انفلونزا الطير والخنزير..ما بين تحريم ( الجلالة ) والخنزير
بقلم : المنشاوي الورداني
حان الوقت ليفقه العالم لماذا حرم الإسلام كل ما يتغذى من الحيوانات على القاذورات وما يسد رمقه في مواقع القمامة والنفايات وهو ما اصطلح الفقه الإسلامي على تسميته ب( الجلالة )..فضلا عن تحريم الخنزير الذي عرف انه لا يتغذى إلا على تلك القاذورات ..
إن العالم وهو يرتعب من تفشي وباء انفلونزا الخنازير والذي انطلق من المكسيك ومر ببلاد أوربية ويكاد يصل لمناطق في الشرق الأوسط يجب ان يعود لقراءة جديدة في أسرار التحريم الإلهي لكل ما يضر بصحة الإنسان..
قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: { حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ، وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم ، وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ، ذلكم فسق} المائدة (3).
وقال جل من قائل: { قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس، أو فسقا أهل لغير الله به ، فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم} الأنعام (145) . وقد أثبت العلم الحديث الكثير من الحقائق العلمية التي تؤيد تحريم هذه الأطعمة لما تتضمنه من مفاسد وأضرار على صحة الإنسان .
والخنزير حيوان قذر يعيش على الأوساخ والقاذورات ، وهو ما تأباه النفس السوية وتعافه وترفض تناوله ، لما فيه من إخلال بطبع الإنسان ومزاجه السوي الذي خلقه الله عز وجل فيه {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} التين (4).
وقد أجمع العلماء على تحريم جميع أجزاء الخنزير، وذكر الآية للحم الخنزير هو من باب المجاز اللغوي ، إذ أطلق الله عز وجل الجزء ( وهو اللحم) وأراد الكل ( وهو جميع الخنزير) ، لأن اللحم هو الجزء الأهم والمأكول من الخنزير ، وقد أثبت العلم الحديث الحقائق التالية المتعلقة بلحم الخنزير:
يعد لحم الخنزير من أكثر أنواع اللحوم الحيوانية التي تحتوي مادة الكوليسترول الدهنية ، والتي تقترن زيادتها في دم الإنسان بزيادة فرص الاصابة بتصلب الشرايين واحتشاء عضلة القلب. كما أن تركيب الأحماض الدهنية في لحم الخنزير تركيب شاذ غريب يختلف عن تركيب الأحماض الدهنية في الأغذية الأخرى، مما يجعل امتصاصها أسهل بكثير من غيرها في الأغذية الأخرى وبالتالي زيادة كوليسترول الدم. يساهم لحم الخنزير ودهنه في انتشار سرطان القولون والمستقيم والبروتستاتا والثدي والدم .
كما بسبب لحم الخنزير ودهنه الإصابة بالسمنة وأمراضها التي يصعب معالجتها ، فضلا عن الإصابة بالحكة والحساسية وقرحة المعدة. .وكذلك التهابات الرئة والناتجة عن الدودة الشريطية ودودة الرئة والتهابات الرئة الميكروبية.
وتتمثل أهم مخاطر تناول لحم الخنزير في احتواء لحم الخنزير على الدودة الشريطية وتسمى تينياسوليم التي يصل طولها إلى 2-3 متر. ويؤدي نمو بويضات هذه الدودة في جسم الإنسان فيما بعد إلى الإصابة بالجنون والهستيريا في حال نمو هذه البويضات في منطقة الدماغ، وإذا ما نمت في منطقة القلب فإنها تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وحدوث نوبات قلبية ،
ومن أنواع الديدان الأخرى التي تتواجد في لحم الخنزير دودة التريكانيلا الشعرية الحلزونية المقاومة للطبخ والتي قد يؤدي نموها في الجسم إلى الإصابة بالشلل والطفح الجلدي.
هذا ويتهدد العالم حاليا مرض انفلونزا الخنازير الذي عبر عن مدى خطورته مسؤولو منظمة الصحة العالمية الذين اكدوا أن "الجائحة باتت وشيكة" فإنفلونزا الخنازير.. رفع التأهب للمستوى الخامس بعد مزيد من الوفيات بالمكسيك والإصابات بأوروبا وأمريكا.. وبدورها أصدرت منظمة الصحة العالمية سلسلة توصيات للحد من انتشار المرض في صورة وباء يتهدد العالم..والذي يؤدي الى وفاة ما بين 250 و500 الف شخص سنويا.
وفي المكسيك ،، طالب الرئيس "فيليبي كالديرون" مواطنيه بالبقاء في منازلهم لمدة خمسة أيام للحد من انتشار المرض في البلاد . كما اوصت السلطات الاميركية المرضى المصابين بانفلونزا الخنازير بالبقاء في بيوتهم سبعة ايام في الاقل دون ان تفرض حجرا على نطاق واسع في البلاد حيث سجلت اصابات في عشر ولايات.
وامتدادا للمرض اصبحت النمسا الدولة العاشرة التي تؤكد وجود اصابة بالمرض على اراضيها. كما اضيفت الى لائحة الدول التي انتقل اليها الفيروس والتي تطول كل يوم المانيا وسويسرا والبيروبريطانيا وأسبانيا وكذلك كندا ونيوزيلاندا وهناك انباء عن وصول المرض الى الكيان الصهيوني وكوستاريكا .
وإزاء هذا الخوف الذي يجتاح العالم علقت بالفعل وكالات سفر بريطانية وفرنسية وكندية وبرتغالية رحلاتها الى المكسيك كما الغت شركات لرحلات الترفيه البحرية متمركزة في ميامي رحلاتها في المكسيك، كما اضطرت دول عدة الى فرض مراقبة في المطارات وعلى الحدود ، كما علقت دول اخرى بينها روسيا والصين استيراد الخنازير.
كما حرم الإسلام (الجلالة) وهي التي تأكل العذرة من الإبل والبقر والغنم والدجاج والأوز وغيرها حتى يتغير ريحها . فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شرب لبن الجلالة ، رواه الخمسة إلا ابن ماجة. وإذا ما حبست الجلالة بعيدا عن العذرة وعلفت علفا طاهرا وطاب لحمها جاز أكلها وذهب اسم الجلالة عنها.
ولعل انفلونزا الطيور كانت نتيجة للعبث في أغذية الدواجن بنوع من علف الدواجن الذي يسمى في بعض البلاد العربية ب ( العليقة ) وهي تركيبة نتنة يوردها منعدموا الضمير والدين من الأسماك الميتة ومخلفات المزارع المطحونة وفي النهاية تطعمها الطيور والحيوانات وتتسبب في العديد من الامراض كشفت عن جريمة بني البشر في تغيير الطبيعة الإلهية لأقوات المخلوقات .. وما جنون البقر الذي كان نتيجة هذا العبث البشري عنا ببعيد ..
المصدر
- مقال:انفلونزا الطير والخنزير..ما بين تحريم ( الجلالة ) والخنزيرموقع:الشبكة الدعوية
