المرشد العام في أكتوبر: كلنا مسئولون عن حماية الثورة
التاريخ:14-06-2011
كتب- حمدي عبد العال:
أكد فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أن أجواء الحريةالتي تشهدها مصر من ثمار ثورتها وفضل الله عزَّ وجلَّ على هذا الوطن وكرمه على شعبها، مشددًا على أهمية الحفاظ على الثورة، والبدء في بناء نهضة مصر.
وقال خلال المؤتمر الجماهيري الحاشد الذي نظمه إخوان 6 أكتوبر مساء اليوم: "لقد جاءت الثورة عبرةً من ربِّ العزة، انتقامًا لدماء الشهداء ومنهم الإمام الشهيد حسن البنا الذي شاء الله أن يزيح في يوم اغتياله أحد أكبر طواغيت الأرض في هذا الزمان؛ ليتعلق الجميع برب الأسباب بعد أخذه بالأسباب".

وأضاف: "الثورة المصرية آية من آيات الله، وأسالوا كيف حال الظالمين في السجون؟ وكيف أصبحوا؟ وكيف أمسوا بعد أن منعوا ذكر الله وسعوا في خراب بيوته؟ فلم يستطيعوا لأنها إرادة الله الذي يأبى إلا أن يُرفع أذانه في الأرض".
وأشار د. بديع إلى مواقف المهندس خيرت الشاطر، ورجل الأعمال حسن مالك، والعلامة د. يوسف القرضاوي الذين أبى الله تعالى إلا أن يقر أعينهم بنهاية من ظلمهم، موضحًا أن الشاطر ومالك أغلقا عنبر الإخوان في سجن طره، ليحل محله من ظلمهم في نفس العنبر، ويكون عنبر الحكومة، فيما خطب الدكتور القرضاوي في ميدان التحرير بين 4 ونصف مليون مواطن بعد أن منعه النظام السابق من خطبة الجمعة في قريته، وهو رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
وحول حملات التخويف من المرجعية الإسلامية أكد المرشد العام أنها مرجعية العدل والمساواة والحرية، ومرجعية سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي حكم الأرض بعدل الإسلام، ونصر قبطيًّا على ابن الأكرمين، ولخصها بقوله: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا".
وأوضح أن أصول الشريعة وقواعدها اتفق عليها كل الأنبياء والرسل، ولكل منهم تفاصيل وشرعة من ربِّ العزة الذي وضع نظامًا لا يحابي أحدًا ولا يجامل أحدًا، مستنكرًا عدم تحرر عدد من وسائل الإعلام بعد الثورة، واستمرارها في محاولات الوقيعة، وتطبيق نهج النظام السابق في التعامل مع القوى الوطنية.
ودعا المرشد العام إلى أن تكون المليونيات القادمة مليونيات عمل وإنتاج من أجل مصر، وأخرى لمحو الأمية، وأعمال البر، وإزالة العشوائيات، وعلاج المرضى، وتخفيف معاناتهم.
وخاطب عمال مصانع أكتوبر بأن ينتجوا بسواعدهم قبل مطالبهم حتى يأخذوا تلك المطالب ويقدموا لمصر حتى تعطيهم مطالبهم.
وطالب الحضور بالدعاء إلى الله عزَّ وجلَّ بأن يحرر إخواننا في سوريا، واليمن، وليبيا، من الطواغيت والمستبدين، وأن يحقن دماء المسلمين في كلِّ مكان.
وفي لمحة إنسانية من جانب د. بديع نزل من على منصة المؤتمر ليلتقي بسيدة مسنة تُدعى فوزية سليمان لمصافحتها، وقالت السيدة: إنها تربت على يد الشيخ محمد الغزالي الذي كان صديقًا لوالدها، ودعت لفضيلة المرشد العام بالصحة والتوفيق والعمل في سبيل الله، ورددت نشيد:
يا رسول الله هل يرضيك أنا
- إخوة في الله للإسلام قمنا
ودعا د. رشاد البيومي، نائب المرشد العام، إلى تدبر آيات الله عزَّ وجلَّ التي تلازمت مع أحداث الثورة، فبعد أن كان الظالمون يملكون ويعيثون في الأرض الفساد بدَّل الله عزَّ وجلَّ عليهم أمرهم، وتلا قول الله: " ﴿قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)﴾ (آل عمران).
وطالب جموع المصريين بأن يحمدوا الله عزَّ وجلَّ الذي جاد عليهم بالنصر، مشددًا على أن الابتلاء بالمنحة أعظم وأشد من الابتلاء بالمحنة.

