حازم غراب يكتب: أخطاء الإخوان الخمسة: (١) منظمون

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
حازم غراب يكتب: أخطاء الإخوان الخمسة: (١) منظمون

بتاريخ : الأحد 20 اكتوبر 2013

يعتبر خصوم الإخوان تنظيمهم تهمة، في حين يعيش هؤلاء الخصوم من اليساريين والقومجية، إلى الليبراليين والأمنجية، يعيشون حالة مزمنة من عدم التنظيم والهرجلة.

وما من شك أن لدى خصوم الإخوان طاقات وكوادر، لكنها بسبب سوء التنظيم تتحول إلى إهدار وسوء توظيف للبشر والوقت والمال.

ومن سوء وخيبة التنظيم عند خصوم الإخوان: الرقص على حبال السلطة والركض وراء رِشاها ومقاعد انتخاباتها المزورة.

حالة رفعت السعيد - رئيس حزب التجمع السابق - ليست الوحيدة، ولا حالة اليساري المتحالف مع نظام مبارك ثم الانقلابيين صلاح عيسى كرئيس تحرير جريدة وزارة الثقافة.

ولو درسنا وفحصنا حالة تنظيم القومجية مثلاً، سنجدهم طيلة العقود القليلة الماضية شركاء متشرذمين متشاكسين، لم ينجحوا في تشكيل حزب واحد.

بدؤوا بحزب يسمى "العربي الناصري"، ففشل في التماسك التنظيمي منذ ولادته على يد الحرس الناصري القديم.

وشكلت مجموعة منهم حزباً آخر اسمه "الكرامة"، فلم يفلح بمفرده – كسابقه - في أن يقنع دائرة انتخابية واحدة في طول مصر وعرضها بإنجاح كادر أو رمز من رموزه.

حمدين صباحي نجَّحه الإخوان عندما تنازل له عن الترشح قيادي منهم هو المهندس محمد عامر.

في ذلك العام وأظنه 1995، تواصى الإخوان ومحبوهم بانتخاب حمدين.

وبخلاف الحزبين المذكورين يعرف المصريون عدة شِلل ناصرية قومجية، منها على سبيل المثال مجموعة انتهازية يقودها مصطفى بكري وشقيقاه.

ومنها شلة عجائز الحرس القديم الذين باع معظمهم أنفسهم لنظام حسني مبارك بشكل أو بآخر (استوزر جلهم على مدار ثلاثين سنة).

أبرز هؤلاء يحيى الجمل، ومصطفى الفقي، ومفيد شهاب، ومحمود الشريف، وحسين كامل بهاء الدين، وعلي الدين هلال.

في المقابل لم يحدث في نفس المدة الزمنية أن انقسم تنظيم الإخوان أو تفرقوا أحزاباً.

تجربة حزب الوسط لم تُعرف ملابساتها بعد، ولعل اعتقال مؤسسي الحزب (أبو العلا ماضي وعصام سلطان) مؤخراً يشير إلى اعتبار الأمن انشقاقهم نوعاً من توزيع الأدوار المقصود إخوانياً.

منشقو الإخوان في السنوات العشر الماضية ربما يقلون عن عدد أصابع اليد الواحدة.

أما من حيث كم العضوية، فلم ينجح أي حزب في منافسة التنظيم الإخواني.

وأتذكر أن أحد كوادر حزب "عديم العضوية" برر ذلك في مناقشة جرت أمامي مع المستشار مأمون الهضيبي بقوله: إن الإخوان يستفيدون أو يستغلون الدين! كان رد الهضيبي: وهل الدين حكر على الإخوان؟!

كادر يساري عتيق عتيد هو عبد الغفار شكر، اعترف أمامي عامي 1999، 2011 أن عضوية حزب التجمع انهارت عددياً من نحو مائة وخمسين ألفاً منتصف السبعينيات إلى اثني عشر ألفاً عام ٩٩، وفي 2011 انخفضت عضوية ذلك "الحُزيب" إلى أربعة آلاف.

حزب الوفد، منذ وفاة فؤاد سراج الدين، تنازع قيادته نعمان جمعة ومحمود أباظة، إلى درجة حرق المقر.

وبمجيء سيد بدوي يتردى الحزب وتتراجع عضويته وتوزيع صحيفته بسبب علاقة سيد المشبوهة بسلطة مبارك ثم بالانقلابيين.

تقدر بعض المصادر عضوية الإخوان برقم يقترب من المليون، أما حزبهم "الحرية والعدالة"، فبلغت عضويته بعد شهور من تأسيسه نحو أربعمائة ألف مصري ومصرية، بلا أدنى تمييز بين مسلم أو مسيحي، أو ريفي أو حضري، نوبي أو صعيدي أو دلتاوي.

تنظيم الإخوان، المحظور المحاصر أمنياً، المشتوم المشوه تدليساً من جانب أبواق السلطة طيلة ستين سنة، يجتذب مئات الآلاف من المصريين.

أما تنظيمات القومجية واليسار والليبرالية، التي "دلعتها" السلطة أو رشتها، فتفتقر إلى الحد الأدنى من العضوية اللازمة للحركة الشارعية المثمرة.

التنظيم الإخواني ينجح فيما لا ينجح فيه سواه؛ لأنه يفهم جيداً حاجات الجماهير، ويعيش وسطهم ويفيدهم، بعكس من يعيشون في المكاتب والمقرات المكيفة.

ولا يمتلك تنظيم الإخوان تقريباً أية وسائل إعلام معتبرة التمويل، في حين يستسهل كثيرون من الكوادر القومجية واليسارية والليبرالية النضال التشاتمي الشعاراتي على ميكروفونات وشاشات الفضائيات، وصفحات الصحف الحزبية أو السلطوية أو النفطية السعودية والإماراتية.

وجُل وسائل الإعلام النفطية، خادمة لأمراء، نصفهم فاسدون والنصف الآخر خدم للأميركيين بأموال الشعبين السعودي والإماراتي

المصدر