النائب يسري بيومي: 45 عامًا في خدمة الأهالي

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
النائب يسري بيومي: 45 عامًا في خدمة الأهالي

حوار: رضوى سلاوي

توطئة

الإستاذ يسري بيومي
  • - شعبية الإخوان هائلة وإنجازاتنا بالدائرة تتحدث عنَّـا
  • - ضعف الحكومة وتدني الأجور أبرز مشكلات العمال
  • - عودة الشخصية الاعتبارية إلى النقابات بداية لإصلاحها

45 عامًا قضاها بدروب العمل العام والخدمي والتطوعي الذي عرفه في عام 67، حينما كان يشترك مع والده في المجموعات التطوعية أثناء الحرب، وكانت مهمته التأكد من إغلاق الأنوار المضاءة قبل حدوث الغارات أعلى منطقة إسطبل عنتر، ومن بعدها اختلفت مهامه في خدمة أهله وبلده كلها.

أما العمل السياسي فعرفه منذ انتخابات مجلس الشعب عام 76 عندما كان عمره 18 عامًا، وكان يقوم بالمشاركة في الانتخابات والعمل مع مرشح الدائرة وقتها، ثم كان عام 79 عندما عمل مع النائب حسن الجمل- رحمه الله- لمدة 3 دورات برلمانية متتالية حتى عام 90، وشاركه معظم نشاطاته وعمله البرلماني.

لذا كان طبيعيًَّا قوته وأداؤه البرلماني المتميز الذي شهد به الجميع بعد فوزه بالانتخابات البرلمانية 2005م، والنائب يسري محمد محمد بيومي من مواليد 1958م بمنطقة إسطبل عنتر بالزهراء في مصر القديمة، ويعمل مشرفًا معماريًّا بشركة الجيزة العامة للمقاولات والاستثمار العقاري.

وقد تعرَّض للاعتقال 10 مرات آخرها كان عام 2005م منذ مارس حتى أغسطس من نفس العام، وقبيل شهور من موعد الانتخابات البرلمانية لنفس العام.

وهو عضو نشط باللجنة النقابية منذ عام 87 بالشركة حتى الآن، وبالنقابة العامة للبناء والأخشاب، وعضو اللجنة القومية للدفاع عن سجناء الرأي بنقابة الصحفيين، والجنة القومية للدفاع عن حقوق العمال، والتي كان لها دورٌ كبيرٌ في التصدي إلى سلبيات قانون العمل الجديد قبل إصداره، بواسطة العديد من المؤتمرات والفعاليات المختلفة.

وقد اشتهر بوقفاته الدائمة مع عمال مصر في معظم اعتصاماتهم؛ للمطالبة بحقوقهم، وسعيه الدائم إلى وجود ضمانات حقيقية لحقوق العمال، وله العديد من الإسهامات والمواقف مع الحركة العمالية، (إخوان أون لاين) التقى النائب؛ ليتعرف عن قُرب أسباب ترشحه لدورة برلمانية جديدة، وأهم الإنجازات التي تحققت، وما أهدافه في الفترة القادمة.. فإلى تفاصيل الحوار:

  • نبدأ معكم من قرار الترشح لدورة برلمانية جديدة، فما خلفيات هذا القرار؟
أولاً نحن ملتزمون بقرار الإخوان المسلمين خوض انتخابات مجلس الشعب القادمة، والدفع إلى إكمال ما تم إنجازه خلال الدورة المنصرمة، والعمل لخدمة المواطن المصري بشكل عام، ودائرتي بشكل خاص، فضلاً عن كوني عاملاً اهتم بمشاكل الحركة العمالية في مصر، ومارست دوري كبرلماني عامل، يعيش عن قرب همِّ الحركة العمالية وداخلها، وأهم المتغيرات التي طرأت عليها.
وقد تابع الجميع الإنجازات التي حدثت- بفضل الله- في المجال العمَّالي، وكنا صوتًا للتحدث باسم العمال، أما الدافع الآخر فهو حث الجميع ممن يرون أعمالنا داخل الدائرة من الإنجازات التي تحققت إلى إعادة الترشح.

