حازم غراب يكتب: الأمن القومي وسياستنا الخارجية

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
حازم غراب يكتب: الأمن القومي وسياستنا الخارجية

بتاريخ : الاثنين 03 مارس 2014

مفهوم الأمن القومي المصري الحالي لا بد أن يعاد النظر فيه. وتجب المسارعة بتصحيح سقطات من كانوا ولا يزالون مسؤولين عن تحديد هذا المفهوم.

من الخطأ أن يستمر إسناد مسؤولية تحديده للعسكريين مهما كانت عبقريات بعضهم.

أول ما يجب تصحيحه والاعتذار عنه هو حصار وشيطنة ومعاداة حركة "حماس" عسكرياً وسياسياً وإعلامياً.

ليس هناك أدنى شك أن "حماس" تحمي حدود مصر الشمالية الشرقية. حماس وأهلنا المرابطون في غزة هم درع بشري صلب يفصلنا عن عدونا الصهيوني، وعدو العرب والإسلام والمسيحية الشرقية.

الأمر الأساسي الآخر هو إعادة اعتبار منابع النيل في الحبشة وغيرها، آخر وأهم حدودنا الاستراتيجية الجنوبية.

أجدادنا الفراعنة وجل من حكموا مصر بعدهم حتى عصر محمد علي، حافظوا على حدودها الجنوبية ابتداءً من منابع النيل، والشرقية من قلب فلسطين. ذهبت مصر دائماً بجيشها إلى الحبشة والسودان وفلسطين.

كفانا ما جناه العسكر من بعد أسرة محمد علي، أي من لدن عبد الناصر إلى مبارك وحتى اليوم، على وجودنا ونفوذنا في منابع النيل.

سد النهضة الذي أقدمت على بنائه إثيوبيا يعزى إلى الإهمال في مؤسسة الرئاسة التي سيطر عليها العسكر منذ انقلاب 1952.

وزارة الخارجية هي الأخرى ومعها أجهزة المعلومات الخارجية شركاء في المسؤولية بالتقصير أو بالغفلة.

العنصر الثالث في مفهوم الأمن القومي المصري هو أن يكون الشعب، وليس الجيش ولا أي هيئة فيه، هو من يتخذ ويصنع القرارات المتعلقة بالأمن الاستراتيجي للبلاد.

ويتم ذلك باختيار الشعب رئيسه وبرلمانييه عبر الانتخابات الحرة النزيهة.

إرادة الشعب عبر الصندوق الانتخابي هي صمام الأمان من احتمال نجاح الصهاينة والأميركان في تجنيد أو ترهيب حكامنا المزورين الطغاة.

العنصر الأول والثاني يرتبطان مباشرة بالأهداف الاستراتيجية للسياسة الخارجية للدولة.

وقديماً تعلمنا أن تلك الأهداف لا تتغير بتغير النظام السياسي ولا حتي بالثورات.

وعلى سبيل المثال فإن الوصول إلى المياه الدافئة ظل هدفا استراتيجياً للسياسة الخارجية الخاصة بالإمبراطورية الروسية القديمة، فالاتحاد السوفيتي، فروسيا الحالية.

ومن أبسط ما يتعلمه طلاب العلوم السياسية أيضاً في هذا الصدد قاعدة تقول إن السياسة الخارجية امتداد للسياسة الداخلية.

إذا كانت السياسة الداخلية للانقلاب تقوم على القتل والدماء والاعتقالات والتعذيب، وإذا كانت مصر تعاني بطالة وديوناً داخلية وخارجية بأرقام فلكية.

وإذا كان الانقلابيون وحلفاؤهم قسموا الشعب إلى شعبين، وسخروا الجيش ليحارب نحو ثلثي الشعب، إذا كان ذلك هو حال السياسة في الداخل، فكيف تنجح لمصر الممزقة سياسة خارجية؟

وكيف يحترم قادة الدول ووزارات خارجياتها سفراء مصر ودبلوماسييها لديهم؟ وكيف لمن أياديهم ملوثة بالدماء خائفين من انتقام ثوار شعبهم، أن يفاوضوا أو يواجهوا من يهددون مصر؟

المصدر