بين بر الإسلاميين وكراتين العسكر.. الفرق كبير!
(18/06/2015)
كتب: أنور خيري
فرق كبير بين أعمال الخير حينما تكون خالصة لله، حيث السرية ومراعاة حاجة الفقراء ونفسيتهم وعدم إحراجهم أو التشهير بهم عبر تقديم المساعدات بشكل دعائي، كما يحرص جيش الانقلاب حاليا وأركان نظام الانقلاب الذين يسعون لقمص دور فاعل الخير لمحاولة غسل يديه من دماء المصريين التي تراق في كل مكان.
فحينما كانت تعيش مصر في أجواء الحرية كان الفقراء وذوي الحاجة كرامتهم مصانة، وكان القائمون على العمل الخيري من شباب الإسلاميين أو مسئولي لجان البر بجماعة الإخوان المسلمين أشد الحريصين على إيصال المساعدات المادية والعينية إلى عقر دار الفقراء والمرضى والمحتاجين في ساعات الليل في ستر ومراعاة لمشاعرهم.
فيما انقلب الحال في ظل الانقلاب العسكري وتحولت المساعدات التي تقدمها الهيئات الانقلابية سببا في قتل المواطنين معنويا وماديا، حيث قتلت سيارة تابعة للعسكر قبل أيام 5 مواطنين وأصابت 20 آخرين، في مدينة الشيخ زايد بالسادس من أكتوبر خلال توزيع كراتين مساعدات غذائية
وقام الجنود بضرب المواطنين الذين تجمهروا على السيارة بسبب الفقر والعوز الاقتصادي بسبب انهيار منظومة الاقتصاد والبطالة وتدمير الأمان الاجتماعي وإغلاق آلاف الجمعيات الخيرية بمزاعم الإرهاب الذي بات تجارة الانقلاب لتثبيت أوضاعه المنهارة.
أمس، شهدت محافظة بني سويف تجمهرا وفوضى كادت تفتك بأرواح العشرات من المصريين خلال زيارة مختار جمعة وزير أوقاف الانقلاب في محافظة بني سويف، مسقط رأسه، حيث شهدت حالة من الفوضى نتيجة اشتباكات المواطنين الذين انقضوا على السيارة المحملة بكراتين رمضان أثناء توزيعها عليهم.
وفشلت أجهزة امن الانقلاب في السيطرة على المشاجرات بين المواطنين أثناء عملية توزيع كراتين رمضان وانسحب جمعة ومرافقوه، جانيا الخزي من حصاد سياسات إفقار المصريين وتجويعهم التي يتبعها وعسكر الانقلاب.
جرائم الكراتين
ولقي 5 أشخاص مصرعهم وأصيب 20 آخرين بعد أن دهستهم سيارة توزع كراتين رمضان تابعة لجيش الانقلاب بمنطقة الشيخ زايد في مدينة 6 أكتوبر، وذلك في 3 يونيو الجاري. وفي محافظة أسوان انهار سور الوحدة الصحية بنجع "الشيخ عيسي" بمنطقة الجزيرة، بسبب تدافع وتزاحم أهالي منطقة الحكروب والناصرية أثناء استلامهم "كرتونة رمضان"، والتي وزعتها القوات المسلحة وأصيب 22 شخصًا، تم نقلهم إلى مستشفى أسوان العام، وكذلك نقل الحالات الحرجة منهم إلى مستشفى أسيوط لخطورة حالتهم، مؤخرا.
وتكرر المشهد في كفر سعد بدمياط، في مايو الماضي، حيث تزاحم الأهالي على 3 سيارات نقل محملين بكراتين رمضان مكتوب عليهم "هدية الجيش للشعب"، وسط إهانات وتعدٍّ من قبل جنود الجيش الذين عايروا الأهالي بفقرهم.
وفي مدينة أبو حماد بالشرقية لقن بعض المواطنون الشرفاء عساكر الانقلاب درسا قاسيا حينما حصلوا على الكراتين الغذائية ثم قاموا بتجميع العشرات منها ثم أحرقوها على أعين المارة، كرسالة للعسكر "لا نقبل أن تقتلونا بأسلحتكم وتقفلوا أفواهنا بكراتينكم".
استمرار الانقلاب في شراء ولاءات الفقراء بكراتين، يأتي في ضوء الفشل الذريع في خلق فرص عمل جديدة أو تحريك الاقتصاد المصري بصورة غير مسبوقة تدفع أكثر من 80% من الشعب إلى مجاعة تأكل الأخضر واليابس.
فيما يرى مراقبون أن الانقلاب قد استولى على صناديق الزكاة والصدقات، بشكل غير مسبوق، حيث كان عضو مجلس أمناء بيت الزكاة والصدقات المصري، ممتاز السعيد، في نوفمبر الماضي، إن الحكومة بدأت استثمار أموال الزكاة، والمقدرة بنحو 18 مليار جنيه (2.5 مليار دولار) سنوياً، لسد عجز الموازنة المتفاقم، بدلاً من إنفاقها على الفقراء كأحد مصارفها الشرعية.
وأصدر قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، في سبتمبر الماضي، قراراً بإنشاء "بيت الزكاة والصدقات" تحت إشراف شيخ الأزهر. وكانت فتوى صدرت من دار الإفتاء المصرية العام الماضي، تجيز توظيف أموال الزكاة والصدقات في "مشروعات تدر عائدا اجتماعيا" على البلاد.
يذكر أن حكومة الانقلاب تواجه مأزقاً في تدبير سيولة لسد عجز الموازنة، ولا سيما بعد اتباع كل الوسائل في الاقتراض المحلي وطرقأبواب المانحين الخليجيين كما عجزت حكومة محلب عن تحسين مناخ الاستثمار، وإعادة حركة السياحة إلى معدلاتها الطبيعية، وهي تواجه مأزقا كبيرا في تدبير موارد لسد عجز الموازنة المتوقع تجاوزه 240 مليار جنيه خلال العام المالي الحالي "33.5 مليار دولار".
المصدر
- تقرير: بين بر الإسلاميين وكراتين العسكر.. الفرق كبير! موقع بوابة الحرية والعدالة