انهيار الإخوان أم انهيار النظام ؟!
محتويات
مقدمة
في واحدة من حالات فقدان الوعي السياسي والاجتماعي نفذت أجهزة النظام المصري حملة اعتقالات واسعة لقيادات الإخوان المسلمين ضمت بين صفوفها ثلاثة من أعضاء مكتب الإرشاد هم : د.محمود عزت – نائب المرشد ، د.عصام العريان ، د. عبد الرحمن البر ، وداهمت منزل د.محي حامد الذي لم يكن متواجدا فيه وقت المداهمة.
التحليل الأولي للموضوع هو أن النظام قد فقد صوابه عندما وجد جماعة الإخوان المسلمين تخرج من الأزمة (التي افتعلتها أجهزة الحكومة الإعلامية) تخرج قوية متماسكة دون انشقاقات أو خروج عن الفكر المعتدل العقلاني الرشيد .
لم يكن من السهل أبداً أن يستوعب النظام فكرة ان هناك فئة من المجتمع تمارس الديمقراطية داخل حدود حكمه، ديمقراطية شهد بها العدو قبل الصديق ، ذلك ما أفزع النظام وجعله ينطلق مسعوراً يسلب وينهب في ما بقي من أقوات شعبه، ذلك ما دفع النظام لاعتقال الحرية ودفن أهل الثقة في المجتمع وهو يسعي بذلك لتحطيم آخر أمل للشعب في البقاء والعيش بحرية.
في هذا التحليل نرصد دوافع النظام في حملة الاعتقالات الاخيرة ...
لماذا قام بهذه الحملة ؟
ولماذا في هذا التوقيت تحديداً؟
ولماذا هؤلاء بالتحديد ؟
وهل هناك حملات أخري قادمة ؟!
دوافع النظام في حملته الأخيرة علي الإخوان
يمكن أن نضع انفسنا مكان من يحرك الامور داخل النظام ، ونتصور ان ضربة قوية للإخوان من خلال اعتقال عدد من أعضاء مكتب الارشاد والصف الاول بالجماعة يمكن ان تؤدي إلي إرباك حسابات المرشد الجديد وجعله يفكر ألف مرة في مواجهاته القادمة مع النظام في أي انتخابات سواء رئاسة او شعب أو شوري أو محليات أو حتي اتحاد طلاب وهو ما يمثل الدافع الأول.
الدافع الثاني يتمثل في رغبة النظام الملحة في إزالة أي تجربة ديمقراطية يمكن أن تؤثر إيجاباً في القوي الفاعلة علي الساحة، وفي نفس الوقت تحسن من الصورة الذهنية للجماعة لدي الشعب فهي بذلك جماعة ديمقراطية وليس كما تدعي أجهزة النظام الاعلامية.
الدافع الثالث هو منع التحالف مع أي قوي سياسية فتلك الحملة الشرسة علي الإخوان وهي الفصيل الأقوي والأكثر تأثيراً في الشارع ستؤدي بالتأكيد إلي خنوع باقي القوي السياسية ورضوخ الأحزاب الضعيفة لمرشح الحزب الوطني وإلا فالمصير واضح.
وهو ما أكده د. عمرو الشوبكى - الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية الاستراتيجية - أن الضربة هدفها استكمال حصار الجماعة فى المجال السياسى وعدم الدخول فى مواجهة استئصالية، نافياً وجود صفقة مع الجماعة كما ردد البعض ، وبرر هذا بأن الرسالة قوية وتأكيد أن الدولة تتعامل بذات الاستراتيجية
معتبراً اختيار العريان تحديداً ضمن الحملة لتأكيده قبل أيام أن الجماعة على استعداد للتحالف مع القوى السياسية بل وعلى استعداد لتقديم تنازلات عن مقاعد من أجل القوى السياسية الأخرى فى إطار تحالف، وأن هذا برأى الشوبكى خط أحمر قد تكون الجماعة تجاوزت ما حدده لها النظام فى الانتخابات.
الدافع الرابع هو ظرف الوقت خاصة ونحن مقبلون علي موسم انتخابى وسياسى ساخن ، يتميز فيه الإخوان بالتنظيم والحركة الفاعلة ، وفى وجود قيادة أصرت على أنها تسير على ذات النهج والاستراتيجية السلمية والتوافقية السابقة والانفتاح على القوى السياسية والشارع ، هو ما دفع النظام حسب رؤيته الي تقليم هذه العناصر من داخل الجماعة لفترة قد تطول اوتكثر.
