الوساطة المصرية... فرص النجاح والفشل !!

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث


بقلم / محمد السروجى

محمد السروجى

مرة أخرى يعود الوسيط المصري للمربع الأول ، مربع التهدئة والمصالحة بين تيار المقاومة من جهة والكيان الصهيوني وزمرة عباس من جهة أخرى ، لكن في ظل أجواء مختلفة ومختلطة وبدخول متغيرات جديدة وخطيرة قد تكون كثيرة الكلفة "بشرياً ومادياً ومعنوياً" كحصاد للمحرقة الصهيونية ضد غزة وعلاقاتها المحلية والإقليمية ، لكنها متغيرات فرضت مسلمات لا يمكن تجاوزها ، منها حضور المقاومة كرقم أول في كل الحسابات ، وحالة الفرز والتصنيف للأنظمة العربية من الأخوة الفرقاء والجيران الأشقاء ، فضلاً عن الزخم الشعبي الإنساني المؤيد للحق الفلسطيني المقاوم ، فهل يعي الوسيط المصري هذه المتغيرات فيتجاوب معها مستفيداً من تجارب سابقة وقريبة لم يحقق فيها النجاح لأسباب فنية وموضوعية تتعلق بنمط إدارته للملف والخلط بين الرؤى الشخصية والممارسات الدبلوماسية أدت لانحيازه لفريق دون فريق ، بل زاد الطين بله اتهامه من أطراف عدة بأنه كان شريكاً في العدوان الصهيوني ضد غزة على مستوى الترتيب والتنسيق والإصرار على إحكام الحصار في ظروف إنسانية بالغة السوء ، ومع ذلك لا يمكن تجاوز الدور المصري في الملف الفلسطيني لاعتبارات تاريخية وجغرافية وأمنية كثيرة ، فما هي فرص النجاح في هذه الوساطة



فرص النجاح

    • جاهزية المناخ العالمي بعد محرقة غزة والصمود الرائع للشعب والحكومة و المقاومة في ظل تعثر المشروع الصهيوأمريكي، وحرص الكيان الصهيوني على التهدئة لانتخابات الكنيست وانشغال الإدارة الأمريكية بالمشكلات الداخلية
    • انهيار إستراتيجية الكيان الصهيوني وبعض دول الجوار في الهدف من حصار غزة والعدوان الأخير " إستئصال المقاومة وإسقاط حكومة حماس وتمكين عباس"
    • فشل المسار التفاوضي بين السلطة والكيان الصهيوني في تحقيق أي إنجاز ملموس على الأرض
    • التعاطف العالمي مع شعب غزة وحقه في التهدئة والمصالحة والحياة الحرة الكريمة
    • ضرورة الوصول إلى توافق وطني بعد انتهاء ولاية محمود عباس؛ وو ضع الجميع في أزمة بسبب مدِّ مدة الرئاسة التي تعتبرها حماس والفصائل غيرَ شرعية،
    • ظهور أطراف إقليمية فاعلة صاحبة تجارب إيجابية سابق" منافسة للطرف المصري، تمثِّل ضغطًا مفاده "نحن جاهزون إن فشل الآخرون"
    • الحاجة الملحة لقطاع غزة شعباً وحكومة ومقاومة للتهدئة والمصالحة كترتيب للأوراق والتقاط للأنفاس وصيانة للمقاومة وإعماراً للبيوت والمساجد والمدارس والمستشفيات والمؤسسات وقبل هذا كله تهدئة النفوس التى جرحها ظلم العدو وتخلي وقسوة الشقيق

وأخيرًا..

هل ستنجح مصر في إدارة الملف واغتنام الفرص المتاحة وتوظيف كافة الأوراق الرابحة لتهدئة عادلة وفك الحصار وتوحيد الصف الفلسطيني؟ أم أن المصالح الشخصية للنخبة الحاكمة ستدير دفَّة الأمور في الاتجاه المعاكس تأثرًا بعلاقاتها الخارجية وأدواتها التحريضية فتجمد الدماء في عروق الوساطة أو ربما تنسفها؟ وتكون المبادرة المصرية كما يقولون عصا بدون جزرة؟!أو تهدئة لصالح الكيان الصهيوني دون مقابل لشعب وحكومة ومقاومة فُرضت عليها المحرقة وتجاوزتها بثمن باهظ تفسده الوساطة؟!

المصدر : نافذة مصر