بيان رقم (14) حول مساعدة الحزب لإهالي الفلوجة الصابرة
2004/04/10
لقد عايش الحزب الإسلامي العراقي ازمة الفلوجة منذ اللحظة الاولى لحصارها و آلمنا ما حل باهلها الابرياء من اذى و ضرر و ما فقدوه من الاطفال و النساء والشيوخ والشباب نتيجة القصف العشوائي لقوات الاحتلال لهذه المدينة الصابرة المحتسبة و قد استنكر اعضاء المكتب السياسي هذه الممارسات استنكاراً شديداً عبر وسائل الاعلام المختلفة . وتعددت الخيارات امام الحزب الإسلامي العراقي ما بين تعليق العضوية أو الانسحاب من مجلس الحكم- إذ ان دخولنا كان مبرراً لخدمة شعبنا و تحقيق مصالحه- و بين الدخول بمفاوضات مع الاحتلال لرفع معاناة اهل الفلوجة و فك الحصار عنهم و انسحاب القوات , و قد اختارت قيادة الحزب الخيار الثاني نظراً للواقع المأساوي الذي تعيشه المدينة , والذي شهدناه بأم اعيننا , وإننا اخذنا جانب الحكمة وبعد النظر والموازنة بين المصالح و المفاسد و انقاذ اهلنا في الفلوجة من معاناتهم الاليمة و وقف نزيف الدم الذي آلم باهلنا , على الرغم مما وجه الينا من نقد غير مستند الى فقه الواقع وعواقب الامور إذ آثرنا ما عند الله على ما عند الناس آملين ان يتفهم الجميع موقفنا فيما بعد .
وعلى ضوء ما تقدم قمنا من اول يوم بمفاوضات مع قوات الاحتلال و قدمنا مقترحات و عملنا الكثير إلى ان تمت موافقتهم على قيامنا بدور الوسيط مع اهلنا في الفلوجة , وعرضنا على الاخوة في هيئة العلماء الاشتراك معنا في هذه العملية الصعبة , فأبدوا استعدادهم للأشتراك والتعاون معنا وتم تشكيل لجنة مشتركة لتقوم بهذا الدور .
وهكذا عقدت عدة لقاءات مع اهلنا في الفلوجة وبعدها مع قوات الاحتلال كانت جميعها ناجحة , على الرغم من صعوبتها ووجود بعض العقبات في طريقها . والحمد لله فقد وفقنا إلى وقف اطلاق النار وان المفاوضات تسير بصورة صحيحة لتحقيق وقف دائم للقتال و انسحاب تام لقوات الاحتلال , بعد تذليل بعض العقبات المتبقية. وإننا نحب ان نذكر أن المكتب السياسي للحزب واصل اجتماعاته و لقاءاته طيلة الفترة الماضية وإلى ساعات متأخرة من الليل محاولا ايجاد الحلول التي تنقذ البلد من احتمال وقوع كارثة تحيط به .
زيادة على هذا كان له دور كبير في الاغاثة الانسانية المتمثلة بايصال الدواء والغذاء والمستلزمات الطبية الى داخل الفلوجة بما تزيد قيمته على المئتي مليون دينار وتم تشكيل لجنة فنية لمواصلة سد النقص من المستلزمات الضرورية وارسلنا مجموعة من الاطباء شكلوا فريق عمل ولا زالوا في الفلوجة يعالجون الجرحى والمصابين.
وكان لفرع الحزب في الفلوجة إسهام كبير في معالجة الجرحى إذ فتح مراكز عدة لإستقبالهم ومنها مقره في الفلوجة واخلى الكثير منهم الى مستشفيات بغداد كما ساهم الخيرون من اهل هذا البلد في مثل هذه الاعمال . ولا نريد ان نمن بهذا على احد و لكن إلحاح الكثير من اخواننا على بيان موقفنا ودورنا في هذه الازمة جعلنا نذكر بعضاً من إسهاماتنا . نسأل الله تعالى أن يتقبل من الجميع ما قدموه من خير و يوفقهم لتقديم المزيد .
و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
المكتب السياسي
22 صفر 1425
12/4/2004