المرشد العام: في ذكرى بدر نستلهم القوة

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
المرشد العام : في ذكرى بدر نستلهم القوة


الإخوان.jpg

11-11-2003

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الإخوة والأخوات:

في ذكرى بدر يجب أن نبدأ بما يتعلق بهذه الذكرى،وأهم ما فيها أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- وصحابته عاشوا قبل بدر مضطهدين معذبين،وصناديد قريش تصدُّ عنهم وتمنع الناس منهم،تحبسهم في الشعب، وتمنع عنهم القوت الضروري، وتخوف الناس وتصدهم وتعوِّق كل من يحاول أن يقترب من الرسول- صلى الله عليه وسلم-، وفي هذا الوقت كان الأمر الإلهي ﴿كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ﴾ (النساء:77)، وكان عمل الرسول بناء العقيدة وتثبيتها في القلوب هو الأساس؛حتى يصبح الشخص ربانيًا يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي كان خلقه القرآن..

وبعد هذه السنين الطوال التي كان البعض خلالها يقول ﴿مَتَى نَصْرُ اللهِ﴾ (البقرة:214) جاء الفتح المبين,وجاء النصر العظيم على أيدي فئة قليلة،وإن كان فئة عددها وعدتها أقل من جيش الكفار والشرك والعدوان،إلا أنها قهرت ذلك العدوان الكبير وقطعت صناديده وهزمته شر هزيمة،وجاء النصر من عند الله ليثبت الذين آمنوا، ويثبت لدينه في الأرض، ويثبت الأمة الإسلامية الناشئة التي بدأت في التكوين بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدنية،الذي آخى بين المهاجرين والأنصار.

ونحن الآن في ذكرى بدر لابد أن نعي الدرس، ولابد أن تقر في قلوبنا الحكمة والموعظة،وأن نأخذ العبرة، ونستيقن بموعود الله عز وجل وأن هذا النصر لابد أن يتحقق إذا تحققت شروطه التي اشترطها الله عز وجل، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ (محمد: 7)) ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ (آل عمران: من الآية126) ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ (آل عمران: 160)

إذًا يجب ألا يتسرب اليأس إلى قلوبنا.. مهما كان الواقع مريرًا.. فعلينا- وفي مقدمتنا شعب فلسطين الباسل البطل، المقاتل الشجاع- ألا نستسلم، فالله عز وجل فوق عباده.. بشرط أن نطبِّع أنفسنا وقلوبنا ومشاعرنا وأعمالنا، وكل أحاسيسنا واتجاهاتنا ومسعانا إخلاصًا لله وحده وتجردًا من كل شيء،ويجب أن نكون على يقين كامل، أننا إذا فعلنا ذلك ستأتي بدرٌ أخرى، قريبا بإذن الله تعالى..

أيها الإخوة والأخوات:

القدس الشريف مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأرض التي بارك الله فيها وحولها،ومنها كان معراج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى وإلى سدرة المنتهى.. وهي قبلة المسلمين الأولى، وفيها المسجد الأقصى المبارك..

أمّ الرسول صلى الله عليه وسلم جميع الرسل والأنبياء مؤكدًا وحدة الدين عند الله، ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ (آل عمران: 19) ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ (الانبياء: 25)

وفي الإسراء والمعراج الرباط القوي بين مكة والمدينة،فمن مكة أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس،ومن بيت المقدس أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم مرة أخرى إلى مكة،التي تحولت إلى قبلة المسلمين.الرباط كبير وشديد وعميق ولا يمكن التهاون فيه أو التساهل فيه بأي صورة كانت.

أيها الإخوة والأخوات:

إن جبروت أمريكا وعملائها من آل صهيون وغيرهم من فرق الكفر أعداء الإيمان و الإسلام،أعداء الإنسانية،لن ينجح بإذن الله في هدم هذه المقدسات الإسلامية،أو منعها،أو منع أصحابها الأصليين من فدائها بكل غال ورخيص والنصر لهم إن شاء الله ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا﴾ (يوسف:110)، نسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمنا وأن يلهم إخواننا في كل بلاد المسلمين عامة- وفي فلسطين و العراق و الشيشان خاصة- الرشد والثبات والعقيدة الراسخة، والعمل بما يرضيه عز وجل،عمل مبني على الدراسة العلمية الدقيقة والابتكار والفن والتكنولوجيا وكل ما أمرنا الله تبارك وتعالى به من تحصيل للعلم.

كل ذلك مسخر لوجه الله،ونسأله عز وجل أن يبدل خوفنا أمنًا،وضعفنا قوة،وفقرنا غنىً،وهو القادر على ذلك عز وجلَّ،ونحن على عهدنا مع الله تبارك وتعالى ثابتين على نصرة هذه القضية قضية القدس الشريف، وفلسطين العزيزة مضحين بكل غال وثمين استجابة لقوله عز وجل ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (التوبة: 111)

وصلَّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المصدر