المرشد العام: مقرات الإخوان المسلمين للشعب كله

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
المرشد العام: مقرات الإخوان المسلمين للشعب كله
المرشد العام خلال افتتاح دار الإخوان بوادي النطرون

التاريخ:26-07-2011

البحيرة- شريف عبد الرحمن.

شدَّد فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أن مقرات الإخوان المسلمين التي يتم فتحها بالمناطق المختلفة ليست للإخوان فقط، بل لكل الشعب المصري بكل طوائفه، مشيرًا إلى ضرورة أن يكون غوث اللهفان ومعاونة المحتاج هو هدف التواصل مع المواطنين، وحث جموع الإخوان على السعي في تلبية حاجة الجيران والأهل بحسن الخلق.

وقال- خلال المؤتمر الجماهيري الحاشد بمدينة وادي النطرون بمحافظة البحيرة، احتفالاً بافتتاح دار الإخوان المسلمين بالمدينة، بحضور الداعية الكبير جمعة أمين، نائب المرشد العام، ومحمد سويدان، مسئول المكتب الإداري للإخوان المسلمين بمحافظة البحيرة، ومحمد شتات، مسئول الإخوان بوادي النطرون، وسط حضور العديد من القيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة، على رأسهم رئيس مجلس مدينة وادي النطرون محمد كرم-: واعلموا أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن ببسط الوجه وحسن الخلق، ولنتعلم حديث النبي جيدًا "من مشى في حاجة أخيه..".

وعن الحرية التي منَّ الله بها على شعب مصر بكل طوائفه قال: "لم أتخيل أن أزور وادي النطرون، ولا أزور سجنها، فأمس الأول جلست مع نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية، ومن قبل التقيت رئيس السودان بقصر القبة فأبدى البشير تعجبه، فقلت له: إن الله إذا أراد أمرًا أنفذه، وأوضح أن البشير قال له: لقد عرضت على مبارك أن أزرع له القمح على أرضنا بحصتنا من المياه فرفض؛ بدعوى خوفه من غضب أمريكا، وتحدث عن لقائه برئيس تركيا عبد الله جول؛ الذي قال: "إنكم تستطيعون صناعة النهضة، فأنتم أفضل من تركيا؛ فقد كان الجيش ضدي، وتملكون الأخلاق".

وأكد المرشد العام أن لكل نعمة لصوصًا؛ فهناك لصوص للخزن والشقق والشركات والغسيل، ولصوص للحسنات، وهم الشياطين؛ فاحذروا الشيطان، موضحًا أن هناك أيضًا لصوص الثورات، فبعد فرح الناس يفسدون فرحتهم، ويعملون على نشر الفتنة والوقيعة بينهم.. (يَبْغُونَكُمْ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ) (التوبة: من الآية 47)، رافضًا كل محاولات الوقيعة بين الجيش والشعب، والمسيحيين والمسلمين، مشددًا على أن شعب مصر هو حارس الثورة.

وأوضح أن من شعب مصر من حمى الثورة بأجسادهم، وأخذوا أجرهم من الله، مشددًا على ضرورة رد الجميل لهم، بحماية الثورة وبرعاية أبنائهم وأزواجهم، ونعود المرضى والمصابين.

وشدَّد فضيلة المرشد العام في حديثه لجموع الإخوان وأهالي وادي النطرون قائلاً: إنكم ذقتم طعم الحرية ولن نفرِّط فيها مرة ثانية، مؤكدًا أنه يجب أن نقف يدًا واحدة ضد إبليس وجنوده، ونسأل الله أن نحرر كل مقدساتنا وأرضنا، أرض القدس الشريف، ونسأله أن ينصر أهلنا المجاهدين في ليبيا وسوريا، منوهًا إلى أن الله تعالي أقسم لينصرن المظلومين، فكنا ندعو ونحن على يقين أن الله ناصرنا، موضحًا أننا عشنا عشرات السنين ننتظر يوم "حرية مصر" وزوال كابوس الظلم والطغيان، مشددًا على أن دولة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة.

