الواقع الامني في لبنان: الحقائق والشائعات

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الواقع الامني في لبنان: الحقائق والشائعات


بقلم : فادي شامية

الخوف من فلتان أمني محتمل طـُرح بقوة إثر المحاولة الفاشلة لاغتيال الوزير مروان حمادة، لكن المخاوف ازدادت بقوة إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري ومسلسل التفجيرات الذي أعقب ذلك، ومع استمرار اكتشاف عبوات وذخائر مريبة، أصبح الوضع الامني في مقدمة الهموم التي يفكر فيها اللبنانيون، فما هي الحقيقة في هذا الملف الخطر؟

أحداث وظواهر مقلقة

أحداث عديدة هزت الوضع الامني في لبنان لا سيما بعد اغتيال الحريري، أهمها:

- المتفجرات المتنقلة التي ضربت أربع مناطق لبنانية في مدة أسبوعين، والعديد من المتفجرات التي وجدت قبل وأثناء وبعد ذلك، والتي استمر اكتشافها متواليا طيلة الفترة الماضية، وقد لفت في هذا المجال الحديث عن إحباط ثلاث محاولات تفجير كانت معدة لتجري على غرار التفجيرات السابقة، فضلا عن اكتشاف شاحنة متفجرات في منطقة القاع في البقاع قيل أنها في طريقها إلى خارج الحدود، واكتشاف ذخائر عبرية على طريق الغازية- الزهراني، وفي منطقة مرجعيون، ما يشير إلى ان الأمور باتت متداخلة وأن أكثر من جهة تعبث بهذا الملف.

- الظهور المسلح في عدد من البلدات في الجبل، لعناصر حزبية، موالية في بعض الاماكن ومعارضة في أماكن اخرى، إضافة إلى التنقل العلني بالسلاح في العديد من المناطق اللبنانية، وقد ظهر بعض هذا السلاح على عدسات المصورين.

- ظاهرة الأمن الذاتي في العديد من المناطق المسيحية وخصوصا تلك التي استهدفتها التفجيرات، حيث يقوم شباب كل حي بحماية أمنهم وتفتيش المارة والسيارات ليلا، وهي الظاهرة التي كان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن قد علق عليها قائلا إن <<المسافة الفاصلة بين تشكيل جماعات للحراسة من المتطوعين وبين تأسيس ميليشيا هي قصيرة للغاية>>.

- إزدياد الإقبال على السلاح، وازدهار سوقه السوداء.. يقول رئيس "حركة السلام الدائم" في لبنان فادي أبي علام في تصريح لوكالة "انباء الشرق الاوسط" على هامش اعمال مؤتمر الامم المتحدة حول منع الاتجار غير الشرعي بالاسلحة الخفيفة الذي عقد في الجزائر، "بعد اغتيال الرئيس الحريري قفزت اسعار السلاح الخفيف، وانتقلت من 250 دولارا الى 500 بالنسبة لقطعة سلاح روسية من نوع كلاشنيكوف وقطعة أم.16" ويعود هذا الارتفاع في الاسعار الى الاهتزاز الامني الذي ضرب لبنان عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري، حيث تركز الطلب حسب المعلومات المتوافرة على الاسلحة الفردية، خصوصاً البنادق الرشاشة والمسدسات على أنواعها. وهو طلب لا يقتصر على منطقة أو طائفة بعينها.

- تضعضع الجهاز الامني اللبناني بعد الحملة التي شنتها المعارضة عليه، وبعد رفع الرؤساء الثلاثة الغطاء عن قادة الأجهزة الامنية، وسعي بعض قادة هذه الأجهزة إلى اللجوء للخارج، ورغبة البعض منهم في تسييب الامور بشكل مقصود ردا على الحملة التي تستهدفهم.

شائعات خطرة

على صلة بالوقائع، ثمة العديد من الشائعات في هذا المجال، أهمها:

- شائعة توزيع السلاح على محازبين وانصار في اكثر من منطقة لبنانية لا سيما في البقاع والجبل وطرابلس وبيروت وصيدا ومنطقة الناعمة حيث زعم مواطنون أن أسلحة فردية قد وزعت من قبل جهات سياسية وحزبية عدة. وسواء صح هذا الامر أم لم يصح، إلا أن الحديث عنه بهذه الصورة مؤشر بحد ذاته على حالة أمنية متوترة، على اعتبار ان السلاح موجود أصلا في بيوت كثير من اللبنانيين حتى يومنا هذا !.

- شائعة إعادة إحياء العديد من الميليشيات السابقة، بشكل سري، والحديث عن انخراط أطراف قريبة من سوريا في تقديم عروض تمويل وتسليح لهذه المجموعات كتعويض عن الغياب العسكري والمخابراتي السوري المباشر. وثمة من يضيف العنصر الفلسطيني إلى هذه الشائعة مرددا اسماء تنظيمات مثل الصاعقة والجبهة الشعبية بقيادة أحمد جبريل، ومنهم من يشير إلى وجود شبكة سرية للعمل على إحداث خلل امني وفتنة طائفية في لبنان عازيا ذلك إلى تقارير اميركية وفرنسية واممية بهذا المعنى، والبعض يدعي بأن العمل الأمني والمخابراتي السوري قد انتقل إلى مقار حزب البعث الذي أنشأ وحدات لهذه الغاية بإشراف ضباط مخابرات سوريين. ورغم أن أيا من ذلك لم يثبت إلا ان استمرار اكتشاف المتفجرات والعبوات يجعل من هذا الكلام رائجا لدى شريحة كبيرة من اللبنانيين المتوجسين خوفا من المستقبل.

- شائعة سعي أجهزة أمنية سورية إلى إحداث قلاقل في لبنان على خلفية الضغط الاميركي المستمر على النظام السوري رغم انسحاب جيشه ومخابراته من لبنان، ويعزز هذه الشائعة العديد من الأخبار والمقالات المنشورة في الصحافة الدولية حول سعي أميركي لتغيير النظام السوري، وتحذير هذا النظام من أنه سيفجر المنطقة- ومنها لبنان- إذا ما استمرت الضغوط عليه!.

الشائعات نادرا ما تصبح حقائق، لكنها رغم تجردها من الدليل الصحيح تترك أثرا في التفكير في اتجاه معين، فإذا ما أضيفت إليها بعض الوقائع والأحداث الامنية تصبح أكثر إثارة من ذي قبل، وهذه هي الحالة التي تعيشها شريحة كبيرة من اللبنانيين ! .

المصدر