عطاء يتواصل

بيومي مع أهالي مصر القديمة في إحدى جولاته

* وماذا قدمتم إلى الدائرة؟

تم بفضل الله تنفيذ العديد من المشروعات التي تقدمنا بها، مثل فصل دار السلام إداريًّا وإنشاء قسم خاص بدار السلام، وتسكين 1500 أسرة في مدينة 6 أكتوبر من المتضررين في عزبة خير الله والمقيمين على سفح الجبل.
بالإضافة إلى كوبري دار السلام الذي تم إصلاحه مارس 2006م، ومشاريع الصرف الصحي بالمنطقة، هذا خلاف تحويل الوحدة الصحية إلى مستشفى دار السلام العام، ومشروع الغاز الذي سوف يتم استكماله.
وإصدار قرارات علاج على نفقة الدولة لأهالي الدائرة بلغت 12 مليون جنيه، وإدخال مشروع الغاز الذي تم بدء تنفيذه من شارع 9 كي يتم تعميمه على المنطقة بأكملها، واستصدار موافقات إنشاء مركز شباب دار السلام، والحصول على 21 تأشيرة خاصةً بالحج وزِّعت بنظام القرعة، وتنظيم 13 قافلةً طبيةً لأهالي منطقة دار السلام تحت إشراف نُخبة من الأطباء، بالإضافة إلى المساهمة في تحسين وضع عزبة خير الله على الخريطة؛ حيث كنت أول نائب يقوم بفتح ملف العزبة في البرلمان.
هذا بالإضافة إلى العديد من الأنشطة الاجتماعية الأخرى، منها ما يخص تواصل النائب مع أهالي دائرته، ومشاركته أفراحهم وأحزانهم، وحل المشكلات والمشاحنات والنزاعات بين أهالي الدائرة.

* وماذا عن دورك الرقابي والتشريعي؟

تقدمت بالعديد من الاستجوابات والمناقشات منها: المطالبة بتفعيل قانون تنظيم المنافسة (منع الاحتكار) وجهاز حماية المستهلك لمواجهة أزمة الاحتكارات، وعلى رأسها الاحتكار في مواد البناء، والحفاظ على أموال التأمينات، وحماية الحقوق التأمينية في الوقت الذي بلغت فيه ديون الحكومة لصناديق التأمينات والمعاشات أكثر من 270 مليار جنيه.
وبيع الحكومة أراض وشركات قيمتها 13،6 مليارات جنيه خلال عامي 2007 ،2006م، ولم يصدر تقرير وزارة الاستثمار؛ ليوضح أوجه صرف تلك المبالغ.
وإهدار المال العام من خلال قيام بنك التنمية والائتمان الزراعي وفروعه بتسهيل الحصول على قروض لأسماء وهمية بلغت 16 مليون جنيه، كما قام فرع جنوب الصعيد بصرف حوالي 2 مليون جنيه لأصحاب حيازات مزورة، ووقف بيع أرض التحرير وما شابها من شبهات أدَّت إلى وقف عملية البيع، بعد أن اشترتها شركة (أكور) و(بنك سوسيتيه جنرال) فضلاً عن العديد من الأسئلة العاجلة.

