المرشد العام: نتحمل الصعاب من أجل مصلحة الوطن

(31-07-2009)
كتب : إسلام توفيق
وجَّه فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين التحية لقيادات ورموز الإخوان المعتقلين خلف الأسوار، مؤكدًا أنهم يقدمون أرواحهم وأموالهم فداء لوطنهم، الذي يضحون من أجل خروجه من أزمته الراهنة بكل غالٍ ونفيس.
وتحدث فضيلة المرشد العام في رسالته الأسبوعية التي حملت عنوان "رسالة إلى أحرار الرأي خلف أسوار الاستبداد" إلى المجاهدين خلف أسوار الاستبداد والقهر والظلم، موضحًا أن الاعتداءَ على حرياتهم، والانتقاصَ من حقوقهم، ومصادرةَ أرزاقهم، وتغييبهم عن أهلهم؛ إنما هو محاولةٌ لمنعهم من الإسهام في إنقاذ أمتهم.
وأشار فضيلته إلى أن موقف هؤلاء الإخوان الرائع والمشرِّف في مواجهة العدوان الصهيوني الفاجر على أهل غزة، دفع قوى الشرِّ والبغي في الخارج وقوى الفساد والاستبداد في الداخل؛ لتعويق مسيرتهم، وتشويه دعوتهم، وشنِّ هذه الحملة الظالمة المضلِّلة، التي اشترك في تنفيذها جهازُ أمن النظام مع تابعيه من المنسوبين إلى الصحافة والإعلام، لتحقيق أهداف صهيوأمريكية غربية من جهة، وأهداف سياسية ضيقة من جهة أخرى.
ووجه المرشد رسالةَ تطمين إلى هؤلاء المعتقلين بأن الإخوان، ومعهم كلُّ الأحرار في الأمة وفي العالم، متمسكون بمشروعِهم الرافض للمشروع الغربي الصهيوني، ولن يتوقفوا عن دعم صمود المقاومة والمجاهدين في فلسطين، ولن يتوقف سيلُ الإغاثة؛ حتى تقوم دولة فلسطين الحرة على كامل تراب فلسطين.
وأشار فضيلته إلى أنه بالإضافة إلى مشكلة فلسطين فإن الأزمة الثانية التي يتصدى لها الإخوان مما أدي إلى هذه الحملة ضدهم هو تصديهم لتمرير المشروع القِيَمي الغربي القائم على التفلُّت من الأخلاق والدين، ونشر الإباحية والشذوذ، ومحو هويَّة الأمة الحضارية والثقافية، وتمرير مقرَّرات مؤتمرات السكان الهادمة للأسرة والمفسِدة للأمة، وهم يدركون أن الإخوان- ومعهم كل مسلم غيور كريم- يقفون حجرَ عثرةٍ أمام هذا المشروع الساقط، ولهذا يعملون على عزلِ الإخوان عن ساحةِ التأثير في وعي الأمة، ويعملون على تشويه أهدافهم والتشويش على مقاصدهم.
وفيما يتعلق بموقف الإخوان من النظام أكد فضيلته أن الإخوان يدركون واجبهم نحو أمتهم، ولن يتخلَّوا عن مشروعهم الإصلاحي الذي تجاوبت معه الأمة، والقائم على التعبير السلمي البعيد عن العنف المادي أو المعنوي، والداعي إلى مشاركة كافة أبناء الأمة وطوائفها دون استثناء أو إقصاء، والمستند إلى مبادئ الحرية والعدالة والمساواة.
كما أن الإخوان لم يكونوا يومًا- ولن يكونوا بإذن الله- منافسين لأحدٍ على مناصب وكراسيّ ومتاع زائل، وأنهم كما عهدتهم أمتهم لا يبتغون سوى خدمة أمتهم؛ لتستعيد مكانتها وموقعَها على المستوى الإقليمي والدولي، مشيرًا إلى أن الإخوان لن يتغيَّروا ولن يتخلَّوا عن منهجهم السلمي، مهما كانت الاستفزازاتُ التي يتعرَّضون لها، فوحدةُ الأمة وأمنُها القوميُّ والاجتماعيُّ وعدمُ انكشافها أمام الصهاينة المتربِّصين؛ هو خيارُ الإخوان، مهما كان الثمن الذي يدفعونه من دمائهم وأقواتهم وحرياتهم.
وأوضح كذلك أن الإخوان يتوجَّهون بمشروعهم الإصلاحي للأمة وللنخب الحرة فيها للتعاون في إنقاذ سفينة الوطن من الفساد الذي طال كافة المؤسسات، وللوقوف في وجه الاستبداد الذي أهدر كرامة الأمة وقوَّض عناصر القوة فيها، والذي يسعى لتعطيل كل شيء نافع في هذا الوطن العزيز، بدءًا من العمل الأهلي الخيري التطوعي، وحتى إغاثة المنكوبين من إخواننا في فلسطين.
كما أن الإخوان سيبقون على الدوام مستعدِّين للتعاون مع كلِّ الشرفاء وجاهزين للحوار حتى مع مَن ظلمَهم، لكل ما فيه مصلحة الوطن الذي لا يستحق ما يجري له من تقزيم وإفساد، ودعا فضيلته العقلاء في الحزب الوطني والحكومة، أن يكون لهم دورٌ في وقف هذا الاندفاع إلى السقوط والهاوية الذي يُجَرُّ إليه الوطنُ جرًّا.