تصريح صحفي حول حملة اعتقالات 62 من الإخوان فجر الأربعاء 18/5/2005م

تصريح صحفي حول حملة اعتقالات 62 من الإخوان فجر الأربعاء 18/5/2005م

(18-05-2005)

تصريح صحفي من المرشد العام حول حملة الاعتقالات الأخيرة لأكثر من 62 من الإخوان فجر اليوم الأربعاء 18/5/2005م

صرَّح فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين- الأستاذ محمد مهدي عاكف- أنه في الوقت الذي تحتاج فيه الجبهة الداخلية لمصر إلى الاستقرار والتهدئة في ظل الظروف الصعبة والقاسية التي يعيشها الشعب المصري في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.

وفي ظل حالة الاضطراب والاحتقان والتوتر نتيجةً لممارسات النظام وعناده وإصراره على تهميش رأي الأمة ودور الشعب في إصلاحٍ فعالٍ ينادي به كل الناس منذ سنين طويلة- وفي طليعة هذه الأمة الإخوان المسلمون- الذين يرفعون مطالب الأمة على عاتقهم حِسبةً لله تعالى، وينادون بحتمية هذا الإصلاح وضرورة أن يستجيب النظام لهذا النداء.

نقول في هذه الظروف تزايدت حدة الحملة التي يقودها جهاز الأمن المصري ضد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والتي اتسمت باتساع دائرة القمع والبطش؛ إذ بلغ عدد المحبوسين على ذمة النيابة حتى الآن 753 شخصًا من أفراد الجماعة، كان آخرهم يوم السبت الماضي 14/5/2005م حين أُلقي القبض على 28 من علماء الأزهر والاعتداء عليهم!!

واستمرارًا لهذه الهجمة القمعية تمَّ فجر اليوم الأربعاء 18/5/2005م إلقاء القبض على أكثر من ستين آخرين من أبناء الجماعة من شتى محافظات الجمهورية.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: لصالح من تتمّ هذه الممارسات الشاذة والأعمال العدوانية على أبناء الأمة دون سندٍ من دستور أو قانون؟

ونقول للنظام: نحن نرفض هذا الأسلوب القديم البالي الذي ثبت فشله وعدم جدواه في تكميم الأفواه أو في منع الإخوان من قول الحق والصدع به، وإن دلَّ على شيءٍ فإنما يدل على حالة من الوهن والارتباك التي أصابت النظام، فضلاً عن عدم الالتزام بالدستور والقانون، هذا أسلوب الضعفاء الذين يواجهون شعوبهم بجنودهم، ولن يفلحوا إذًا أبدًا.

ونقول لرجال الأمن: لمصلحة من تقومون بهذا الدور الشاذ في قمع الشرفاء الطيبين الطاهرين المخلصين من أبناء هذه الأمة؟ ولمصلحة من تزيدون الأمور تعقيدًا، وتجعلون المناخ العام أكثر توترًا واحتقانًا؟

نسأل الله أن يلهمنا الصبر والثبات، وأن يفتح الله بيننا وبين قومنا بالحق وهو خير الفاتحين.

ونقول للإخوان: سيروا على بركة الله، واستمروا على درب المجاهدين العاملين، واستعينوا بالصبر والصلاة ودعوات السَّحر على الظالمين ﴿ولا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾ (إبراهيم: 42)، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وصَابِرُوا ورَابِطُوا واتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (آل عمران: 200).

﴿واللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ ولَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾.

القاهرة في: 10 من ربيع الأول 1426هـ 18 من مايو 2005م.