برنامج 2010م

* وما الاحتياجات التي تضعونها في البرنامج الجديد؟

احتياجات الدائرة كثيرة جدًّا، وقد بدأنا بالفعل في تنفيذ بعض تلك الاحتياجات، أما البعض الآخر فيحتاج إلى مواصلة المشوار، ولم يتم إنجازه بعد، فعلى سبيل المثال تم إعداد مشروع لتطوير وإحلال وتجديد منطقة بطن البقرة، ونتمنَّى إكماله حتى يخرج إلى النور، وبعض المناطق العشوائية الأخرى.
بالإضافة إلى مشروع الغاز الطبيعي الذي بدأ تنفيذه، وما زال في بداياته ويحتاج إلى متابعته، ومشكلة منطقة عين الصيرة وشبكات المياه التي توجد تحت البلوكات والتي يجب سحبها، وأزمة الصرف الصحي في منطقة الإيواءات بعين الصيرة أيضًا، فالمنطقة بالكامل تحتاج إلى تطوير ومزيد من الاهتمام.
وهناك أيضًا عزبة خير الله وجارٍ عملية التطوير بها كمشروع المياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى تطوير وتجديد بقية منطقة الدائرة، مثل منطقة الأنور والخوخة على سبيل المثال، والتي تحتاج إلى جهد كبير في مجال الخدمات العامة.

أوضاع العمال

* من خلال معايشتكم أزمات الحركة العمالية ما أبرز مشكلات عمال مصر؟

مشكلات عمال مصر تكاد تكون واحدةً، وأهم تلك الأسباب هي تعسف الإدارة، لا سيما بعد الاتجاه نحو الخصخصة والقطاع الخاص، وما يقابله ذلك من ضعف حكومي تجاه القضية العمالية، في الوقت الذي كان يجب على الحكومة أن تسعى جاهدة إلى إنصاف العاملين.
وتُعدُّ تلك المشكلة القاسم المشترك بين معظم الشركات والمصانع التي حدثت بها اعتصامات ومشكلات، ثم هناك أيضًا الشركات التابعة للدولة وإدارتها الضعيفة، وهناك مشكلة تدني الأجور والتي تُعدّ من أكبر المشكلات التي يواجهها عمال مصر، بالإضافة إلى عدد ساعات العمل في الوقت الذي تم حرمان العمال من بعض المزايا التي كانوا يحصلون عليها، فضلاً عن تشريد أعداد كبيرة من العمال نتيجة لإغلاق المستثمر المصانع والشركات دون سابق إنذار أو تعويضات للعمال.

* ما مقترحاتك التي قدَّمتها إلى تحسن الوضع العمالي في مصر؟

قمنا بإعداد مشروع قانون لتعديل العديد من مواد قانون النقابات العمالية الذي يهدف إلى عودة الشخصية الاعتبارية للنقابات الفرعية، وألا يتعدَّى سن النقابي الـ60 عامًا، كي يتيح المجال للوجوه الجديدة أن تدخل ميدان العمل النقابي؛ حيث يتم اختيار أعضاء النقابة طبقًا لأسماء بعينها تجاوزت الـ60 عامًا في ظلِّ التعديلات التي أدخلتها الحكومة على هذا القانون، والتي كان آخرها التعديل رقم 12 لسنة 1995م، الذي ذبح النقابات العمالية.
كما نستعد أيضًا إلى تقديم مشروع لتعديل قانون إنشاء الجمعيات الأهلية والنقابات العمالية والأهلية يهدف إلى رفع القيود التي تفرضها الحكومة على إنشاء الجمعيات والنقابات بما يسمح بحرية إنشائها.
وقد تابعنا بقوة أزمة عمال مصانع "أمونسيتو"، "سالمكو"، وجاءت الاستجابة من وزارة القوى العاملة لطلباتنا والتي قرَّرت على إثرها تشكيل لجنة من الوزارة، وممثلين للبنك، وجمعية المستثمرين، ومجلس الشورى، واللجنة النقابية للمصنع؛ وذلك للقيام بمعاينة مصنع "أمونسيتو"، وفحص حالة الماكينات، ودراسة إمكانية إعادة تشغيله.
ومشكلة عمال شركتَي مطاحن جنوب القاهرة والجيزة، وأزمة عمال شركة النوبارية للميكنة والهندسة الزراعية، الذين كانوا مهددين بالحبس؛ لعجزهم عن تسديد اقتراضهم من بنك الإسكندرية بضمان رواتبهم، وتضررهم من توقُّف الشركة عن الإنتاج لمدة عامين كاملين.
وأزمة عمال شركة حلوان للصناعات الهندسية الذين تم تحويلهم إلى المحاكمة العسكرية على خلفية احتجاجات عمالية داخل المصنع عقب وفاة أحد العمال، طبقًا لحقهم في أن يحاكَموا أمام قاضيهم الطبيعي.
وكذلك بيع شركة طنطا للكتان والزيوت من جانب المستثمر المالك؛ حيث طالبنا بعودة تشغيل المصنع وإعادة الحكومة شراءه مرةً ثانية من المستثمر؛ لعدم تدمير الصناعة الوطنية.

