المستشار وليد شرابى يكتب : غزة تعيد رسم خارطة العالم
أتابع باهتمام المواقف السياسية، وردود الأفعال من مختلف دول العالم على حرب غزة فوجدت أن هناك حقائق جديدة قد استقرت في الضمير العالمي، لم يكن يعرف لها سبيل في السابق أثناء المراحل المختلفة للصراع (الإسلامي-الإسرائيلي).
ولعل من أهم نقاط هذا التحول أن أحجمت كل دول العالم عن وصف المقاومة الفلسطينية بالإرهاب !!!
بل وأصبح المجتمع الدولي يقف في جانب رافض للمجازر التي ترتكبها إسرائيل في حق المدنيين الفلسطينيين ،وإسرائيل تكاد تكون وحيدة لولا موقف سلطة الانقلاب في مصر التي لم نسمع فيها أي مسئول انقلابي يموء بكلمة شجب أو إدانة للجرائم التي ترتكبها إسرائيل.
فما الذى تغير في هذه الحرب التي تشنها إسرائيل عن كل الحروب السابقة ؟
الحقيقة أن أهم هذه التغيرات هو التغير في الموقف الفلسطيني ككل شعباً ومقاومة والرئاسة الفلسطينية متمثلة في شخص الرئيس أبو مازن.
فأما عن الشعب فقد التف حول مقاومته وقَبِلَ أن يضحى في سبيل انتصار هذه المقاومة بأرواح الشباب والنساء والشيوخ والأطفال، ولم يلتفت أو يبالى هذا الشعب بالويلات التي توعده بها الصهاينة وسلطة الانقلاب في مصر من حصار ومنع للدواء والغذاء والتضيق في الأرزاق!.
لقد أعلى شعب فلسطين مبادئ الحرية والكرامة والعدالة على حقهم في الحياة ،وهذا هو ما جعل إسرائيل.
وانقلاب مصر في موقف حرج حيث لم يعد في أيديهما ما يمكنهما من تهديد الشعب الفلسطيني
به.
وأما عن المقاومة الفلسطينية وفى القلب من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فحدث ولا حرج
، تحتاج إلى مجلدات لكى نتحدث عنها ولكن وباختصار نجدها قد أعدت العدة كما لم تعدها
من قبل فحفرت الأنفاق داخل العمق الإسرائيلي ،وذلك في تحول نوعي لم يألفه العدو الصهيوني
من قبل، واستبدل رجالها قلوب البشر بقلوب الأسود فقتلوا عشرات الجنود الصهاينة وجهاً
لوجه، وعادوا من إحدى عملياتهم بهدية لا تقدر بثمن وهو الجندي الأسير في يد المقاومة
شاؤول.
تلك الهدية التي لا يعرف قيمتها سوى المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وماذا أقول عن التدريب
؟ وكيف أروى روعة السلاح محلى الصنع ؟ومن في تاريخ الصراع أغلق مطار بن جوريون؟!.
ومن في تاريخ الصراع جعل ملايين الصهاينة يبيتون في الملاجئ؟!. ومن قبلهم قصف تل أبيب؟!. ومن
غيرهم أغلق المجال الجوي لفلسطين المحتلة؟!.
أنا لم أذكر بعد روعة القيادة متمثلة في الأستاذ خالد مشعل والسيد إسماعيل هنية، ولم أتطرق
للإبداع الإعلامي للمقاومة الذي حرر شهادة وفاة نتنياهو سياسياً.
وأما عن أداء الرئيس أبو مازن فلم يسجل عليه خطأ سياسي خلال هذه الحرب لينال من المقاومة
أو يصب في مصلحة إسرائيل، وهذا في ظل الوضع السياسي المعقد للقضية الفلسطينية يكفيه.
هذا الأداء الفلسطيني الأسطوري جعل العالم يقف منبهراً بما يتابعه ولم تملك أشد الدول تأييداً
لإسرائيل –عدا انقلابي مصر- إلا أن تحترم المقاومة وتحترم حقوق الشعب الفلسطيني في
مطالبه العادلة وفي حياةٍ كريمة تصون إنسانيته، وعلى النقيض يرى العالم –عدا انقلابي
مصر- الذى كان يتغنى بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها أن مساندته لإسرائيل تعني مساندته
لمجرى الحرب.
نعم الواقع يقول إن موقف العالم قد تغير من القضية الفلسطينية تغير، وكذلك موقف مصر – الانقلاب
- من القضية الفلسطينية قد تغير، ولا أدل على ذلك من حديث مترجم تابعته على القناة
الثانية الإسرائيلية وكان برنامج حوارى فسألت المذيعة أحد الضيوف الإسرائيليين وهو
محلل سياسي عن رأيه في استمرار الحرب على قطاع غزة ؟ فكان له رد عجيب لم أكن أتوقعه
، حيث قال لو تورطنا في حرب لا علاقة لنا بها .
المذيعة: كيف ذلك ؟
المحلل السياسي : هذه مشكلة بين السيسي والإخوان المسلمين فلماذا يورطنا هو فى الحرب مع حماس
... لقد اندفع نتنياهو بما زينه له السيسي وتورطنا نحن في الحرب !!!
تعجبت من إجابته ولكن الواقع بالفعل يقول إن نظام الانقلاب في مصر يدير الحرب مع إسرائيل
على قطاع غزة بشكل مباشر، وإن ما عرف بالمبادرة المصرية ماهي إلا طلب استسلام للمقاومة.
إن كلاً من السيسي وإسرائيل هما فقط من بين العالم اللذين يصران على هذه المبادرة !!! حتى أن
أمريكا ( أكبر دولة داعمة لإسرائيل ) رأت أنها مبادرة غير عادلة واقترحت مبادرة جديدة
رفضتها مصر وإسرائيل !!!.
______________
- المتحدث باسم حركة قضاة من أجل مصر
وليد_شرابى
المصدر
- مقال:المستشار وليد شرابى يكتب : غزة تعيد رسم خارطة العالم موقع: إخوان الدقهلية