ورحب د. محمود حسين، أمين عام الجماعة، بهذا الحشد الكبير، مؤكدًا أن حضوره دون وجود جحافل الأمن المركزي أو العسكر- كما كان في العهد السابق- دليل على إجرام النظام المخلوع الذي حاول أن يدفن مصر بأهلها وثرواتها في غياهب ومجاهل التاريخ، وأن يعيد مصر إلى عشرات الآلاف من السنين إلى الوراء.
وأضاف أن ثورة مصر أثبتت أن شعبها صاحب حضارة تمتد إلى آلاف السنين، ومترسخة بدرجة أكثر من غيرها من الحضارات، وأن شعبها قادر على الخروج من الكبوة، وإعادة بناء مجد الدولة المصرية.
ودعا د. حسين أبناء الإخوان إلى أن يقدموا للشعب المصري نموذجًا حيًّا من السلوكيات والمعاملات الإسلامية التي ربطت دخول الجنة بِهِرَّة حبستها امرأة فلم تر ريحها، وشدد على أن صدق النوايا والإخلاص لله عزَّ وجلَّ والسعي كيدٍ واحدة هو طريق المصريين لإنزال بركات الله عزَّ وجلَّ على الوطن، ودفعه إلى الأمام وبناء نهضته في أسرع وقت.

من جانبه، أكد د. حلمي الجزار، مسئول المكتب الإداري لإخوان 6 أكتوبر أن الإخوان يفخرون بالانتماء للدين الإسلامي الذي يجمع الكل تحت لوائه في كلِّ العالم، وكانت دعوة الإخوان المسلمين لبنة من لبنات هذا الانتماء.
وأوضح أنه أمام الإخوان هدفان كبيران، هدف خاص وهو تربية جيل مسلم بالوسائل التي يعتمدها الإخوان في التربية، وهدف أسمى وهو أن يتعاون الإخوان مع كلِّ طوائف الشعب لبناء مصر ونهضتها، حتى ترقى إلى ركب الأمم المتقدمة، وتعلم الناس الخير.
ورحب بفضيلة المرشد العام، وأعضاء مكتب الإرشاد، وجميع الحضور، ورجال الأعمال، وعمال مصانع أكتوبر المشاركين في الحفل.
وقدمت ياسمين الحصري التحية لمصر وشهداء الثورة ومصابيها، والمشايخ العظماء، ومنهم الإمام محمد الغزالي، والحاجة زينب الغزالي، والشيخ السيد سابق الذين علموها السماحة واليسر والصبر والتواضع والتوكل على الله، ودعت المصريين إلى الرباط، ومواصلة الجهد والعمل النافع لمصر، وأن يفسحوا المجال للنساء للعمل والمشاركة في النهضة.
حضر المؤتمر الحاج سيد نزيلي مسئول المكتب الإداري لإخوان الجيزة، ود. جمال قرني عضو الكتلة البرلمانية للإخوان في مجلس الشعب 2005م، وصلاح عبد المقصود نقيب الصحفيين بالإنابة، وعددًا من رجال الأعمال، منهم: محمد جنيدي، وعبد المنعم سعودي، وصفوان ثابت، وم. إبراهيم عبد الفتاح.
المصدر
- خبر:المرشد العام في أكتوبر: كلنا مسئولون عن حماية الثورة . موقع إخوان أون لاين