تقسيم الدائرة

* كيف ترى دائرة مصر القديمة بعد فصلها عن منطقة دار السلام؟

أرحب بأي تغيير يتم، سواء تم فصل دار السلام عن منطقة مصر القديمة أو تم دمج العديد من المناطق، فلا يهمنا ما يفعله الحزب الوطني، ونحن أصحاب رسالة نعلم جيدًا ماذا نفعل وماذا نريد.
أما فيما يخص حجم الدائرة فهي دائرة كبيرة جدًّا ومن الممكن تقسيمها إلى 3 دوائر أخرى نظرًا إلى ضخامتها وإتخامها بالمشكلات، على سبيل المثال عزبة خير الله فقط تحتاج إلى نائبين على الأقل موجودين في الشارع بصفة مستمرة، أما عن الدائرة قبل فصلها فكانت تحتاج إلى 6 نواب.
وفيما يخص تقسيم الدائرة أنا أرى أن عملية الفصل أكبر فائدة حققها الحزب الوطني، في ظلِّ عدم العدالة في تقسيم الدوائر الانتخابية، فهناك بعض النواب الذين اعترضوا على طريقة وكيفية تقسيم بعض الدوائر والتي لم تجد آذانًا صاغية من الحزب الحاكم.
وينبغي الاعتماد في عملية التقسيم على تعداد الشعب المصري، وكثافته السكانية أو عن طريق التقسيم الجغرافي كي تكون هناك عدالة؛ حيث إنه من غير المعقول أن يكون هناك نائبان في دائرة لا يستطيعون النوم من كثرة المشكلات في الدائرة والتي تُعدُّ في الأصل مشكلات خدمية تتعلق بالمحليات في حين أن هناك دوائر أخرى لا تحتاج إلا إلى نائب واحد فقط، يجب إعادة تقسيم الدوائر مرةً أخرى بما يتناسب مع احتياجات الأهالي والدائرة، وليس طبقًا للمصالح السياسية للحزب.

* تتميز دائرة مصر القديمة بنظام التكتلات والعائلات.. هل تُعد معيارًا للنجاح؟

فيما يخص الإخوان فالحمد لله، الإخوان لهم حضور قوى داخل الدائرة، واستطعنا بفضل الله خلال الدورة السابقة تحقيق رصيد كبير من التواصل وحب الأهالي والقبول لدى العديد من التكتلات العائلية داخل المنطقة، وعلاقاتنا بحمد الله طيبة ومتواصلة مع جميع أبناء الدائرة، فالجميع لدينا سواء، ولا نفرِّق في المعاملة بين معارض ومؤيد لنا، ولا بين مسلم ومسيحي وأمارس دوري كبرلماني للجميع.

* فيما يخص التضييقات الأمنية على الفضائيات ورسائل المحمول والصحف.. بعض المراقبين يرونها بداية عملية تزوير للانتخابات فما رأيك في ذلك؟

ما يحدث الآن على الساحة الإعلامية هو منذرات لعملية التزوير، والتي بدأها الحزب الوطني بالتعديلات الدستورية التي قام بها عام 2007م، فما يقوم به الحزب الوطني من تعديلات ومخالفات له دلالة على التزوير.
ولكني أؤكد أن مصر كلها لهم بالمرصاد، وأدعو أهل دائرتي ألا يفت ذلك في عضدهم، والحديث عن حتمية تزوير الانتخابات غير حقيقي؛ لأن القرار في النهاية لهم وليس لأحد غيرهم.

المصدر