الدافع الخامس هو ما يحدث علي أرض فلسطين ورغبة النظام في معاقبة حماس من خلال ضرب الجماعة الأم في مصر فقد فشل النظام وأجهزته في السيطرة علي حماس أو إرغامها علي تقديم تنازلات لصالح الصهاينة ومن ثم لا ضير من خلال إرهابها في اعتقال إخوانهم في مصر، من ناحية أخري تأتي الضربة في أعقاب دراسة تؤكد نية الكيان الصهيوني في شن حرب جديدة علي غزة ، وهو ما يستلزم ضربة اقصائية للاخوان تبعدهم عن قلب الاحداث وتحد من تحركاتهم أثناء الأزمة.
الدافع السادس هو الحد من حركة الجماعة في الشارع خاصة بعد مكاسبها السياسية خلال فترة انتخابات 2005 م وحتي الآن في كل قطاعات الشعب وبين الجماهير بحسب تصريحات أ. صبحي صالح – المحامي وعضو مجلس الشعب عن جماعة الإخوان - لقناة الجزيرة.
انهيار النظام
من يقرأ التاريخ جيداً يجد أنه قبل أي انهيار للنظام القائم تجد حوله من يؤيده ويقول له " كله تمام يا فندم " ، كتاب الأمير لميكيافيللي يعج بمثل هذه القصص عن نظم سقطت بسبب اعتمادها علي فئة تسعي لمصلحتها دون النظر للمصلحة العامة ودائما ما كانت تطمئن النظام " كله تمام يا فندم"
وهذا ما يحدث حالياً ، فالاجهزة الامنية توحي للرئاسة بأن الإخوان خطر داهم علي الامة وعلي العرش يجب ان نتخذ موقفا حاسماً تجاههم، في مقابل الاعتمادات المالية والصلاحيات الممنوحة لهم في اعتقال اي شخص يشتبه فيه بغض النظر عن انه مواطن مصري يعيش علي هذه الارض فقط أمن السيد الرئيس هو الأولوية الأولي.
لم يعد أمام النظام إلا ان يعد العدة لرحيلة فقد رسم لنفسه خطاً لا يريد العودة عنه وهو معاداة المصلحين ومعاداة الشعب واعتقال الشرفاء وترك المفسدين والبحث عن بيئة الفساد والعمل علي انتشارها وتغذيتها وإن أظهر غير ذلك بين الحين والحين .
لماذا يعتقل النظام الإخوان ؟
ويجيب عن هذا السؤال تعليق لشاب مصري علي موقع مصرواي الإخباري الذي قال فيه
- " اعتقالهم ليس لسبب إلا انهم ليسوا من: نواب القروض ولا من نواب العبارات، ولا من نواب اكياس الدم الفاسده ولا من نواب المخدرات ولا من نواب القمح المشع ولا من نواب سميحه الرقاصه ولا من نواب سب الدين فى سيد قراره ولا من نواب اراضى الدوله ولا من نواب صالات القمار ولا من النواب اللى حكمت اكبر محكمه فى مصر ببطلان عضويتهم فى مجلس الانس ولا هم من وزراء بيع الغاز لاسرائيل باقل من تكلفه استخراجه ولـ20 سنه جايه.
- ولا هم من وزراء بيع وسمسره وتسليك القطاع العام لليهود ولا هم من وزراء الفساد والرشاوى ولا هم من وزراء الـ 5 مليون جنيه مرتب شهرى معلن ورسمى فى الجهاز المركزى للمحاسبات غير اللى تحت الطربيزة.. " .
الخلاصة
هي أن مصر هي الدولة الوحيدة في العالم التي سجنت نبياً وهو يوسف - عليه السلام - فخرج من محبسه ليحكم مصر ، وما يفعل النظام بالإخوان اليوم إلا لأنهم رجال دولة يستطيعون ان يفعلوا الكثير والكثير ، ولكن سيفقد كرسيه وهو ما يعني نهاية النظام الظالم الذي فشل في كل شئ ونجح وتفوق في الظلم والطغيان !!
المصدر
- مقال: انهيار الإخوان أم انهيار النظام ؟! موقع إخوان برس