المرشد العام الثامن: الإخوان يحملون الخير للعالم

(16-01-2010)
كتب- خالد عفيفي
طالب فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع سامي المرشد العام للإخوان المسلمين في رسالته الأولى جموع الإخوان بتقديم الصورة الحقيقية للإسلام إلى العالم أجمع، إسلام الاعتدال والتسامح، إسلام احترام التعددية في العالم أجمع، إسلام التعارف والتعاون على خير البشرية أجمع.
وقال في رسالته الأولى:
- "إن مصر والعرب والمسلمين بل والناس أجمعين لينتظرون منكم الكثير والكثير وأنتم- بإذن الله- أهل لتلك المهمة الثقيلة، وقادرون على حمل تلك التبعة الخطيرة، وتاريخكم يشهد لكم بالصبر والاحتمال، والعمل والإنتاج، رغم ما يثار حولكم من شبهات ورغم ما حدث من هنات وأخطاء".
وأضاف موجهًا حديثه لجموع الإخوان:
- "اسلكوا كل طريق، واستخدموا كل الوسائل والوسائط المشروعة لنشر دعوة الإسلام في العالمين، جاهدوا الجهاد الحق جهاد الدعوة والبيان بالقلم واللسان وبكل أنواع الفن الهادف ووسائله النظيفة بكل طريق لتوضيح حقائق الإسلام ورد الشبهات عنه".
ودعا فضيلته إلى التعاون مع كل العاملين للإسلام على البر والتقوى، ومع كل المؤمنين في العالم أجمع من أجل نصرة الحق ورد الباطل وحماية الإيمان ومحاربة الكفر والإلحاد، فضلاً عن إصلاح الأنفس والبيوت والمسارعة في الخيرات لإصلاح المجتمعات، والوقوف بجوار المظلومين في كل مكان لرد الحقوق المغتصبة ورد المظالم عن الناس.
وقال فضيلته إن إرادة الله عز وجل شاءت أن يتحمل هذه المسئولية الجسيمة، على غير تطلع منه، ولا تميز أو فضل له، لكنه تقدير الله والتكليف الذي لا يملك معه غير النزول عنده، مستعينًا بالله، ومستلهمًا منه التوفيق، لتحقيق الأهداف السامية التي نذرنا أنفسنا وجهودنا لأجلها ابتغاء فضل الله ورضوانه.
وأضاف:
- "أتوجه إلى أستاذنا وأخينا الكبير ومرشدنا الكريم الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد السابع للجماعة الذي قاد السفينة وسط العواصف والأنواء، وتجاوز بها العقبات، ثم قدم هذا النموذج الفريد لكل القادة والمسئولين في الحكومات والهيئات والأحزاب بالوفاء بعهده، وتسليم القيادة بعد فترة واحدة، فتعجز كل كلمات اللغة عن التعبير عما في صدورنا من حب وتقدير لهذا المرشد، ولا نملك إلا أن نقول: جزاك الله خيرًا وأثابك بفضله ثواب الصديقين".
وأشار فضيلته إلى أن الإخوان يؤمنون بالتدرج في الإصلاح، وأن ذلك لا يتم إلا بأسلوب سلمي ونضال دستوري قائم على الإقناع والحوار وعدم الإكراه؛ ولذلك فهم يرفضون العنف ويدينوه بكل أشكاله سواء من جانب الحكومات أو من جانب الأفراد، أو الجماعات أو المؤسسات.
وأكد أن الإخوان لم يكونوا في يوم من الأيام خصومًا للأنظمة الحاكمة، وإن كان بعضها دائم التضييق عليهم والمصادرة لأموالهم وأرزاقهم والاعتقال المستمر لأفرادهم، لكن الإخوان لا يترددون أبدًا في الكشف عن الفساد في كل المجالات، ولا يتأخرون في توجيه النصائح وتقديم المقترحات للخروج من الأزمات المتلاحقة التي تتعرض لها بلادنا، ويربون أبناء وبنات الأمة على الأخلاق والفضائل والنفع للغير، وهذا كله يصب في مصلحة الوطن والمواطنين ومؤسسات الدولة.
وشدد فضيلته على أن إخواننا المسيحيين في مصر والعالم العربي والإسلامي هم شركاؤنا في الوطن وبناء حضارته، وزملاؤنا في الدفاع عنه، ورفقاؤنا في تنميته والنهوض به، والبر بهم والتعاون معهم فريضة إسلامية ﴿لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)﴾ (الممتحنة). مؤكدًا أن الإخوان يرون أن المواطنة أساسها المشاركة الكاملة والمساواة في الحقوق والواجبات، مع بقاء المسائل الخاصة (كالأحوال الشخصية) لكل حسب شرعته ومنهاجه.
ودعا فضيلته جموع الإخوان إلى الإقبال على القرآن العظيم والسنة النبوية المشرفة وسيرة النبي الأمين وسير العظماء والمصلحين، لدراستها والاستفادة منها وتصحيح المسيرة، قائلاً:
- "وترقبوا نصر الله، وما هو ببعيد: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)﴾ (الروم: 5) ﴿وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105)﴾ (التوبة) صدق الله العظيم.