المرشد العام: نرفض محاولات سرقة الثورة

التاريخ:25-05-2011
القليوبية- أحمد الجندي:
أكد فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، أن الثورة المصرية هي فضل من الله عزَّ وجلَّ، ولولا فضله علينا ورحمته ما كانت الثورة، مشيرًا إلى أن ليلة طرد المخلوع مبارك موافقة لليلة ذكرى استشهاد الإمام البنا، فقدر الله أن ينصر الثورة في هذه الليلة التي اغتيل فيها البنا لتحقيق سنته.
وأضاف في المؤتمر الجماهيري الذي عقد، مساء اليوم، عقب افتتاح مقر الجماعة بمحافظة القليوبية، أن دماء الشهداء أمانة في أعناقنا جميعًا، فهم دفعوا ثمن ما نحن فيه الآن وقبضنا نحن هذا الثمن، فلا يجب مطلقًا أن نتهاون في حقوقهم، وعندما يأتي أحد يريد سرقتها لا بدَّ أن نمسك به؛ لأنه ظالم مستبد يريد إضاعة دم الشهداء الأحرار، مطالبًا بقصاص الله العادل لهؤلاء الشهداء، منتقدًا المطالبين بالعفو عن قتلة الشهداء؛ لأن الله عز وجل أمر بألا تأخذنا رأفة في تطبيق حدوده.
ودعا الشعب إلى إعادة بناء مصر بعد الثورة؛ لأن مصر الآن تحتاج إلى كلِّ جهد، مطالبًا بالتعاون مع الإخوة المسيحيين، وكافة الأطياف السياسية من أجل البناء، موضحًا أن الأتراك قالوا إنكم تقدرون أن تحققوا نهضة أفضل من نهضتنا، مستشهدًا بقول الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمة الله: "الثائر الحق من يثور ثم يهدأ ليبدأ البناء".
وأكد أن الإسلام لا يتعارض مع حياة المسيحيين الدينية، بل ويتكفل حمايتهم والدفاع عنهم، فالقرآن الكريم قدم حماية الكنائس ودور العبادة الأخرى على حماية المساجد، مشيرًا إلى أن أكبر ضمان للإخوة المسيحيين هو الضمان الاجتماعي للشارع المصري الذي يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم "وصَّى على سابع جار".
وأوضح أن الإسلام حمى المسيحيين ودافع عن حقوقهم في عهد عمر بن الخطاب، ونصرهم على والي مصر، مشيرًا إلى أن مجلس شورى الإخوان وافق بالإجماع على اختيار الدكتور رفيق حبيب نائبًا ثانيًا لرئيس حزب الحرية والعدالة.
وحذَّر من محاولات الصهاينة لإحباط وإفشال الثورة المصرية، كما هي عادتهم بعد كلِّ نصر يحاولون أن يثقبوا ثغرة لينفذوا، منتقدًا محاولات البعض للالتفاف على إرادة الشعب المصري الذي خرج 20 مليونًا منه ليصوتوا في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، ويقول 77% منهم نعم للتعديلات.
وأوضح أن الاستفتاء تمَّ في حالة من الانفلات الأمني أكثر من الآن، ومع ذلك لم تحدث حالة تعدٍّ واحدة؛ لأن الشعب المصري هو الذي حرس صناديق الاستفتاء، مؤكدًا أن هذا الشعب متحد وقادر على أن يحمي الانتخابات البرلمانية القادمة.

ووجه كلمته للشباب قائلاً: "أيها الشباب أنتم وقود هذه الثورة، وأوراقها اليانعة الخضراء، وثمارها الحلوة، وأزهارها الفواحة، مطالبًا إياهم بتمثل قول الإمام الشهيد حسن البنا لهم: "ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول، وألجموا نظرات العقول بأرواح العواطف".
ودعاهم إلى تكوين لجان شعبية لمحو الأمية، وللوحدة الوطنية، وتوعية الأمة، وتوصيل الأفكار الجيدة من الاقتراحات إلى القيادة العسكرية والمدنية في المحافظة، موضحًا أن الإسلام ضمن عملاً لكلِّ عاطل، ونطلب ذلك من الحكومة؛ ولكن علينا أن نعمل لمساعدتها على تحقيق ذلك.
وأكد الدكتور محمود غزلان، عضو مكتب الإرشاد، أن الله عزَّ وجلَّ هو الذي أدار الثورة عندما خرج الرئيس المخلوع بحديث عاطفي؛ فانصرف الكثير من المصريين من ميدان التحرير، وأوعز الله إليهم أن ينزلوا بخيولهم وجمالهم ليحبطوا الثورة؛ ولكن الله قلب الأمر عليهم، وكان بمقدوره أن يهرب مثل بن علي؛ ولكن الله أراد أن يُحاكم.
وقال: "الإخوان لا يشمتون في أحد، ولا يريدون ظلمًا لأحد، ولكنهم يريدون العدالة، مشيرًا إلى أن فضل الله لم ينزل على الشعب وهو خائف في بيته، ولكنه نزل عندما خرج حاملاً روحه على يديه".
وحذَّر د. غزلان من أن ينخدع الناس بالحرب التي يشنُّها العلمانيون الذين يحاربون الشريعة، ويقيمون مؤتمرات للحوار والوفاق للانقلاب على إرادة الشعب الذي خرج بنسبة 77% يوم الاستفتاء.
ودعا الإخوان إلى أن يكونوا قدوة للشعب المصري في العمل والبناء؛ لأنه يضع آماله وطموحاته في أعناقهم، مشددًا على أنه لم يُكرم المسيحيون وغير المسلمين إلا في ظلال الإسلام، مشيرًا إلى موقف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب؛ حيث قال لعمرو بن العاص: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا"، وأمر القبطي أن يضرب ابن الأكرمين.
ورحب الدكتور هشام خفاجي، نائب مسئول المكتب الإداري لإخوان القليوبية، بفضيلة المرشد العام، متعهدًا بأن يكون هذا المقر قبلة لجميع المواطنين ليل نهار؛ للتواصل من أجل تحقيق مصلحة الأمة.
وقال: "إن هذا المؤتمر أَثَر من آثار رحمة الله، وكرم من كرمه، وينبغي أن نحني رءوسنا لهذا العطاء الرباني"، متابعًا أن محافظة القليوبية خرج منها 3 مرشدين للجماعة، هم: المستشاران حسن ومأمون الهضيبي، والأستاذ عمر التلمساني، رحمهم الله.