حبيب: الهضيبي حمى الإخوان من الوقوع في العنف

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
حبيب: الهضيبي حمى الإخوان من الوقوع في العنف

القرار جماعي وليس فردي

أكد الدكتور "محمد السيد حبيب"- النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين- أن المرشد يمثل الجماعة؛ لكنه لا يتخذ قرارًا بمفرده بعيدًا عن مكتب الإرشاد، وبالتالي فالسياسة التي اتبعها الأستاذ "الهضيبي"- رحمه الله- مع "عبدالناصر" فيما يخص موقف الجماعة إزاء الأحداث التي مرت بمصر، وحتى عملية اختفائه ذاتها، أقرها مكتب الإرشاد.

وأشار نائب المرشد- في مداخلته خلال برنامج (بلا حدود)، بقناة (الجزيرة) الفضائية مساء الأربعاء 21/4/2004م الذي عرض الحلقة الأخيرة من شهادة أ. فريد عبدالخالق- عضو الهيئة التأسيسية ومكتب الإرشاد السابق- على العصر- والتي تناولت بعض الفصول من تاريخ الإخوان إلى أن الاختلافات التي تحدث عنها البرنامج بين أعضاء مكتب الإرشاد هي علامة صحة وفعالية داخل حركة الإخوان المسلمين، وعدَّد حبيب بعض الصفات التي اتَّسمت بها شخصية المرشد الأسبق "حسن الهضيبي" من صلابة وبُعد نظر حَمَى جماعة الإخوان من الاستدراج إلى الوقوع في العنف أو محاولات التمييع والبعد عن منهاج الله ورسوله من قِبَل سلطات "عبدالناصر"، وقد حاول "عبدالناصر"- بعد أن استقر له الأمر- استثمار اختلاف أعضاء المكتب حول كيفية التعامل معه لاحتواء البعض منهم، واستمالتهم إلى جانبه- بهدف شق الصف- وبذل في هذا كل الأساليب والحيل؛ لكنه فشل، وظل أعضاء المكتب ملتفين حول المرشد؛ وهو ما أثار حنق عبدالناصر عليه وعليهم أيضًا.

وقال حبيب:

"إن الأستاذ الإمام الهضيبي شهد القاصي والداني على بُعد نظره، وعدم التوائه أو تراجعه عن دعوته، وقد تولى مسئولية المرشد في أصعب مرحلة من تاريخ الجماعة، واستطاع مع إخوانه- بالصبر والثبات والصلابة والحكمة- حمايتها من الذوبان أو التميع أو الاستدراج نحو العنف، أو الانحراف بها عن منهج أهل السنة والجماعة، رغم شراسة التعذيب، وضحَّى هو وإخوانه بأنفسهم في سبيل حماية الوطن وأبنائه، من الوقوع في حمامات الدم".


انتقاد للمراجع

وانتقد حبيب المراجع التي استقى منها مقدم البرنامج الأستاذ "أحمد منصور" معلوماته وصفها بأن بعضها حاقد، وبعضها مغرض، وبعضها الآخر نظر من زاوية واحدة، وكان من الضروري القراءة لكتابات الأساتذة: محمود عبدالحليم، وأحمد أبو الفتح، ومصطفى أمين، وعباس السيسي، وغيرهم.

وأكد "حبيب" أن الإخوان ما كانوا انتهازيين يومًا ما؛ بل هم أصحاب قيم ومبادئ، وإلا ما تعرضوا للبطش والتعذيب والتنكيل والمذابح والتعليق على أعواد المشانق، وسوف يظلوا على ولائهم لدعوتهم إلى أن يلقوا ربهم.

وأضاف أن موضوع النظام الخاص موضوع كبير، وكان له دوره الفذّ في فلسطين، وعلى ضفاف القناة ضد المحتل الغاصب، ومازال بعض رجاله أحياء، وأرجو أن تتاح لهم الفرصة ليقولوا ما عندهم- وهو كثير- إنه صفحة مشرفة في تاريخ الإخوان.

وبشأن مسألة السمع والطاعة في صفوف الإخوان أشار "حبيب" إلى أنها طاعة مبصرة ووفق مبادئ الإسلام وتعاليمه، ويقابلها شورى ملزمة، ومسئولية أكبر، وتبعه أشد من المسئول، ونحن في النهاية حريصون على استنفار كل الطاقات والمواهب الموجودة لدى الأفراد لخدمة الإسلام العظيم، وهذا لا يتم إلا من خلال الاعتزاز بالفرد والمحافظة على شخصيته وتميزه وإبداعه.


انتقاد مشروع

وفي مداخلته انتقد أ. محمد هلال- أكبر أعضاء مكتب الإرشاد سنًّا بجماعة الإخوان المسلمين- تناوُل الإعلامي "أحمد منصور" لسيرة المرشد الأسبق حسن الهضيبي خلال برنامجه (شاهد على العصر) بقناة (الجزيرة)، واستعرض هلال بعض الفصول البارزة في حياة الهضيبي ونضاله السياسي منذ أن كان طالبًا في كلية الحقوق، وأوضح هلال أن الأستاذ البنا كان يستشير أ. الهضيبي في معظم قراراته وبرامج الحركة، بالرغم من عدم انضمامه للحركة آنذاك.

وقال هلال:

"إن الهضيبي أخذ موقفًا تاريخيًّا قلَّ من يأخذه؛ حيث رفض مطالبة عبدالناصر له وللإخوان بالمشاركة في السلطة، قائلاً: "لا يهمنا أن نكون في الحكم بأشخاصنا.. بل الأهم من ذلك أن تكون أفكارنا المنطلقة من إسلامنا مشاركة في الحكم".

وأشار هلال إلى طلب فضيلة المرشد حسن الهضيبي لسلطات الأمن بإعادة إيداعه المعتقل مرةً أخرى في 1957م بعدما أفرجت عنه لأسباب صحيَّة في 1954م، قائلاً في خطابٍ رسميٍّ: "لقد قويَت صحتي، وباستطاعتي العودة إلى سجونكم".

وقد كشف هلال عن مفاجأة تاريخية مهمة؛ حيث أكد نجاح الإخوان في خداع فؤاد علام- رئيس جهاز أمن الدولة أثناء حكم عبدالناصر- الذي أشرف على ملف الإخوان المسلمين، حينما طلب من أ. هلال- مسئول الاتصال السياسي بين الإخوان المعتقلين وإدارة السجن- الحصول على الكتاب الذي يكتبه حسن الهضيبي، فعكف الإخوان المعتقَلون على تأليف كتاب يحمل بعض الأفكار الأخرى غير كتاب (دعاة لا قضاة)، وتم تسريبه إلى فؤاد علام لرغبة المرشد عدم تمرير أفكار الكتاب على سلطات الأمن قبل نشره في الخارج لضمان عدم تحريفه.

وفي ختام الحلقة أكد أ. فريد عبدالخالق أنه لولا ثبات الإخوان المسلمين- بقيادة الهضيبي- خلال فترة الخمسينيات والستينيات لتحوَّل المجتمع المصري كله نحو الشيوعية والبعد عن الدين؛ حيث نجح الإخوان المسلمون في أن يحفظوا على المجتمع دينه من خلال وسائلهم الدعوية، ومؤتمراتهم وكتاباتهم التي شرحت صحيح الإسلام للمجتمع.

المصدر