المرشد العام: نتواصل مع الجميع من أجل مصر

(20-08-2010)
كتب- إسلام توفيق
أكد فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أن حاجة الأمة ومصر للإصلاح هي الدافع لاجتماع الإخوان المسلمين مع قوى المجتمع الحية من الأحزاب والهيئات الوطنية والجمعية الوطنية للتغيير على مطالب الإصلاح السبعة المتفق عليها، كمدخل لعملية الإصلاح الشامل التي تتوق إليها جماهير الأمة.
وقال في رسالته الأسبوعية التي حملت اسم "رمضان شهر تحرير الإرادة والانتصار على النفس":
- إن الإخوان حريصون على التواصل مع كل قوى المجتمع، وعلى إنجاح كل الجهود الرامية لتوحيد صفوف القوى الوطنية ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، وهم يعلمون تمام العلم أن طريق الإصلاح الحقيقي طويل يحتاج إلى صبر وتضحيات.
وأضاف:
- "يأتي رمضان هذا العام ومصر مقبلة على انتخابات نيابية ومن بعدها انتخابات رئاسية، فإن كل قوى الأمة السياسية والأهلية مطالبة بتفعيل المشروع الإصلاحي، وبالتنسيق في المواقف؛ لإجبار النظام الحاكم على التجاوب مع مطالب الإصلاح والتغيير، وإطلاق المعتقلين السياسيين، وتدعيم الديمقراطية، والقبول بتحقيق ضمانات نزاهة العملية الانتخابية، وإلغاء كل القوانين المقيدة للحريات، وتعديل المواد الدستورية المعيبة لفتح باب الترشح لكل راغب في خدمة هذا الوطن، وإعطاء الشعب وحده حق اختيار وتحديد من يقوده للمستقبل".
وعرض فضيلته أهم بنود المشروع الإصلاحي ووصفه بأنه مشروع شامل لكل مناحي الحياة، يشمل الإصلاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والأخلاقي والتعليمي والإعلامي، بعد أن استطاع المفسدون في الأرض- من خلال الزواج غير الشرعي بين السلطة والثروة- أن يشيعوا في الأمة اليأس والفوضى والرشوة والوساطة والمحسوبية، وأن يقزِّموا دور الأمة عالميًّا، ويهدروا كل مقومات النجاح والنمو لصالح مكاسبهم الشخصية والعائلية الضيقة.
وأضاف أنه مشروع شامل لصالح كل فئات وطوائف الأمة، فلا يعمل لصالح فئة، ولا يصوغ الدساتير والقوانين لصالح طائفة، وإنما يصوغ للأمة كلها ويعتبرها وحدة واحدة، وإن اختلفت أديانها.
وشدَّد على ضرورة تضافر جهود جميع المخلصين من أبناء الأمة، فيشترك فيه غير المسلم مع المسلم والمرأة مع الرجل، باعتبار الجميع لهم نفس الحقوق وعليهم ذات الواجبات، ومن مصلحة الجميع تحقيق الإصلاح، مشيرًا إلى أنه لا نجاح لمشروع الإصلاح الذي يريد نقل الأمة إلى مصاف الأمم المتقدمة إلا حينما يدرك كل إنسان أن عليه دورًا وأن عليه واجبًا، وأن من الضروري إشعار المفسدين برفض فسادهم، والمواجهة العامة لكل ظواهر الفساد والانحلال في المجتمع.
وأضاف أن منهجهم سلميٌ يؤثر الوسائل الديمقراطية، ويتبنَّى النضال الدستوري سبيلاًَ لا بديل عنه لتحقيق الأهداف الوطنية، ويرفض بكل حزم وإصرار خيار العنف أو العمل التآمري، وفي ذات الوقت يتصدَّى بكل عزيمة وبكل الوسائل القانونية والشعبية لمواجهة الاستبداد والطغيان وتزوير إرادة الأمة، ويقاوم بكل إصرار محاولات غرس اليأس والإحباط في نفوس الشباب.
وأشار إلى أن رمضان فرصة مهمة لمراجعة النفس، على المستوى الفردي والجماعي، وعلى مستوى الأمة.
واختتم المرشد العام رسالته بكلمة إلى رهائن العسكرية قال فيها:
- "أما أحبتنا خلف أسوار الظلم الذين يدفعون من أعمارهم وأموالهم وصحتهم ضريبة السير بمشروع الإصلاح والتغيير فنقول لهم: صبرًا؛ فإن ليل الظلم قد آذن بزوال، وإن أمتكم لَتُقَدِّر وتُثَمِّن جهادكم وتضحياتكم في سبيل رفعة وطنكم، والله معكم بنصره وتأييده".