وقال فضيلة المرشد العام: "إذا تذكرنا سجن وادي النطرون الذي قبع الإخوان خلف قضبانه، نتذكر نصر الله؛ فإذا ما كان هناك في يوم من الأيام بسجن طره عنبر يسمى عنبر الإخوان؛ فهناك اليوم عنبر يسمى عنبر الحزب الوطني، فنحن كنا على يقين أن الله ناصرنا؛ ففي الكتاب العزيز ينادي أصحاب الجنة أصحاب النار؛ فالنداء في زمن الماضي وهو في المستقبل؛ فهو واجب التحقيق وسنن النبي الكريم تؤكد اليقين في نصر الله وتمكينه وصدق وعده.

وأضاف: "إن الحرية نعمة.. إلى من نذهب بها؟ فيقول الله عز وجل: "أخلق ويعبد غيري، وأرزق ويشكر سواي"، فهل نذهب بنتائج الثورة لغير الله.. (قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ) (الأنعام: من الآية 63) (قُلْ اللَّهُ) (الأنعام: من الآية 64)، وكذلك (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65)) (الأنعام) فتعالوا نعود بثورتنا إلى ربنا".

وحول شهر رمضان المعظم طالب بأن ترى مصر في رمضان الأخلاق الإسلامية بعد زوال الظلم ودولته، مشيرًا إلى أن الأقباط شركاء الوطن علينا أن نحسن جيرتهم، قائلاً (وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ) (المائدة: من الآية 5)؛ حيث يشير الله عز وجل إلى أهل الكتاب أن نحسن إليهم ونطعمهم من طعامنا فيأمرنا الله أن نحسن إلى هذه الجيرة"، وأكد المرشد العام أن دير وادي النطرون الذي انقطع رهبانه عن الدنيا لعبادة الله هم شركاء لنا وجيران لنا؛ فهم أهلنا، وكذلك النساء مسئولات عن الجيران، مسلمين كانوا أو مسيحيين، ولو صامت الليل والنهار فلا بد أن تحسن.

وفي كلمته، قال الأستاذ جمعة أمين: كنا على ثقة من نصر الله (أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)) (البقرة) فما أمِل مسلم في شيء إلا وجده بين ناظريه (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ (51)) (غافر)، فالنصر مكمل الإيمان لا نشك في تحقيقه، فالله وعد (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) (النور: من الآية 55) فالمدافعة بين الحق والباطل سنة ثابتة لا تتغير، مشيرًا إلى أن المؤمن يعلم ذلك جيدًا، فالأيام دول يداولها الله والنصر عنده، لكن يجريه على أيدي رجال فتتميز الشخصية الإسلامية بالأخلاق، فصاغ النبي رجالاً ربانيين، أثروا بتلك الصبغة في مجتمعهم، هذا الصنف أجرى الله النصر على أيديهم.

وأكد نائب المرشد العام أن رجال الإخوان تحمَّلوا السجون والأغلال ومصادرة أموالهم وشركاتهم؛ فكان ردّهم (فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ) (طه: من الآية 72)، وشدَّد على أن عامل النصر الأساسي حسن الخلق وتصحيح العقيدة في القلوب فإن صح القصد وصدقت العقيدة كان النصر، موضحًا أن الشكر ترجمته العمل (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ (13)) (سبأ)، قائلاً: "فهذا الوادي الكريم لا يحتاج غير أيد متوضئة طاهرة، يصنعون نموذجًا عمليًّا بعد السماع أعمالاً خيريةً وخدمةً للمجتمع"، خاتمًا بتوجيه الشكر لجموع الحاضرين.

وفي كلمته رحب محمد شتات، مسئول الإخوان بوادي النطرون، بفضيلة المرشد العام وصحبه الكرام، كما قام بالترحيب بنائبه الأستاذ جمعة أمين ومحمد سويدان، مسئول المكتب الإداري للإخوان بمحافظة البحيرة، كما قدم الشكر لكل من شارك في افتتاح دار الإخوان بوادي النطرون، وأكمل قائلاً: لنا الشرف أن زارنا المستشار حسن الهضيبي من قبل، واليوم نقدم ونجدد البيعة للأستاذ المرشد د. محمد بديع.

وقال محمد سويدان، مسئول المكتب الإداري للإخوان المسلمين بمحافظة البحيرة، إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "خلوا بيني وبين الناس"، فها نحن الآن مع الناس وبينهم؛ فبحسن الاتباع استحق الصحب الكرام أن يمكِّن الله لهم دينهم، ورحَّب بالحضور الكريم وبفضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.

المصدر