْيِهِ بالقرب من الله، تعرَّف عليه سبحانه، فالقلب العارف باللهَ يحمل نوراً يضيء جوانبه، ويشع به عليه، فيعرف المعروف وينكر المنكر ويفعل الخير.

ومعرفة العبد لله معرفةً حقةً تجعله ربانياً, عملاً وانتساباً وأخذاً وعطاءً ووجهةً ورضاءً، وثمرة صلاح القلب وربانيته صلاحٌ حتميٌّ لسائر الجسد، فتتعبد كل الجوارح لله، وتكون النجاة، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليمٍ. (دكتور/ الغباشي الشرنوبي العطوي..13/6/2025

المصدر