بيان (134) للتحالف الوطني.. مليونية المطلب الواحد
(17-11-2013)
بعد أيام تمر علينا الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود، والتي تمثل حلقة في سلسلة القمع والبطش وتقييد حرية الوطن وكرامة المصريين، حيث سقط فيها العشرات من شهداء الحرية ممن انتفضوا انتصارًا للثورة ورفضًا لحكم المجلس العسكري الذي نكص في عهوده، وحاول فرض رؤيته ومصالحه على إرادة المصريين.
نتذكر المجلس العسكري الذي حاول الاستبداد والانفراد بالسلطة ثم خضع لخارطة طريق مزمنة لانتقال السلطة للمؤسسات المدنية المنتخبة، رغم الاعتداءات التي جرت على المستشفيات الميدانية، واستهداف أعين الأحرار، والتعامل غير الآدمي مع جثث الشهداء في ميدان التحرير، وهي المشاهد التي ستبقى في أذهان المصريين وبقعة سوداء في سجل البطش الأمني الحافل بالتجاوزات والانتهاكات.
ونحن على أعتاب الذكرى الثانية، تعيش مصر أجواء مماثلة، فجاء الانقلاب على إرادة الشعب واختياراته مرتكنًا لسلاح القوة ومورطًا للجيش بإقحامه في الحياة السياسية، فعزل الرئيس المدني المنتخب لأول مرة في تاريخ مصر، وعلق الدستور الذي ارتضاه المصريين وثيقة حاكمة، وحل مجلس الشوري الذي يمثل المصريين
وفرض رئيس مؤقت وحكومة انتقالية ولجنة لتعديل الدستور ووضع خارطة طريق والعديد من الإجراءات التي اتخذت بعيدًا عن إرادة الشعب أو اختياراته فارتكب أبشع المجازر في تاريخ مصر الحديث، استشهد فيها الآلاف منذ إعلان الانقلاب في أول يوليو مرورًا بمذابح فض اعتصامي رابعة والنهضة ولا يزال سيل الشهداء مستمرًّا
فضلاً عن آلاف المعتقلين والمصابين، وتكميم الأفواه وقصف الأقلام وتقييد الرأي وعودة زوار الفجر وانتشار خفافيش الليل، ومداهمة المدارس والجامعات والاعتداء على السيدات والحرائر واعتقالهن، حتى أصبحت إشارة باليد تحمل دلالة وتحية لدماء الشهداء أشد على الانقلابيين من طائرات العدو الصهيوني تجتاز الحدود وتقتل المصريين
فيصبح كل من يرفع هذه الشارة مستباح العرض لا دية له، ويتم توجيه التهم للشرفاء ويتم محاكمة الرئيس المنتخب على غير تهمة، في وقت يُبرَّأ فيه ساحة سادة النظام القديم ويطلق سراح رأسه ومن ساهموا في تخريب مصر وإذلال أهلها على مدار 30 عامًا.
ولكن الصمود الأسطوري للشعب المصري الواعي على مدار أكثر من 4 شهور، يقطع الطريق على أي محاولة لهذا الانقلاب الدموي في أن يمد جذوره في تربة مصر الحرة. ونحن إذ نستقبل هذه الذكرى فإنا نحيي أرواح كل شهداء الثورة منذ 25 يناير وحتى الآن، كما نجدد العهد على الوفاء لدمائهم وتحقيق حلمهم في وطن حر كريم عزيز أهله مصانة كرامته.
ولذلك فإن التحالف الوطني لدعم الشرعية يعلن عن مشاركته في ذلك اليوم ويدعو جموع المصريين شبابًا وشيوخًا رجالاً ونساءً للمشاركة في الفعاليات التي تحيى ذكرى دماء الأطهار في ميادين مصر المختلفة؛
وذلك يوم الإثنين 18 نوفمبر تحت اسم "مليونية المطلب الواحد"؛ وذلك تحيةً للشيخ حازم أبو إسماعيل الذي دعا في نفس اليوم بنفس الاسم لنفس المطلب ألا وهو "عودوا إلى ثكناتكم"، ويشاء الله أن يكون في نفس اليوم الذي قرر فيه الانقلابيون محاكمته، وليكن هذا الاسبوع "أسبوع الشهيد".
ويهيب التحالف بالأحرار الثوار بالاحتشاد عند بيوت الشهداء وفي جميع الميادين حاملين صورهم إلا أننا وتقديرًا لبعض شباب الثورة الذين أرادوا إحياء الذكرى بالقرب من محمد محمود أو ميدان التحرير فلن نذهب إلى هناك؛
لأن محمد محمود ليس مكانًا بقدر ما هو رمز، كما نهيب بالثوار الأحرار بالابتعاد عن أماكن الصدام حتى لا نعطي فرصة للمتآمرين بافتعال أحداث عنف وإلصاقها بالتحالف الوطني. فلتبق دماء الشهداء دومًا حاضرةً في الأذهان والمشهد ملهمة للأجيال ومعينة على استكمال الطريق حتى تستعيد مصر مكانها ومكانتها.
المصدر
- خبر: بيان (134) للتحالف الوطني.. مليونية المطلب الواحد موقع إخوان أون لاين